الأربعاء، 25 مارس 2015

الشيخ المعيوب بقلم: أحمد حسون

الشيخ المعيوب

بقلم: أحمد حسون
الشيخ المعيوب
لا يختلف إثنان في أهمية علماء الدين في تيسير حال العباد والبلاد من فتيا وإرشاد وتوجيه
ومن المعلوم والمجزوم به أنه متى خاض طبيبٌ في الهندسة فشل ومتى خاض قاضٍ في الظلم فُضِح ومتى سقطت همة علماء الشريعة سقطت الامم !!
وانظر مثلا لدولة الأندلس رحمها الله عندما سقطت يوما فلم تجد من يحكمها حتى تفرقت تلك الدولة التي لا تتجاوز 600 ألف كيلو متر مربع إلى 22 أو 24 دويلة !! كل دويلة لها حاكمها وكلٌ منهم يحالف النصارى من دول أوربا ليعاونوه على اغتصاب ارضٍ من أخيه ليأتي النصارى ليحتلوا أرضه وأرض أخيه .. وما كانت همة العلماء آنذاك ؟؟ كانوا يتناقشون عن طريقة رفع السبابة في التشهد !! بل وأقاموا مجالسا ونقاشات لذلك !!
عجبا الأمة تسقط وتتداعى وهؤلاء يتناقشون في حكم رفع السبابة !!!! عندها فقط سقطت معظم الأندلس
وانظر مثلا للإمام العز بن عبد السلام وكيف كان له الدور المهيب في حشد النفوس والقلوب قبل الأجساد لمواجهة المغول ومن قوته حفز همم الملوك لتنهض وتقوم وتحشد الجموع وتهزم بعد إذن الله جمع المغول .. بل قيل أنه لما مات وشيعت جنازته رضي الله عنه مرت من أمام قصر الظاهر بيبرس فحمد الله على موته فقالوا له لما تتحمد الله على موته فقال والله لإن قال للناس أخرجوا علي لخرجوا !!
هي قوة العلماء وانظر مثلا لسعيد بن الجبير ووقفته العظيمة في وجه الحجاج
وانظر إلى الإمام المجاهد أحمد بن حنبل وكيف أنه عذب وعانى الأمرين لأجل الدين وردع الفتن عنه
إذا يتضح جليا مدى تأثير العلماء على الشوارع والسلاطين وليس خفيا على أحد ما راحت إليه همم علمائنا فأصبح همهم الأعظم البحث عن غريب الفتاوى ثم نشره وجعله مجلس النقاش بين القاصي والداني فنراهم تارة يختلفون في حكم اللحية وتارة في الدفوف وتارة في الموسيقى .. ولم نجد منهم من قام على منبره وأيقظ همم الشعوب مع الملوك ليبدأ عصر العز بن عبد السلام من جديد
إن من أعظم الأسى أن نرى هؤلاء المدعون يسمون بعلماء وهم ورب البيت لم ينالوا من اسمهم إلا علماء السلطان ..فإن شاء السلطان أن يحل الزنا أحلوه ولو شاء أن يحرم الماء لحرموه !! وهذا هو ديدن الشيخ المعيوب
وشتان بين العز بن عبد السلام سلطان العلماء وبين شيوخ اليوم علماء السلطان
و بينما ذكرت كل الكتب عن نضال الإمام أحمد بن حنبل لم تذكر معظمها ذلك العالم الذي كان أحفظ من الإمام أحمد نفسه في الحديث وكان يقول للسلطان أقتلوا أحمد ودمه في رقبتي .. !!
وزماننا هو المثال الأوضح للشيخ المعيوب ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق