كلمتي
عادل الحلبي يكتب: طفل سوريا فضح "صهاينة" العرب! http://dlvr.it/C37qL6
لم يجرؤ البحر أن يبتلع الطفل السوري الصغير، وألقاه اليم بالساحل ليفضح صهاينة العرب، وليكشف عورة المتخاذلين وسوءة المنبطحين تحت أقدام الكفرة الفجرة، وأصحاب الفتاوى العرجاء الذين ابتدعوا لأنفسهم دينا جديداً ليرض عنهم اليهود والنصارى، ولا عجب أن ضاع من وجوههم الكالحة المالحة الحياء وحمرة الخجل، ولم يشغلهم سفاح سوريا الذي أباد شعبه عن بِكرة أبيه، ومن فر منهم بليلٍ تحت جنح الظلام واستقل مراكب الموت لم يصل إلى قبره بل ابتلعته الحيتان، ووقفنا نقضم الشفاه والقينا باللوم عليهم.
متى يستيقظ الضمير العربي من نومه وسباته، متى ينفض العرب عباءة الخوف والذعر والهوان، ويُخرجوا رؤوسهم من الرمال ويهبوا في سيف رجل واحد يضرب عنق السفاح المجرم الذي قتل شعبه بجميع الأسلحة المحرمة على أعين القادة الأمريكان والروس ورغم أنف مجلس الأمن المتخاذل والجامعة العربية التي قبعت في ثلاجة الموتى على رجاء القيامة، متى يقتص العدل من هذا المجرم اللعين الذي قتل العواجيز وهجر الحرائر ولم يرحم الأطفال من مجازره البشعة كل ذلك لأجل أن يحافظ على كرسيه الملعون الذي ورثه عن "المجحوم" والده عليه من الله اللعنة، متى يتنعر العرب للقصاص من هذا المجنون المعتوه.
أين مشايخ السلاطين، وعمائم الأزهر وإن صدق عليهم القول "الحمائم" الذين ناحوا على قتلى "شارل أيبدو"، وأين العاهل الأحمر المتخاذل الذي بكى بالأمس في مسيرة التضامن ضد قتل رسامو "الكاريكاتيرات المسيئة"، وأين أصحاب الضمائر الحية الذين تحركت مشاعرهم حزناً وألماً على مشهد الطفل الصغير الذي لفظه البحر من أعماقه ولم يمسسه بسوء ليوجع ضمائرنا، ويشكو إلى الله موت النخوة في زمن التردي والعفن والضعف والوهن، أين الذين انشغلوا بمهرجان الهُجن الذي سيقام غداً وأعدوا له العُدة، وكأنهم في أبراجهم العالية لم يعوا ولم يسمعوا عن الطفل السوري الذي دق ناقوس الخطر .. شكر الله سعي البحر الذي أهدى الينا هذا الملاك الصغير الذي مات ليوقظ ضمائر من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.
يا أمة المليار مسلم .. دعوا عنكم حكامكم فهم نائمون لن يستيقظوا من رقادهم الطويل، شغلتهم عروشهم وأبراجهم وإبلهم عن شعب مسلم يباد .. كل جريمته أنه نادى بحريته وتظاهر بسلميته، ولن ينسى التاريخ شعاره الراقي المهذب الذي سُطر بأحرف من نور ( بشار ما بنحبك ، وما لنا غيرك يا الله ) فكان جزاءهم القصف بالطائرات والصواريخ والبراميل المتفجرة والقنابل المحرمة دولياً، وأعانه على جرائمه البشعة بعض قادة الإسلام منهم براء .. لعن الله السفاح بشار الأسد ومن عاونه .. اللهم أرنا فيه عاجل غير آجل عجائب قدرتك .. اللهم إن أهل سوريا مظلومون فانتصر.
رحم الله الطفل السوري وصدق قول قائل:
سلمت يا بحــر أن ألقيـته جســداً
لم تـنـــــل منــه أسمــاك وحيتــان
ولم تكن مجـــرماً قطعـته قطـعا
كمـا فعـلنا بصمـت فيــه خـــذلان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق