كيف تعتقل شعبًا كاملًا بطريقة اقتصادية؟
بقلم: محمد عزت الشريف
تبخير كل جرائم الأنظمة العسكرية و الفلولية السابقة، و تنقيتها، و إعادةِ إمطارها جرائمَ وإتهاماتٍ جديدةٍ على عباد الله الرافضين للإنقلاب المتطلعين للحرية، و عودة الشرعية الدستورية!!
بعد أن رأى الشعب المصري كله العين الحمرافي نادي الحرس الجمهوري، والنصب التذكاري، و ميادين رابعة والنهضة ورمسيس، و مساجد الفتح
ورابعة والإيمان و القائد إبراهيم ..
و بعد أن رأي العالم كله بأم عينه، قتلَ الشهداءِ وتجريفَ و حرقَ جثثهِم
ومداهمةَ البيوتِ، والعبثَ بمحتواياتها، و إهانة أهلها
و إذلالهم، و تكميم أفواههم ..
وبعد أن أُتْرِعَت أبنية و ساحات السجون و المعتَقَلات ـ الميري ـ بالمعتَقَلين من أحرار الوطن المصريين
الرافضين للإنقلاب ، الداعمين لشرعية الصناديق..
وبعد أن إكتشفت سلطات الإنقلاب أنه لا يزال هناك المزيد و المزيد من الوطنيات الناشطات، و الوطنيين
الناشطين؛ الرافضات و الرافضين لجريمة الإنقلاب، وكل الإجراءات التي ترتبت عليها..
جاء دوري الوطني الآن لأُبدي للقائمين على استعباد هذا الشعب جميلَ نُصحي الذي يتلَخَّصُ في فكرة خطة ستراتيجية مدروسة ـ تَرسُمُ عِدَّةَ إجراءاتٍ عملية ، لا مِناصَ من أنْ يتبناها رموز و قادة و حكومة الإنقلابيين، للخروج من مأزق ضِيْق المعتقلات والسجون و العنابر و الزنازين ..
يأتي في مقدمة تلك الإجراءات : ـ
ـ تأجير كل البيوت التي يَقْطُنها الثوريون المنقلبون على الإنقلاب، بمبالغ مجزية، و أن يتم إعتقال كلٍّ منهم في حدود بيته..
ـ وقف العمل بقانون حظر التجوال نهائياً
حيث أنه لن يتـبقى بالمدينة وقتئذ رجلٌ واحدٌ لديه حرية التجوال.
ـ الإستيراد من بلاد الحجاز ما يُقارب 65 مليون مصحف كريم، و سجاجيد صلاةٍ لا غِنى عنها للمعتَقَلين.
ـ عقد إتفاقيات شراكة و تعاون دولي مع إدارات سجون وادي النظرون و أبي زعبل و ، والحضرة، و
العقرب و ليمان طرة .. مع عقد صفقات إستيراد حديد و قضبان، و كلابشات، و بورشات، وعيش و حلاوة،
و نِمَر، و عفاريت زرقا ـ لغرض الإستعمال الشخصي للمعتَقَلين .
ـ و لغرض تدبير الأموال، وإنعاش إقتصاد البلاد، نوصي بإستحداث وزارة جديدة مستقلة (للشحاتة) تعتمد سياساتها على إنشاء صناديق دعم كبيرة متحركة وأخرى ثابتة على ناصية كل حارة ودربونة وشارع في قرى و كفور و عِزَب و كانتونات الخليج ـ بآليات جديدة تعتمد توسيع جيوب وأكمام الجلاليب والدشاديش،
مع إنتقاء و تدريب الكوادر اللهلوبة في أعمال الهبش، والنبش، واللطش، والخطف والتهديد ، و الكوادر الموهوبة في فنون الإستجداء و التوسل و استدرار العطف و اجترارالدموع، وإظهار مزيد من المذلةِ و قلّةِ الحِيلة..
و "حسنة قليلة تمنع بلاوي كتيرة".
ـ تأجير شوارع وحواري المدن الخالية من الناس للأشباح والشياطين و القرود و الخنازير؛ في مقابل
عملهم في مجال خدمة المعتقلين في بيوتهم من تقديم طعام و شراب و أعمال التنظيف، و فقرات السب
والقذف و القدح و التجريح.
ـ شقّ قناة صغيرة في كل شارع و زقاق و دربونة، تكون بمثابة مجرى مائي وحيد الإتجاه، يحمل إلى
المعتقَلين مياه الشرب الخفيفة، و يعود بمياه الصرف الثقيلة.
ـ تخصيصُ جزءٍ من بيت كل معتصمٍ؛ لبناء حظيرة قميئةٍ للنوم، و حائط خرساني صلب ـ يقوم المعتقلون
بخبط رؤوسهم فيه ـ قبل النوم و وقت الحاجة، و في كل حين ، مع تجهيز حفرةٍ ملائمةٍ؛ أسفل الجدارمباشرة ـ لأغراض الدفن التلقائي للرؤوس المنفلقة، و الأرواح النافقة.
ـ إلزام جموع المعتَقَلين بدفع ضريبة الأنفاس، طبقاً لآخر الأسعار العالمية للأكسيجين، خصماً من مجموع
رواتبهم الحكومية،أو دخولهم الشخصية، و دفع ما تبقى منها لتسديد تكاليف برقيات التهنئة المنشورة
بالصحف، والمذاعة بالقنوات الفضائية على نجاح فكرة إحتواء، وتسكين و إعاشة كل المصريين ـ الذين تم الزَجُّ بهم في غياهب بيوتهم حفظاً لهم من أي آثار جانبية ناجمة عن تَهوّر أو تذمرٍ محتملٍ، ناهيكم عن أيّ إنتفاضةٍ أو ثورة، أو أيّ عمل آخرمن أعمال الفجور، و من ثمّ الوقوع الحتمي في المحظور، و لتجنيب عامة فئات و طوائف الشعب كل بواعث و مصارف الشر ؛
في إطار خطة الدولة الإنقلابية من أجل خير و أمان الكل؛ من أشباح و شياطين و أحرارٍ معتَقَلين. و فَسَدَةَ، و خونة و فسقةَ، و قطعان غنم، و عبيد، و رعاة بقر ، و حكام جبناء رعاديد .
و الله من وراء حُسن النيّة، و سلامة القصد ..
و عليه سبحانه جميل المنقلب، و خير الأجر ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق