تصاعد الصراع بين ساويرس والسيسي للسيطرة على برلمان العسكر
14/09/2015
"إلى شباب المصريين الأحرار.. يعلم الله
أننى بذلت أقصى جهد لكى تمثلوا فى القائمة وخيب أملي فقد باءت كل محاولتنا
بالفشل، القرار قراركم الآن" .. كان هذا نص تغريده على موقع تويتر، لرجل
الأعمال المسيحي ومؤسس حزب "المصريين الأحرار" نجيب ساويرس، منذ عدة أيام،
تعقيبا على فشل مفاوضاته لانضمام حزبه لقائمة "في حب مصر" المدعومة من
السيسي.
وفي حين أن السبب المعلن للخلاف بين
الجانبين هو تجاهل الأسماء التي رشحها "المصريين الأحرار" لخوض الانتخابات
البرلمانية، إلا أن للخلاف جذورا تعود إلى عدة اشهر مضت، وتجلى بشكل واضح
في الحملة الإعلامية الشرسة التي شنتها وسائل الإعلام المدعومة من "ساويرس"
على السيسي، بعد تكرار تأجيل الانتخابات البرلمانية، متهمين إياه بتعمد
المماطلة لعدم امتلاكه ظهيرًا حزبيًّا قويًّا قادرًا على منافسه حزبهم، حيث
صرح إبراهيم محيي عبد الوهاب -عضو المكتب السياسى لحزب "المصريين
الأحرار"- إن تأجيل الانتخابات كل تلك المدة مخالف للدستور، ويعارض خارطة
الطريق، ويشوه صورة نظام الانقلاب أمام المجتمع الدولى، مشيرا إلى أن
المصريين الأحرار أكثر الأحزاب نشاطا رغم تأجيل الانتخابات، فى الوقت الذى
تراجعت فيه الأحزاب الأخرى عن القيام بالمهام والأدوار التى كانت تنفذها من
قبل، وهذا يعنى أنها تبحث عن مصالح شخصية فقط.
ولم يقتصر الخلاف بين الطرفين عند رفض حزب
ساويرس لتأجيل الانتخابات، ولكن شمل أيضا هجوم بعض أقطاب نظام السيسي،
تحركات ساويرس لاستقطاب فلول الحزب الوطني المنحل لخوض الانتخابات تحت
عباءة حزبه؛ خاصة بعد كشف مصادر بالحزب المنحل النقاب عن عرض "ساويرس" على
قيادات وأعضاء بالحزب في مختلف المحافظات، تحمله مصاريف الدعاية والحملة
الانتخابية بالكامل، وتوفير متطلبات الأسر فى دائرته، ومنحه راتبا شهريا
كمكافأة بجانب توفير كل ما يلزمه كنائب برلماني.
تلك التحركات من جانب ساويرس أثارت رعبا
في صفوف المعسكر الانتخابي للعسكر، وتم الإعلان على إثرها عن بدء المكتب
الفنى للنائب العام، فحص بلاغ مقدم من عضو مجلس تحالف ما يسمى بـ"معا تحيا
مصر" رمضان الأقصري، يتهم فيه ساويرس بمحاولة إفشال عبد الفتاح السيسي،
واستغلال المصريين بضخ عشرات الملايين على أعضاء الحزب الوطنى المنحل،
لإقناعهم بخوض انتخابات البرلمان المقبل، مشيرا إلى أن ساويرس يسعى للسطو
على مجلس الشعب القادم، مستغلا فى ذلك تأسيسه لحزب "المصريين الأحرار"،
باستضافة نواب الحزب الوطنى السابقين على قوائمه، الأمر الذى وصفه البلاغ
بـالرشوة الحرام، لتعمد إفشال السيسي وحكومة الانقلاب.
وادّعى الأقصري أن ما يقوم به "ساويرس"
يؤثر على العملية الانتخابية ونزاهة إجرائها، ويضلل المصريين بالمال،
مطالبا النيابة العامة بالتحقيق فى صحة ما جاء بتقرير "أخبار اليوم"،
ومواجهة ساويرس بارتكاب جرائم خيانة الثورة، ودماء الشهداء، وتشويه الدولة
المصرية بصنع برلمان رأسمالي، يخدم مصالح رجال الأعمال!!.
ولم تقف وسائل الإعلام المدعومة من جانب
العسكر، مكتوفة الأيدي تجاه هجوم إعلام ساويرس على السيسي ومساعيه للحصول
على الأغلبية البرلمانية، حيث شنت صحيفة "البوابة نيوز" و"الفجر" حملة
واسعه ضد ساويرس بعنوان" مؤامرة ساويرس للسيطرة على البرلمان".
ونشرت صحف الفجر والبوابة نيوز تقارير
نسبتها للمخابرات تتحدث عن مؤامرة يقودها نجيب من أجل السيطرة على
البرلمان، في ظل ما يتمتع به البرلمان القادم من صلاحيات كبيرة تجعله يسيطر
على الحكم، وبحسب صحيفة البوابة نيوز فقد كشفت تقارير سيادية، مقدمة من
جهات مختصة بمتابعة الوضع الداخلي في البلاد، عن وجود "مؤامرة على النظام"
يقودها رجال أعمال وسياسيون، تستهدف بشكل أساسي "تفكيك الدولة المصرية"،
وليس مجرد إزاحة رئيس الحكومة أو السيسي نفسه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق