في ظل صمت الانقلاب.. نرصد خطر "قناة البحرين" على مصر والعرب
01/03/2015
في إطار إستراتيجيات ومخططات الكيان
الصهيوني طويلة المدى الرامية إلى تجريد الشعوب العربية من كل ثرواتها
وإحاطها بالمخاطر والمهلكات؛ يأتي مشروع قناة البحرين "البحر الأحمر
والميت"، الذي وقعته المملكة الأردنية مع الكيان الصهيوني الخميس الماضي،
ليمثل حلقة جديدة لتواطئ الحكومات العربية ضد شعوب الأمة العربية؛ حيث لم
تقتصر مخاطر هذا المشروع على الجانب الأردني فقط، على الرغم من مزاعم
المطبعين بآثاره الإيجابية على المدى البعيد، وإنما يمتد خطره المباشر على
كل مصر وفلسطين وبعض الدول العربية المجاورة.
على الرغم من أن مخاطر تنفيذ هذا المشروع
على الأمن القومي المصري وعلى الصعيد البيئي والاقتصادي، إلا أن سلطة
الانقلاب كعادتها تلتزم سياسية الصمت والتجاهل، خشية أن يؤثر تدخلها
ودفاعها عن مصالح مصر على علاقتها بحليفها الاستراتيجي "الاحتلال
الإسرائيلي"، خاصة في ظل ما بذلته من جهود ومساع لاستعادة العلاقات
الحميمية بعدما شهدت بعض التوترات بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير، وفى
ظل حكم الرئيس الشرعي للبلاد الدكتور محمد مرسي.
المخاطر
نرصد في إطار هذا التقرير أبرز المخاطر
التي تهدد مصر والدول العربية جرّاء توقيع هذه الاتفافية، فبحسب ما أكدته
دراسة اشترك في إعدادها مجموعة من الخبراء في مجال البيئة والبحار والمصايد
بجانب عدد من خبراء الاقتصاد في عام 2010، فإن خطر قناة البحرين على مصر
لم يعد يقتصر على احتمال أن يكون هدف هذا المشروع الصهيوني بالأساس هو
إيجاد قناة بديلة تضرب قناة السويس وتستأثر بالنقل البحري في منطقة تعتبر
ملتقي لقارات العالم، إلا أن الجديد أن له أيضا مخاطر بيئية قد تعرض
المنطقة لزلازل مدمرة لا حصر لها، بالإضافة إلى أنه يشكل خطرًا كبيرًا
على التربة وقد يؤدي إلى تلوث طبقة المياه الجوفية عن طريق تسرب مياه البحر
إليها يضاف إلى ذلك مخاوف من تضرر بيئة البحر الأحمر هي الأخرى من عملية
نقل المياه؛ حيث من المحتمل أن يتعرض الميزان المائي بينه وبين المحيط
الهندي للاختلال.
طبيعة البحر الميت
وتضيف الدراسة: أما الأخطار المهددة للدول
الوطن العربي من هذا المشروع، بحسب الدراسات المتخصصة فتتمثل في عدة أمور:
أولها هي أن طبيعة البحر الميت ستتغير كلية من حيث خواص مياهه الفيزيائية
وتركيبها الكيميائي ومكوناتها البيولوجية، وهو ما سيترتب عليه فقد البحر
الميت لهويته البيئية المميزة.
أما الأمر الثاني فيتمثل في أن هذا
المشروع سيؤدي إلى تخفيف ملوحة البحر الميت، وإلى تداخل المياه العذبة
الجوفية مع المياه المالحة لا سيما في المناطق المتاخمة للبحر الميت، وفي
زيادة معدلات البخر في المنطقة، وهو ما سيترتب عليه حدوث أضرار وتداعيات
اجتماعية وبيئية غير مأمونة العواقب.
الزلازل
وتكشف الدراسة عن أن الضغوط الهائلة
الناتجة من زيادة كميات المياه الواردة للبحر الميت في وقوع زلازل قوية
بالمنطقة، أو في تنشيطها على أقل تقدير، كما قد يتسبب ارتفاع مستوى المياه
بالبحر في غمر مساحة عريضة من الأراضي الزراعية بالمنطقة، وهو ما سيعرضها
للتدهور وفقدان غطائها النباتي.
أما خطورته على فلسطين، فبحسب خبراء
إستراتيجيين فإن مشروع قناة البحرين يمثل تصفية نهائية للقضية الفلسطينية؛
حيث يربط حياة الأردن والضفة بالعدو الصهيوني وجعله المتحكم الأول في شريان
الحياة.
دولة الاحتلال الإسرائيلي
مكاسب الكيان الصهيوني مقابل الأخطار التي
تحيط بالدول العربية جرّاء هذا المشروع، تحقق لها مكاسب كبيرة تتمثل بحسب
خبراء في أن هذا المشروع الذي طُرح للتنفيذ هذه الأيام يمكن أن يؤدي إلى
توليد طاقة بقدرة تصل إلى 600 ميجاوات قابلة للزيادة إلى 800 ميجاوات،
علاوة على توفير المياه لمحطات الطاقة النووية التي تمكن دولة الكيان من
تشغيل مفاعل نووي ذي طاقة تقدر بـ990 ميجاوات، وإنتاج ما يعادل ملياري طن
من وقود الزيت الحجري.
كما يؤدي حفر القناة إلى تنشيط الاستثمار السياحي وتأمين المياه العذبة لفترة طويلة قادمة، بتحلية مياه البحر.
وقدر لهذا المشروع أن يضيف لخزينة العدو دخلاً سنويًا يقدر بـ900 إلى 1250 مليون دولار.
ومن الناحية الجيوستراتيجية يؤدي حفر هذه
القناة إلى تطوير منطقة النقب لاستقدام المزيد من المستوطنين، وجذب يهود
العالم للهجرة إلى فلسطين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق