الأحد، 14 أغسطس 2016

كيف فازت إيران بتحكيم ضد إسرائيل وخسرت مصر


كيف فازت إيران بتحكيم ضد إسرائيل وخسرت مصر تحكيما مشابها في نفس العام 2015
إسرائيل تخسر تحكيم دولي أقامته إيران حول خط أنابيب إيلات-عسقلان الذي بناه شاه إيران، في 1969، مناصفة مع إسرائيل وزوّده بالنفط وأشترى أسطول ناقلات نفط تديره إسرائيل لتسويق النفط الإيراني بأوروبا. العلاقات انقطعت بعد الثورة في 1979. وبعد رفع الحظر الأمريكي في 2015، رفعت إيران ثلاث قضايا تعويض عن الأنبوب والنفط والناقلات ، بمجموع 7 مليار دولار. ودفعت إسرائيل بأن عقد الشراكة يقضي بتزويدها بالنفط الإيراني حتى عام 2017، ولما كانت إيران قد أخلت بالعقد، فيصبح عليها دفع مبلغ مماثل لقيمة التعويض التي تطالب به، أي أن إسرائيل طالبت بإلغاء التعويض لإيران. وفي ربيع 2015 فازت إيران بأول قضية للتعويض عن 50 شحنة نفط بسعر 1.2 مليار $ + 362 مليون فوائد وأعلنت إيران عن ذلك في حينها. فاعترضت إسرائيل وطالبت المحكمة بأن تأمر إيران بالتزام الصمت حتى يتم النظر في الاستشكال الذي تقدم به إسرائيل حول أخطاء إجرائية في التحكيم. وفي يونيو 2016، رفضت المحكمة العليا السويسرية الاستشكال الإسرائيلي وأمرت إسرائيل بدفع أتعاب القضية وتسديد التعويض لإيران.
الواضح أن إسرائيل طلبت الصمت لأنها كانت تخوض تحكيما مماثلاً ضد مصر، وبنفس الحجة (عدم الالتزام بعقد توريد طويل المدى). فخافت إسرائيل أن تتعلم مصر من الفريق الإيراني. ولم تنتبه مصر للبيان الإيراني. بغض النظرعن سبب ربح إيران التحكيم، كان بإمكان مصر أن تستخدم الحكم لتقول "إشمعنى؟" وكان ذلك سيشكل ضغطا كبيرا لصالح مصر.
لكل معادي إيران الشيعية، انظروا كيف كانت إيران قبل 1979. أنا لا أبرئ إيران من حماقات كثيرة بعد ثورتها، ولكن يجب على العرب والفرس التعقل.
نائل شافعي
Image may contain: 1 person , outdoor

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق