الجمعة، 4 سبتمبر 2015

آيات عرابي تكتب | خواطر عن سليمان خاطر


الشهيد سليمان خاطر
آيات عرابي تكتب | خواطر عن سليمان خاطر


كان جنديا بالأمن المركزي, تم توزيعه في سيناء على الحدود مع فلسطين المحتلة, وكان كما روت أسرته فيما بعد محملا بذكريات مجزرة بحر البقر, لم يكن سليمان خاطر جنديا عاديا مثل من تراهم اليوم يطلقون الرصاص أو قنابل الغاز على المظاهرات, لم يكن الجهل والفساد طافحين على وجهه.


لا تملك أمام النبل والطيبة الظاهرين على وجهه الا أن تحبه, كان سليمان خاطر متعلماً وكان خطئاً مؤسسياً, ويبدو أن منظومة التجنيد وقتها لم تكن بالكفاءة اللازمة لعزل العناصر الصالحة كما يحدث الآن.


سليمان خاطر كان مقاتلا فوق العادة, لم يطلق النار فقط دون تردد على السياح الصهاينة الذين رفضوا الانصياع لأوامره, بل حارب النظام بأكمله واصر على موقفه حتى لقى ربه.


كان مثل ملايين المصريين يعتقد أن مصر انتصرت في مهزلة أكتوبر وأن من حقه أن يحمي النقطة الحدودية التي يحرسها.


حاربه المخلوع نفسه ووقع قرارا جمهوريا بتحويله إلى محاكمة عسكرية.


هنا يحلو لبعض الأدعياء أن يكيلوا السباب للمخلوع, وستجد من بينهم مصطفى بكري وكبار الناصريين, وأنا اوافقهم على كل ما يقولون, بل و أزيدهم من الشعر بيتاً, فالمخلوع كان على كشوف رواتب السي آي إيه ولكن قل لي بالله عليك من عينه نائبا ؟


الم يكن الأراجوز السادات يعلم أنه كان عميلاً ؟


الم تكن المخابرات العامة التي يتغنون ببطولاتها الوهمية تعلم أنه عميل للسي آي إيه ؟


والإجابة ببساطة نعم كان السادات يعلم يا مرضى الشيزوفرينيا بل ونشرت الصحف كلها بعد الثورة أن المخابرات الفرنسية سجلت له بالصوت والصورة طلبه رشوة من سلاح الجو الفرنسي حين أرسله السادات للتفاوض على صفقة طائرات لحساب سلاح الجو الليبي.


إذاً, كان السادات يعلم, فلماذا تجاهل الأمر ؟


لأن السادات نفسه كان على كشوف رواتب السي آي إيه يا مرضى الشيزوفرينيا


ومن عين السادات ؟


انه المقبور عبد الناصر الذي اصبح الجميع يعلمون الآن أنه لم يكن فقط طاغية فاجر يهلك الحرث والنسل, بل كان هو الآخر نعلاً في قدم السي آي إيه.


هي إذًا ذرية بعضها من بعض كشفتها حادثة سليمان خاطر.


حوكم سليمان خاطر عسكريًا وقتله الموساد داخل زنزانته ليكون عبرة, فمنظومة الجيش لا تسمح بوجود شرفاء متعلمين, وكانت حادثة سليمان خاطر سببًا في تغيير نظم التجنيد وعدم قبول متعلمين في الأمن المركزي منذ عام 1986 وحتى الآن, فلا ترى سوى تلك الوجوه الكالحة التي يطلق اصحابها الرصاص والغاز على المصريين في الشوارع.


قارن بين سليمان خاطر رحمه الله وبين ذلك الجندي الذي صوره مسلحو تنظيم ولاية سيناء في فيديو بثوه منذ شهور وهو يعترف بجرائمه ضد المدنيين في سيناء.


قارن بين ما قالته شقيقة الشهيد سليمان عن ذكرياته مع مذبحة بحر البقر التي حضرها وقتما كان عمره 9 سنوات وعاد مذهولًا وما قالته أمه “لا تبكي يا سليمان، أنت فعلت كل ما كنت أنتظره منك يا بني” وبين ما قالته ذات الوجه الكالح القبيح الشيطاني أم قتيل كرم القواديس المدعو تامر والتي شهدت أمام الملايين على ابنها أنه كان يقتل المدنيين ويحرقهم.


قارن ما قاله سليمان في المحكمة ” أنا لا أخشى الموت ولا أرهبه .. إنه قضاء الله وقدره، لكنني أخشى أن يكون للحكم الذي سوف يصدر ضدي آثار سيئة على زملائي، تصيبهم بالخوف وتقتل فيهم وطنيتهم” وبين توسلات الجندي البلطجي الذي اعترف خاله بإجرامه وبلطجته على الهوا وقال أنهم كانوا يسمونه البعبع او شيئا كهذا.


ثبات سليمان خاطر واستشهاده على يد الموساد ربما يشفيك من متلازمة “العسكري الغلبان” فلا يوجد عسكري غلبان, هناك فقط رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه وهناك بلطجية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق