الأربعاء، 25 مارس 2015

"يديعوت أحرونوت": تدخل السعودية عسكريا باليمن هو نهاية لنظام آل سعود

"يديعوت أحرونوت": تدخل السعودية عسكريا باليمن هو نهاية لنظام آل سعود

أحرونوت: الرياض لم تنس الدرس الذي تعلمته مصر في اليمن

 صرح وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل أمس الثلاثاء بوضوح خلال مؤتمر صحفي مشترك بالرياض مع نظيره البريطاني أنه حال فشلت الجهود السلمية في وضع حد للفوضى باليمن فسوف تتخذ دول الخليج  الخطوات اللازمة لحماية المنطقة من "عدوانية" الحوثيين وحلفائهم من قوات الرئيس اليمني السابق على عبد الله صالح.
وقال محلل الشئون العربية في صحيفة "يديعوت أحرونوت" العربية والأكثر انتشاراً فى إسرائيل "روعي كايس"  أن تصريحات الفيصل التي هاجم فيها أيضا السياسة الإيرانية في المنطقة ليست مجرد كلام في الهواء الطلق وإنما تهديد حقيقي بتدخل عسكري سعودي في اليمن.
جاءت تصريحات الفيصل بعد يوم واحد من دعوة رياض ياسين وزير خارجية الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الذي فر من الحوثيين إلى عدن بعد احتلالهم العاصمة صنعاء دول مجلس التعاون الخليجي للتدخل في الأزمة اليمنية من خلال قوة مشتركة لدول الجزيرة العربية.
بعد ذلك أكد ياسين في حديث لشبكة الجزيرة أن الرد الخليجي على المطلب اليمني كان إيجابيا مشيرا إلى أنه يجرى حاليا اتخاذ التدابير اللازمة للتدخل العسكري الخليجي، دون أن يوضح مزيدا من التفاصيل، بشأن القوات المشاركة، والموعد المحتمل لبدء الهجوم.
وكانت القيادة السعودية تدرس على أعلى مستوى وبالتشاور مع باقي دول الخليج سبل التدخل في اليمن لمساعدة الرئيس هادي في الحفاظ على شرعيته الدستورية، التي تتآكل من يوم إلى آخر.
ولفت المحلل الإسرائيلي إلى الجولة التي قام بها وزير الدفاع السعودي محمد بن سلمان في منطقة جازان جنوب المملكة القريبة من الحدود اليمنية، يرافقه عدد من قيادات الجيش، معتبرا أنها جاءت بهدف استعراض العضلات السعودي
وقال إن هناك محاولات دولية لمنع تدخل عسكري عربي باليمن من خلال تشجيع الحوار بين الحوثيين وأتباع الرئيس هادي، لكن على ما يبدو فإن الحوثيين غير معنيين بحوار كهذا. علاوة على ذلك هددت قيادات حوثية السعودية أنه في حال تدخلها عسكريا باليمن فسيكون في ذلك نهاية لنظام آل سعود.
وأضاف" كايس": يمكن القول أن السعودية سوف تدرس هذه التصريحات جيدا قبل أن تقرر التدخل عسكريا فيما يحدث باليمن، صحيح أن الحديث يدور عن فنائها الخلفي، وهي لا تريد أن ترى خصمها الشيعي الأكبر إيران وقد ثبتت أقدامها هناك، لكن الرياض لم تنس أيضا الدرس الذي تعلمته مصر في اليمن
واستدرك قائلا:”في ستينيات القرن الماضي، وفي عهد جمال عبد الناصر، تدخلت مصر عسكريا في الحرب الأهلية باليمن، وخرجت جريحة وممزقة. كذلك بالطبع فإن مواجهة حلفاء إيران أمر يجب دراسته جيدا قبل اتخاذ خطوات"
بطريقة أو بأخرى، فإن الحديث عن تدخل محتمل يمكن أن يبث الروح مجددا في "قوات درع الجزيرة" وهي قوة عسكرية شكلتها السعودية والإمارات والكويت وقطر والبحرين وعمان عام 1982 بهدف الدفاع عن أمن هذه الدول حال تعرضت واحدة منها لمخاطر خارجية، وكان الاستخدام الأخير لهذه القوات في مارس 2011، عندما حاولت البحرين التصدي لتمرد الأغلبية الشيعية بالبلاد.
وقال الكاتب إن "درع الجزيرة" قوات مدربة جيدا، قوامها ما يزيد عن 30 ألف ضابط وجندي، 21 ألف منهم مقاتلون حقيقيون. هذه القوات ساعدت القوات المحلية البحرينية في تأمين المواقع الاستراتيجية خلال اضطرابات 2011.
قبل ذلك وفي 2003 وافقت دول الخليج على نشر هذه القوات في الكويت، تحسبا لرد عراقي على الغزو الأمريكي لبلاد الرافدين. وبعد سقوط صدام حسين طرحت اقتراحات بتفكيك "درع الجزيرة"، لكن لم يتم تطبيقها، وبقيت القوات كما هي، وسط توقعات أن تعود للعمل مجددا في الأزمة اليمنية الحالية.
وختم "كايس" تقريره بالقول:” الآن يبقى السؤال: ماذا يمكن أن يحدث لو اتخذت دول الخليج الخطوة الحادة وأرسلت قوات الدرع لليمن، لاسيما فيما يتعلق بالرد الإيراني. ستشهد القاهرة السبت قمة الجامعة العربية التي يشارك فيها أيضا الرئيس اليمني المطرود عبد ربه منصور هادي. طهران بالتأكيد ستكون كلها أذان صاغية لما يجري هناك".

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق