هروب الرهبان والمحبة والسلام
بقلم: د. عز الدين الكومي
كشفت
حادثة هروب 15 راهبا بدير الأنبا مكاريوس بوادي الريان بمحافظة الفيوم،
خوفا من التنكيل بهم، عقب الأزمة القائمة حاليا بين بعض رهبان الدير وباقي
الرهبان، والمصادمات التي وقعت بين الرهبان، وأسفرت عن إصابة 2 من رهبان
الدير، تم نقلهما إلى مستشفى الفيوم العام للعلاج.
لقد
كشفت هذه الحادثة عن الوجه الحقيقي للرهبنة التي يتستر خلفها الرهبان،
والمفترض أن هذه الرهبانية والتي فرضوها على أنفسهم ولم يكلفوا بها لأنها
تتنافى مع الفطرة الإنسانية التى فطر الله الناس عليها، كما قال الحق تبارك
وتعالى في كتابه العزيز(ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَىٰ آثَارِهِم بِرُسُلِنَا
وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ الْإِنجِيلَ
وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً
وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا
ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا
فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ
فَاسِقُونَ)، والمعنى هنا أى ابتدعتها أمة النصارى ما شرعناها لهم ولكن هم
التزموها من تلقاء أنفسهم وما كتبنا عليهم ذلك إنما كتبنا عليهم ابتغاء
رضوان الله.
لكن
حقيقة الأمر غير ذلك فنرى هؤلاء الرهبان يستولون على أرضى الدولة ذات
الملكية العامة، ويحولون الأديرة إلى مستعمرات وثكنات عسكرية تتكدس
بالأسلحة، ويقومون بتدريب بعض الأفراد على عمليات قتالية.
ولم
تخضع هذه الأديرة يوما من الأيام للتفتيش أو المراقبة، والمتابعة بعكس
مساجد الأغلبية التي تخضع لوزارة الأوقاف والداخلية والأمن الوطني وأقسام
الشرطة، ولكل من هب ودب، فضلا عن الممارسات اللأخلاقية التي يمارسها
الرهبان، وهذا شيء طبيعي لمن أرد أن يبدل الفطرة التي فطر الله الناس
عليها، وهي حاجة الإنسان للغريزة الجنسية، فيذهب ويبحث عنها من طرق محرمة
مع أنها كانت متاحة له بطرق مشروعة، وهذا يتنافي مع هذه الرهبنة التي
يزعمونها.
فضلا عن
شعار المسيحية الذي رفعوه، وهو التسامح والمحبة، ولقد رأينا التسامح من
تواضروس وهو يجلس عن يمين قائد الانقلاب العسكري صبيحة الانقلاب في خيانة
غير مسبوقة، وبعد ذلك يوجه ثلاثية الشكر الشهيرة للجيش بعد الانقلاب، مع أن
الكنيسة لا تتدخل في الشؤون السياسية لكن ساويرس الذي يستخدم ورقة الكنيسة
في تحقيق مكاسب اقتصادية وسياسية ويتطلع ليكون رئيس وزراء مصر القادم في
ظل انقلاب الأوضاع في مصر.
ورأينا
تواطؤ البابا مع العسكر على دماء النصارى في ماسبيرو، وعدم إدانته لهم،
ورأينا المحبة في الدفع بأتباع الكنيسة للاستفتاء على وثيقة الدم -دستور
العسكر- وهو يعلن بأن "نعم تجلب النعم"، ومنذ أن قال النصارى نعم، والنعم
تترى عليهم فيذبحون في ليبيا بالعشرات ويقتل بعضهم بعضا وينتحر البعض
الآخر.
وكان
آخر هذه النعم معركة بالأسلحة البيضاء والشوم بين الرهبان الذين طلقوا
الدنيا وعزفت نفوسهم عن ملذاتها وشهواتها ومغرياتها، وبعد هذه المعركة
اضطروا للهروب من الدير خوفا من بطش الكنيسة أو بطش بعضهم ببعض بالمحبة
والسلام، بعد هذه الحادثة تذكرت تصريحات بعض العاهرات والغانيات يتغزلن في
المحبة والسلام الموجودين في الكنيسة، بعكس المساجد التي تعلم الإرهاب
والكباب وتحض على العنف كما قالت إحدى هؤلاء.
الساقطات:
الإرهاب موجود بالمساجد، والكنيسة لا يوجد بها إرهاب وتعلم أبناءها من
الطفولة الحب والتسامح والإبداع وهاجمت المساجد في مصر، ووصفتها بـ"غياب
الوعي والعلم منها ووجود الإرهاب فيها"، وأضافت: ليس هناك إرهاب في الكنائس
المصرية لأنها متطورة بينما الإرهاب موجود في المساجد، لأنه ليس بها
تعليم.. على حد زعمها.
كما
قالت "منبعي أخناتون" وقدماء المصريين أنا منبثقة من حضارة حقيقة أذهلت
العالم الكنيسة المصرية تقوم بعمل مسرح سينما تقوم بتربية أبنائها ولذلك
هناك تطور في الكنيسة.
ومن
يريد أن يتعرف على المحبة والسلام في الكنيسة والتابعين لها، يسمع فقط
لدقائق معدودات للمدعو نجيب جبرائيل الشهير بمحام الكنيسة وهو يناقض نفسه
في اللقاء الواحد عشرات المرات.
المحامي
القبطي نجيب جبرائيل، وهو مستشار قانوني للكنيسة الأرثوذكسية والذي لا يكف
عن مهاجمة أي شخص يتعرض بالنقد لما يراها ثوابت في العقيدة المسيحية، في
الوقت الذي لا يكل عن المطالبة ليل نهار بإلغاء المادة الثانية من الدستور
التي تنص على أن الإسلام هو المصدر الرئيس للتشريع في مصر. لكنه في ذروة
ظهوره المتكرر في الصحف والفضائيات وخصوماته القضائية التي لا تنتهي في
ساحات المحاكم.
قبل
فترة ليست بالطويلة أقام جبرائيل دعوى قضائية للمطالبة بوقف عرض الفيلم
السينمائي “واحد صفر” لمساسه بثوابت أساسية متعلقة بالدين المسيحي، وذلك من
خلال مشهد تظهر فيه بطلة الفيلم إلهام شاهين وهي تقول لمحاميها، إنها تريد
الطلاق بأي صورة من زوجها وأن الكنيسة ترفض، فقال لها المحامي: ليس عندك
سوى حلين إما أن ترفعي قضية ضد الكنيسة أو أن تسلمي حتى تحصلي على الطلاق.
وخرج جبرائيل ليصرح وقتها لبرنامج “90 دقيقة” على فضائية “المحور”، أن
الفيلم أثار غضب الأقباط، واستياءهم للتدخل في أمور متعلقة بدينهم وهي
ثوابت يرون أنها يجب ألا تمس بأي شكل من الأشكال، حيث قال معلقًا على هذا
المشهد: هل معقول أن هناك محاميًا يقول هذا لموكلته؟.
وتجاهل
جبرائيل أنه نفسه لجأ إلى الأسلوب ذاته في إحدى قضايا الطلاق التي ترافع
فيها عن رجل قبطي للحصول على الحكم بالتطليق من زوجته، بدعوى اختلاف
الطائفة.
المهم
أن المعركة التي نشبت بين الرهبان بالشوم والأسلحة البيضاء للتعبير عن
المحبة والسلام لم تكن نيران صديقة بقدر ما كشفت عن زيف المحبة والسلام
التي تجعل الإنسان المحب للسلام يستولي على الأموال العامة والملكية العامة
ويدخل في زمام الدير مساحة 14 ألف فدان وطبعا نظرا لموقف تواضروس والكنيسة
وساويرس من النظام الانقلابي فإن الحكومة تغض الطرف عن هذه الممارسات التي
هي بالطبع من المحبة والسلام مع أن هذه محميات طبيعية لا يصح الاستيلاء
عليها مع العلم أنها ليست المرة الأولي و لكنها تكررت عدة مرات لكن
الحكومةات الفاشلة في ظل حكم العسكر دائما ما تنشد ود الكنيسة للتغطية على
جرائمها أو الخوف من إثارة مشاكل لها عبر أقباط المهجر.
ومنذ
إعلان تاضروس تخليه عن الدير وشلح 6 من كبار الرهبان بسبب اعتراض عدد كبير
منهم على إنشاء طريق الفيوم الواحات الذي يمر وسط الدير وكأن الكنيسة أصبحت
دولة داخل الدولة هي التي تقرر يمر الطريق أم لا وهي التي تحدد مسارات
لمرور الطريق وأين هذا مما يحدث لأهلنا في رفح من هدم البيوت على ساكنيها
وطردهم في العراء يواجهون البرد القارس دون أدني احترام لآدميتهم .
وبعد ذلك تسمع أقباط المهجر من أمثال مايكل نبيل والمتصهين مجدي خليل يتحدثون عن اضطهاد الأقباط في مصر.
ونلاحظ
هنا الكذب لدي رجال الدين المسيحي والرهبان وتضارب رواياتهم واتهام بعضهم
بعضا فما يؤكد أن المحبة والسلام في بيات شتوي مفتوح ومن الكمون الصيفي
وهكذا دواليك فكيف والحالة هذه وعلى رأس الكنيسة رجل أقل ما يوصف به أنه
كذاب ولم يقل الحقيقة يوما ولم يعرف عنه الصدق في موقف من المواقف.
وهكذا
تواضروس كعادته وبكل بجاحة يعلن أنه لا يعترف بدير الأنبا مكاريوس عند نشر
فضائح الرهبان لكن قبل ذلك كان جزءا لا يتجزأ من ملكية الكنيسة حيث أكد أن
دير الأنبا مكاريوس الرياني لا يعترف به ضمن الأديرة المسيحية، وأن هؤلاء
الرهبان يقيمون على أراضٍ تابعة للمحميات الطبيعية وأنهم أقاموا منشآت غير
مرخصة، وأن الدولة لها الحق في اتخاذ ما تراه تجاه هؤلاء الرهبان.
والتزمت الكنيسة الصمت حول الحادث ولم تعلق عليه كعادتها في تسقيع الأحداث بالمحبة والسلام.
في
المقابل، قال الراهب بضابا «البيان الصادر عن رهبان الدير لتأييد قرارات
البابا خرج بعد تواصل الرهبان المؤيدين للكنيسة مع القس إنجيلوس إسحاق،
سكرتير البابا، الذي طالبهم بإصدار البيان المؤيد للبابا وتهديد الرهبان
المعارضين له بالقبض عليهم وتسليمهم للشرطة، ما أدي إلي تصاعد الأزمة وهي
دي حكاية المحبة والسلام.».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق