الثلاثاء، 8 سبتمبر 2015

من هو الجنرال المصري الذى تفوق على أمريكا ورفض الانقلاب ؟

من هو الجنرال المصري الذى تفوق على أمريكا ورفض الانقلاب ؟




موطن الخيانة ينبت من داخل المؤسسة العسكرية دائماً فهذا ما أثبتته التجربة على مر التاريج، الذى إن أحصينا أعداد الخيانة به سنسرد الكثير والكثير دون توقف.

ولكن هناك بعض الحالات الذين كانوا ومازالوا شرفاء، محبين لوطنهم، حريصين على رفعة شأنة والإهتمام بالشعب المصرية دون غيرة، المشير أبو غزالة، الذى يطل علينا اليوم فى ذكراه السابعة، أحد هؤلاء الشرفاء الذين نفتقدهم دائمًا.

فهو عرف بالدهاء الشديد فى محاربة الأعداء والتفوق العسكرى كما سردت الوقائع وكتب التاريخ، حيث كان قائدًا لمدفعية الجيش الثاني في حرب أكتوبر 1973.. إنه المشير محمد عبد الحليم أبوغزالة وزير دفاع مصر في أواخر عهد الرئيس محمد أنور السادات وبداية عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك لعدة سنوات. من مواقفه البطولية في حرب أكتوبر أنه عندما تعرَّضت الفرقة 16 لموقف غايةً في الصعوبة عندما حاولت إسرائيل اختراق الجيش الثاني، نجح أبو غزالة ببراعة تجميع نيران 24 كتيبة مدفعية، ما أدى إلى حماية الفرقة 16 والجيش الثاني بأكمله، وحصل نتيجة ذلك على وسام نجمة سيناء الذهبية

تمر اليوم الذكرى السابعة لرحيل أبوغزالة والذي ولد في فبراير 1930 بقرية زهور الأمراء، مركز الدلنجات بمحافظة البحيرة لعائلة ترجع في أصولها إلى قبائل أولاد علي. وبعد دراسته الثانوية التحق أبو غزالة بالكلية الحربية وتخرج فيها سنة 1949 وحصل على إجازة القادة للتشكيلات المدفعية من أكاديمية ستالين بالاتحاد السوفيتي سنة 1961. وهو أيضًا خريج أكاديمية الحرب بأكاديمية ناصر العسكرية العليا بالقاهرة وحصل على درجة بكالوريوس التجارة وماجستير إدارة الأعمال من جامعة القاهرة.


حياته العسكرية

في عام 1978، اختير ملحقًا عسكريًا في الولايات المتحدة الأمريكية وأثناء تواجده هناك حصل على دبلوم الشرف من كلية الحرب الأمريكية "كارلايل" عام 1979، وبذلك يعد أول شخص غير أمريكي يحصل على هذا الدبلوم. تدرج في المواقع القيادية العسكرية، حتى عين مديرًا لإدارة المخابرات الحربية والاستطلاع فوزيرًا للدفاع والإنتاج الحربي وقائدًا عامًا للقوات المسلحة سنة 1981، ورقي إلى رتبة مشير سنة 1982، ثم أصبح نائبًا لرئيس مجلس الوزراء ووزيرًا للدفاع والإنتاج الحربي وقائدًا عامًا للقوات المسلحة منذ 1982 وحتى 1989 عندما أقيل من منصبه وعين حينها مساعدًا لرئيس الجمهورية. شارك أبو غزالة في ثورة 23 يوليو 1952، حيث كان من الضباط الأحرار، كما شارك في حرب 1948 وهو ما يزال طالبًا بالكلية الحربية، وشارك في حرب السويس وحرب أكتوبر وكان أداؤه متميزًا. لم يشارك في حرب 1967، حيث كان بالمنطقة الغربية وانقطع اتصاله بالقيادة وعاد ليفاجأ بالهزيمة، حصل على العديد من الأوسمة والأنواط والميداليات والنياشين.


أبوغزالة ومبارك


أقاله المخلوع حسني مبارك من منصب وزير الدفاع سنة 1998، وفسر البعض أن الغرض من القرار التخلص منه لتزايد شعبيته في الجيش وتخوف مبارك من أن يقوم بانقلاب عسكري ضده، لكن المراقبين الغربيين يرون أن سبب إقالته هو تهريب أجزاء تستخدم في صناعة الصواريخ من الولايات المتحدة الأمريكية، مخالفًا بذلك قوانين حظر التصدير ومحاولات المسؤولين للحصول على تكنولوجيا الصواريخ الأمريكية بطريقة غير شرعية، وأما عن صلة أبوغزالة بهذا الملف إذ كشفت تقارير صحفية صدرت عام 1987 أغضبت الدول الغربية عن برنامج لتطوير صواريخ بعيدة المدى بين الأرجنتين والعراق ومصر باسم كوندور-2، خلفه في وزارة الدفاع الفريق أول يوسف صبري أبوطالب كمرحلة انتقالية حتى تم تعيين المشير طنطاوي.

وقال رئيس الوزراء الأسبق كمال الجنزوري، في مذكراته، إن المشير أبوغزالة، رفض في بداية حكم مبارك القيام بانقلاب عسكري بناءً على طلب أحد القادة العسكريين في عام 1986 إبان أحداث أزمة الأمن المركزي الشهيرة.

وأكد الجنزوري، أن أبوغزالة رفض هذه الفكرة الخاصة بالتخلص من مبارك، قائلا: "إذا وصلت إلى السلطة بهذا الشكل سيتكرر الأمر لأجد من ينقلب ضدي ويطيح بي من السلطة.

وأشار الجنزوري إلى أن أبوغزالة عمل بكل شرف لتجاوز محنة أحداث الأمن المركزي، ليعيد الأمان إلى مصر، ليعود بعدها بقواته إلى الثكنات، دون أن يطلب المقابل من مبارك،حسب ما نشرته صحيفة "المصريون" الذي كان مهددًا بإنهاء حكمه على خلفية هذه الأحداث. وأوضح الجنزوري أن "مبارك" كافأ "أبوغزالة" على هذا الموقف، بعد 3 سنوات من هذه الأحداث بعزله من منصب وزير الدفاع، ليطيح به خارج السلطة، بعد أن أحسَّ بتنامي شعبيته عسكريًا، بين ضباط الجيش وصف الضباط والجنود، وشعبيًا.

تفوقه على أمريكا

استطاع أبوغزالة مراوغة الولايات المتحدة الأمريكية بمناقصة دولية أقيمت من أجل إدخال دبابة قتال رئيسة، بالإضافة إلى نقل تكنولوجيا تلك الدبابة، لم تدخل الولايات المتحدة المناقصة حتى لا تدعم مصر "بدبابة الأبرامز" المتطورة على حساب حليفتها إسرائيل وظنا منها أن دول أوروبا لن تدعم مصر في امتلاك دبابة قوية، لكنها فوجئت بالعديد من الدول تسعى للفوز بالمناقصة ومنها بريطانيا ودبابتها تشالينجر، فقررت أن تعرض على مصر دبابة الأبرامز بنسبة إنتاج ومكون محلى محدودة على أن تزداد كلما تم تجديد التعاقد لزيادة العدد، قبلت مصر الصفقة وبهذا دخلت دبابة الأبرامز الأقوى عالميًا الخدمة بالجيش المصري.

كما أسس برنامجًا سريًا لصناعة الصواريخ الباليستية بالتعاون مع الأرجنتين وبدعم عراقي لمشروع برنامج صاروخ بدر 2000 (كوندور 2)، إلا أن المخابرات الأمريكية اكتشفت تهريب أجزاء تستخدم في صناعة الصواريخ من الولايات المتحدة الأمريكية خلافًا لقوانين حظر التصدير، وحاول الحصول على برامج تكنولوجيا الصواريخ الأمريكية بطريقة غير شرعية.


وفاته

توفي أبوغزالة مساء يوم السبت 6 سبتمبر 2008 ميلادية الموافق 6 رمضان 1429 هـ في مستشفى الجلاء العسكري بمصر الجديدة عن عمر 78 عامًا بعد صراع مع مرض سرطان الحنجرة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق