هل أنقذت "مكملين" أهالي سيناء من مجزرة أمريكية؟!
23/04/2017
بعد تسريبات "مكملين" الأخيرة هل تتورط
الولايات المتحدة بتلك الضربة "المرتقبة" لوسط سيناء، بعد أن تبين للعالم
أن الإرهاب خيال مآتة صنعه الانقلاب ليسترزق على حسابه؟
وهل تمضي واشنطن فيما أعلنه موقع "ديبكا"
الاستخباراتي "الصهيوني" باقتراب توجيه ضربة صاروخية أمريكية في وسط سيناء،
أم أن إغراءات اتفاق القرن بين السيسي وترامب تتخطى حدود الفضيحة؟
تخويف وتفزيع
دخول سيناء ضمن أراضي عمليات التحالف الدولي
لمكافحة "داعش"، سينتج عنه آثار تدميرية على الاقتصاد والسياحة، فعندما
تتناقل وكالات الأنباء أخبارًا عن غارات للتحالف الدولي أو الولايات
المتحدة على "وسط" سيناء، ستُصبح زيارة "جنوبها" أمرًا مستبعدًا أمام أي
سائح لا يُفكّر في أكثر من الأمان.
يذهب مُحلّلون إلى أن مقاربة الإرهاب باتت
أنفع لسلطات الانقلاب، على مستوى البقاء والشرعية، أكثر من مقاربة التنمية،
مُدلّلين بتصدير السيسي مشكلة الإرهاب في خطاباته، وعودة سخونة الحديث عن
المشكلة بشكل مبالغ فيه في وسائل الإعلام، والتي تستقي أولوياتها من أجهزة
المخابرات وبقية الأجهزة الانقلابية.
بينما يرَى آخرون أن ذلك التوجُّه باتتْ
تعتريه شبهة التعمد؛ لمحاولة أخذ الرأي العام بعيدًا عن المشكلات
الاقتصادية والمعيشية المتصاعدة، ومحاولة حشد الناس خلف السيسي مجدداً، عن
طريق التخويف والتفزيع.
فهل ستكتفي واشنطن بقصف "جبل الحلال"، وسط سيناء، أم أن للأمر ما بعده؟
صفقة القرن
في هذا الإطار، نشَر الناشط السياسي ممدوح
حمزة عدة تغريدات عبر صفحته الشخصية بموقع "تويتر"، توقَّع فيها أن تكون
الضربة الأمريكية لوسط سيناء، مُقدّمةً لتدخلات جديدة، تخدم "صفقة القرن"،
والتي تحدَّث عنها السيسي خلال زيارته الأخيرة إلى واشنطن، واعتبر "حمزة"
أن تلك الصفقة تُشير بوضوح إلى مُخطّط توطين فلسطينيي قطاع غزة في سيناء.
وفق تلك التحليلات، فإن عملية القصف
الأمريكي المُتوقّعة لـ "جبل الحلال" سيترتّب عليها خسائر كبيرة في صفوف
المسلحين هناك، وهروب أعداد كبيرة منهم، ويُتوقّع أن يلجأ الهاربون إلى
قطاع غزة؛ نظراً لصعوبة دخولهم الأراضي المحتلة "كيان العدو الصهيوني"، أو
عبور قناة السويس ودخول منطقة الوادي والدلتا في مصر؛ نظراً للتشديدات
الأمنية في كلا الجانبين.
هنا قد تستغل واشنطن الفرصة وتزعم دخول
هؤلاء المسلحين داخل غزة، فيتمّ توجيه ضربة عسكرية أمريكية إلى هناك، ستكون
شديدة التدمير وتطال مدنيين؛ مما سيترتب عليه حدوث حالة فرار غزاوي شعبي
إلى سيناء، ولكن هذه المرة لن يتم استقبالهم بالاعتقال أو الترحيل، بل
بالتوطين، عبر قانون تمليك الأراضي للأجانب، والذي تم إقراره مؤخراً،
وسيتمّ تسويق الأمر في إعلام الانقلاب على أنه مبادرة إنسانية من القاهرة
بحق الأشقاء من الفلسطينيين.
تصريحات عسيري
بعض المحللين يؤكد أن وضع سيناء الميداني
والاستراتيجي حالياً، ليس مناسباً لحملات انتقامية من الجيش المصري، كما
جاء في تسريب مكملين، كما ان واشنطن لن تتحمّل المزيد من استهداف "كيان
العدو الصهيوني" عبر سيناء، وهناك توجُّه من السعودية للتدخل في سيناء،
بزعم أنها منطقة جديدة للتدخلات الإيرانية الإقليمية، وهو ما ظهر في
تصريحات لمستشار وزير الدفاع السعودي اللواء أحمد عسيري، ومن هذا المنطلق
فإن سيناء مُرشّحة لأن تكون ملعباً دولياً لمكافحة "داعش"، وإقليمياً
لمكافحة إيران، وهما الأولويتان الأمريكيتان حالياً، بعد أن دفعت دول
الخليج أموالاً طائلة من أجل هذا الأمر.
من ناحية أخرى، لا يُتصوّر أن تتدخّل
الولايات المتحدة عسكرياً في سيناء، فقط من أجل تطهيرها من المسلحين،
وإعادتها إلى الدولة المصرية، فواقع التجارب الأمريكية المشابهة في العراق
وأفغانستان وسوريا، يُشير إلى أن تدخّلات واشنطن يَعقبها تسوية للأوضاع من
وجهة نظر أمريكية، لا يكون من بينها الحفاظ على وحدة الدولة أو إرساء السلم
المجتمعي.
ما سبق يَدعم وجهة النظر القائلة بأن
تسريبات مكملين وجريمة العسكر في سيناء، لن تمنع التدخُّل العسكري الأمريكي
في سيناء، إنْ صَحَّ وأصبح حقيقة، فإنه سيكون مُقدّمة لمشروع جديد،
يُتوقّع أنه الصفقة التي يُريد ترامب ونتنياهو إمضاءها في سيناء، وفق خطة
"جيورا آيلاند"، والتي تُصِرُّ سلطات الانقلاب على نفيها، وتأكيد رفضها
لأية مشاريع من هذا النوع.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق