لا والله لقد إنتصرنا .
كم استفزني كلمة الشيخ النوري " نسبة لحزب النور" قوله :
أنتم هُزمتم .. هو يقصد الإخوان المسلمين ومن يؤيدهم وليس منهم كما حالي وحال الكثيرين ..
لقد شرد ذهني في تلك الكلمة طويلاً وأنا أردد هل فعلاً هُزمنا ؟
هل هُزم أصحاب الحق في مصر ؟
منذ يومين وأنا أفكر تُرى هل هُزمنا ؟
واليوم جاءت لي خاطرة كما وميض الضوء في حجرة مظلمة حيث أضاءت ذهني بإدراك معنى النصر الذي غفل عنه الكثيرون حتى من أبناء التيار الإسلامي نفسه ..
تلك الخاطرة بدأت بسؤال : هل هُزم الشيخ سيد قُطب وإنتصر جمال عبد الناصر ؟
أحببت أن أجاوب بترو على هذا السؤال ..
لقد نكل عبد الناصر بالشيخ سيد قطب .. سجنه .. منع عنه الدواء والطعام والشراب النظيف .. وفي النهاية أعدمه ..
شنقه يوم عيد المسلمين .. إختار التوقيت بعناية والشؤون المعنوية بالجيش ألفت كلمات لأغنية وطرحتها وسط العوام ليتغنوا بها :
بكرة العيد و نعيد ، وندبح راس الشيخ سيد ..
وظهر المطرب الأستاذ المسيقار عبد الوهاب يُغني تسلم يا غالي في حفلة من حفلات العسكر إحتفالاً بإعدام قيادات الإخوان المسلمين
وبعد كل هذا .. بعد أن سكر العسكر بدماء الشيخ سيد قطب .. بعد أن إنتشوا .. بعد أن إحتفلوا بمجون في أحضان الفنانات والمطربات ..
أقول بعد هذا كله يبقى السؤال :
هل إنتصر جمال عبد الناصر ؟
هل إنهزم الشيخ سيد قطب ؟
الإجابة في رؤية رأها الشيخ ليلة إعدامه وقصها علينا الشيخ كشك رحمه الله
تلك الرؤية يقول فيها الشيخ سيد أنه رأى رسول الله صل الله عليه وسلم يركب فرس أبيض فنزل وصافح الشيخ بقوة قائلاً له هنيئاً لك الشهادة يا سيد ..
بعدها بساعات أعدمه العسكر ، فهل هُزم الشيخ سيد ؟
عبد الناصر مات كافر بشهادة هيكل الذي قال في كتابه عن عبد الناصر أنه كان لا يؤمن بالبعث ويرى أنه " كلام فارغ" وكذا شهادة أنيس منصور الذي إصطحب عبد الناصر في رحلة عمرة نصحه بها "شيخ على درب علي جمعه" كي يُغطي على إعدامه للشيخ سيد قطب حيث سأل عبد الناصر أنيس منصور أثناء الطواف حول الكعبة " أمتى هينتهي لعب العيال ده ".. !
إذاً عبد الناصر كافر ومات كافر مُنكر للبعث والحساب والعقاب والجنة والنار .. فهل إنتصر الرجل حقاً ؟
الإجابة : لقد إنتصر سيد قطب على عبد الناصر
كما إنتصر أصحاب الأُخدود على حارقيهم
كما إنتصرت ماشطة إبنة فرعون على فرعون
نعم لقد إنتصرنا لحظة إنحيازنا للحق ورغبتنا الشديدة أن نموت عليه
هذا هو النصر .. أما ما نسعى إليه وننتظره ونتشوق لنشعر به في الحياة الدُنيا ليس النصر ولكنه التمكين ..
نعم نحن ننتظر التمكين وليس النصر
لأننا إنتصرنا في معركتنا مع الباطل لحظة إنحيازنا للحق ولا يبقى سوى التمكين للحق في بلاد المسلمين وليس مصر فقط ..
ذلك التمكين الذي مات لأجله الشيخ سيد قطب
ومات لأجله كل مؤمن أدرك أنه مُنتصر على الطواغيت
فلندع الله أن يستخدمنا للتمكين
أما الدعاء بالنصر فيكون بأن نموت ونحن مع الحق .
نموت ونحن له ومعه وليس عليه .. ذلك هو النصر .
افيقوا يرحمكم الله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق