مليونية قانون الخدمة المدنية نجحت قبل أن تبدأ!!
11/09/2015
* الحراك المهني يتجاوز تخوين الإعلام
في قراءة لتطورات الحالة المهنية في مصر وما تواجهه من إشكالات تعصف بالاستقرار المهني والوظيفي لأكثر من 6 ملايين موظف في مصر، قبل ساعات من مليونية رفض قانون الخدمة المدنية الجديد الذي يطال موظفي الحكومة، بتخفيض حوافزهم ورواتبهم وحرمانهم من العلاوات الاجتماعية.
برزت في هذا الصدد عدة مظاهر كاشفة، أبرزها:
* الحراك العمالي لن يتوقف حتى بعد مليونية 12 سبتمبر، نظرا لأن جلد النظام القمعي الحاكم في مصر، بات سميكا لاستناده إلى الآلة العسكرية الخشنة، التي تخلت عن دورها بحماية الشعب المجتمع إلى حماية النظام، كسابق عهدها قبل ثورة 25 يناير.
ولن تفلح الضغوط ومحاولات شق الصف التي تمارسها القيادات العليا في المؤسسات الحكومية للضغط على الموظفين بعدم التظاهر، بعدما مسّت المخاطر لقمة العيش، التي باتت عزيزة في عهد السيسي الذي يتبع سياسات إفقار الشعب المصري بصورة فجة، لإلهائهم عن التفكير في السياسة أو الشئون العامة لمجتمعهم.
* لجوء أذرع النظام لسلاح الأخونة أفقد عموم الموظفين ثقتهم فيه، حيث لم يتوقف التخويف لحظة واحدة والاتهام بعدم الوطنية ومحاولة إسقاط الدولة بتظاهرات رفض القانون المشبوه، وبدا الإعلاميون العسكريون وائل الإبراشي ولميس الحديدي.. وغيرهم في برامج التوك شو رافعين وصم الأخونة، في محاولة تجاوزها ضيوفهم بمراحل، مؤكدين أن حراكهم لا ينطلق إلا من الظلم الواقع عليهم فقط.
* التسييس وارد ومنطقي في مطالبات العاملين، بعد تجاهل الحكومة للعديد من الاحتجاجات والتظاهرات الرافضة للقانون، فطالب آلاف المعلمين، خلال وقفة احتجاجية نظموها أمام نقابة الصحفيين، اليوم الخميس، بزيادة الحد الأدنى للأجور ليصل إلى قيمة ثلاثة آلاف جنيه.
وردد المشاركون في الوقفة هتافات، منها: "ارحل ارحل يا محلب.. ارحل ارحل يا موكوس.. بيوتنا من غير فلوس"، و"يسقط كل وزير جبار.. عايز الطالب يبقى حمار"، و"حد أدنى ٣٠٠٠ آلاف".
وحمل المحتجون لافتات مكتوبا عليها: "إقرار قانون التعليم قبل الجامعي الذي يحقق إصلاح منظومة التعليم ويحقق آمال المعلمين، ثورة المعلمين، ضد قرار الثانوية العامة، كلنا مريم ملاك، أجر عادل وإنساني".
كما طالب حملة الماجستير بتطهير الوزارة من كارهي النجاح وأعداء التفوق، بعد إعلان الجهاز المركزي للمحاسبات عن طلبه تعيين دفعة جديدة للعمل بالجهاز بتقدير جيد، فيما يتباطأ الجهاز في قبول أوراقهم وهم الحاصلون على تقدير امتياز وجيد جدا.
وطالب حملة الماجستير دفعة عام 2015، الحكومة بتعيينهم بدرجاتهم العلمية، رافعين لافتات مكتوبا عليها: "حدادا على البحث العلمي"، و"إحنا حملة الماجستير والدكتوراه يا تعينونا يا تموتونا". جاء ذلك خلال وقفة احتجاجبة لحملة الماجستير، صباح اليوم الخميس، أمام نقابة الصحفيين؛ للمطالبة بحقوقهم في التعيين بدرجاتهم العلمية.
وردد المشاركون بالوقفة عددا من الهتافات، منها: "قول لي يا باشا، وقول لي يا بيه ابنك أحسن مني في إيه"، و"ابن الباشا اتعين.. وأنا مرمي على الرصيف"، و"كفن نفسك وموت بالحسرة عشان مش معاك واسطة".
* تخويف الداخلية باستعمال القوة في مواجهة مليونية قانون الخدمة المدنية، دليل فشل قد يدفع نحو ثورة جياع في مصر، حينما لا يجد الموظف من يحاوره، ويجد من يفرض عليه خفضا لرواتبه ومستحقاته المالية، حينها سيكون الانفجار الذي يقضي على كل المجتمع المصري، الذي يعاني ازدواجية في التعامل مع مطالبه، ففي القت الذي تنهال المميزات المالية على القضاة والشرطة والجيش، بجانب نهب الكبار لمليارات الجنيهات من أراضٍ بالفساد المحمي من الحاكم، فيما يمنع عن الموظف جنيهات قليلة كحوافز، مثلما حدث اليوم، في المطابع الأميرية بامبابة، حيث اندلعت تظاهرة عمالية داخل مبنى الهيئة العامة لشئون المطابع الأميرية بامبابة، اعتراضًا على تقليل الحوافز وخفض المرتبات، وللمطالبة بإلغاء قانون الخدمة المدنية، وسط إجراءات أمنية مشددة وغلق جميع بوابات المؤسسة ومنع دخول الصحفيين.
تلك الممارسات تؤكد نجاح مليونية قانون الخدمة المدنية قبل أن تبدأ!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق