الأحد، 1 مارس 2015

هل مصر قريبة فعلا؟ بقلم: د.عز الدين الكومي



هل مصر قريبة فعلا؟

بقلم: د.عز الدين الكومي

الحكم الصادر أمس من محكمة الأمور المستعجلة باعتبار حركة المقاومة الإسلامية حماس منظمة إرهابية لخدمة أغراض صهيونية يؤكد أن مصر ليست قريبة بل بعيدة كل البعد، وحتى صارت غريبة بين أخواتها، فقد تحولت لعدو للعرب يضيق الحصار على غزة ويغلق المعابر، ويصدر الأزمات ويضرب دولة عربية جارة مصر ليست قريبة كما يتوهم البعض.

هذه المحكمة التي أصدرت حكمها اليوم قبل شهر تقريبا أصدرت حكمها بعدم الاختصاص، فما الذي حدث؟؟ كما قال الراحل عبد الحليم "بعدك نار وقربك نار"، فأصبح البعد والقرب سيان بعد الكفر بالوطنية والقومية العربية.. والإعلاء من منطق خد وهات.

هذا الحكم الصادم سيلقي بظلاله على الشعب الفلسطيني، وعلى قوى المقاومة المشروعة ضد الاحتلال الصهيوني، حيث قلب هذا الحكم الموازين والاعتبارات، بل كل المعادلات؛ حيث اعتبر الشعب الفلسطيني هو العدو فيما اعتبر الكيان الصهيوني الغاصب هو الجار والصديق الودود، مما يؤكد حالة الانقلاب التي تعيشها مصر في ظل النظام الانقلابي والانهيار الأخلاقي.

وبذلك يكون النظام الانقلابي اختار طائعا مختار الانحياز لطريق الخيانة والعمالة حكومة وجيشا وقضاء وشرطة لصالح الصهاينة ضد أصحاب الحق وليعلم سدنة النظام الانقلابي أن حماس عندما اختارت طريق المقاومة ورفضت الانبطاح على طريقة -عباس المحتاس- لم تكن تحتاج إلى دليل لإثبات حقها في المقاومة المشروعة لكنه ظلم ذوي القربى أشد على النفس مضاضة من الحسام المهند.

فحماس تقاوم الظلم الواقع على شعبها المحاصر والمحروم من أبسط متطلبات العيش الكريم فضلا عن القتل والتشريد و تحت وصاية من ينتسبون إلي بني جلدتهم ظاهرا خاصة من النظام الانقلابي الذي استأسد بغلق المعابر وهدم الأنفاق وتهجير أهالي رفح لإيجاد منطقة عازلة على الحدود مع الصهاينة وفي النهاية تبقي حماس صاحبة الحق في المقاومة لغسل عار الأمة ورد اعتبارها وليذهب كل الخونة لمزبلة التاريخ.

مصر ليست قريبة بدليل السوري الذي ذهب بزوجته لتضع مولودها فترفض المستشفى استقبالها بحجة أنها لا تمتلك إقامة وهل القومية العربية تحتاج إلى إقامات؟.

مصر قريبة فقط من الرز البسمتي لمن يدفع النقدية، فتكون مصر بالنسبة له سهلة قريبة المنال على طريق مخرج الدعارة خالد يوسف الذي يصور مصر ونساءها سلعة معروضة في سوق النخاسة اللاأخلاقية لمن يرغب ويدفع أكثر، كما فعلت بائعة الورد مع الشاب الخليجي في أوبريت مصر قريبة، وهذه ليست إهانة فقط لشعب مصر بل هي أيضا لشعوب الخليج الباحثين عن المتعة والليالي الحمراء في الشقق المفروشة تحت سمع مبصر شرطة الآداب.

مصر قريبة لمن يعرف شارع الهرم والملاهي الليلية ممن يلقون بالدولارات والريالات والدراهم على رءوس وصدور وتحت أقدام العاهرات والراقصات.

مصر قريبة من الغواني اللاتي يأتين من كل حدب وصوب تحت شعار الفن والرقص والغناء والطرب وتصوير الأفلام والمسلسلات حتى صارت الدعارة صناعة وقالوا عن بلد المليون مأذنة "هوليود الشرق".

مصر قريبة بالأمهات المثاليات وبنات الليل وآل شاهين والدغيدي ودينا والسبكي وغيرهم من الممسوخين المتفلتين من كل القيم ولا همّ لهم إلا القضاء على كل الفضائل والقيم.

مصر قريبة من الذين يبيعون أعراضهم وشرفهم برخصة ودون رخصة حيث تأكل الغانية والراقصة بثدييها.

مصر قريبة من اللصوص الذين نهبوها ومن يحمونهم من أمثال آل نهيان وآل ناطح وآل رافس وخلفان والتويجري وابن طلال صاحب قنوات الدعارة والعهر والفساد.

مصركم القريبة بلد المقاهي والمواخير والخمور والشموع والبخور والليالي الحمراء وسهرات ألف ليلة وليلة ونشر الفساد والوقوف ضد الشرفاء الأطهار الذين يريدون الخير لهذا البلد.

مصر قريبة لمن يمارسون الخنوع والمهانة والمذلة من أجل النقدية والفكة والتسول باسم الشعب.

مصر قريبة من لاعقي البيادة الأذلاء عبيد العسكر المنتفعين بوطنية السبوبة وفتاوى السبوبة من أمثال مفتي العسكر ومصطفي بكري وبرهامي وبابا الأزهر وغيرهم ممن باعوا دينهم بدنيا غيرهم.

مصر قريبة من شرطة جعلت نفسها في خدمة الكلب، في الوقت الذي تنصب سلخانات التعذيب للشرفاء الذين لا يقبلون الضيم ولا ينزلون على رأي الفسدة، كما قال الرئيس المختطف.. فك الله أسره.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق