"الشهيد سيد بلال".. قتله أمن الدولة وباعت دمه الدعوة السلفية
09/01/2015
لم
يكن يتوقع أحد أن تمر الذكرى الرابعة على واقعة استشهاد الشاب السلفي
السكندري سيد بلال، دون أن يتحقق القصاص العادل له ولآلاف قضوا في قبور أمن
الدولة منهم من علم المصريون ببشاعة قصصهم ومنهم من قضى في غياهب سجون
العسكر في صمت، بل وانضم إليهم عشرات الآلاف بين شهيد ومعتقل، بعد انقلاب
عسكري أجهض أحلام أجيال بتحقيق القصاص والحرية والعدالة الاجتماعية.
سيد
بلال الشاب الذي أكمل عامة الثلاثين، عندما اختطفته قوات الانقلاب من منزلة
بحي اللبان غرب الإسكندرية، ليتعرض لأبشع أنواع التعذيب داخل مقر أمن
الدولة بمنطقة الفراعنة وسط المحافظة وعلى بعد بضعة أمتار من مقر القنصلية
الأمريكية، وذلك لإجباره على الاعتراف بحادثة تفجير كنيسة القديسين ليلة
رأس السنة الميلادية عام 2011، والذي كشفت تداعيات ثورة الخامس والعشرين من
يناير أن رجال حبيب العادلي هم من كانوا خلفها للتغطية على فضيحة انتخابات
2010 الأكثر تزويرا.
وفي
الساعة السابعة صباحا يوم الخميس السادس من يناير، أبلغت أحد المركز الطبية
وسط الإسكندرية، أسرته بوفاته بعد أن ألقى به مجهولون أمام المركز وهو في
حالة إعياء شديد من وطأة التعذيب، لتستلم الأسرة الجثة وبها جروح ثاقبة في
جبهة الرأس وسحجات متعددة بالساعدين الأيمن والأيسر وبالقدمين، إضافة
لسحجات وزرقان عند الخصر والعانة.
لم
تتوقف جريمة أمن الدولة عند ذلك، بل تواصلت للضغط على أسرته وتهديد محاميه
بالاعتقال في حال عدم التراجع عن اتهام ضباط الجهاز بقتل سيد بلال، ليحصل
ضباط أمن الدولة الخمسة المتهمين في القضية، بعد سلسلة من جلسات المحاكمة
على مدى 3 سنوات على البراءة، بينما يحصل أحدهم على حكم بالسجن 15 عاما.
وربما
لم يكن يتخيل الشاب سيد بلال ابن الدعوة السلفية، أن تكون قيادات الدعوة
السلفية نفسها هي أول من قررت أن تبيع دمه بشكل واضح ليلة الثالث من يوليو
وتؤيد انقلابا عسكريا غاشما، لتبقى في المشهد المشوه، بل تجاهلت قضيته
بالكامل وراحت تبرر قتل الآلاف من أبناء الشعب المصري، وتسوّق لقاتلهم كان
سيد بلال وخالد سعيد وغيرهم ممن أمعن نظام المخلوع مبارك في ظلمهم في نهاية
أيام حكمة الشرارة التي أشعلت ثورة الخامس والعشرين من يناير لتزلزل عرش
المخلوع، وتسقطه قبل مرور شهر ونصف على استشهاد سيد بلال.
والآن،
انضم إلى "بلال"، و"سعيد" الآلاف من أبناء الشعب المصري الذين ارتقوا في
عشرات المذابح التي ارتكبها النظام الانقلابي، ولكنهم كانوا وقودا لثورة لم
تنطفئ على مدى أكثر من عام ونصف رغم الإمعان في القتل والاعتقال والتنكيل،
وأقسمت أن تواصل طريقها لتقتص لكل قطرة دماء أهدرها العسكر لسجن مصر
وإخضاعها لرغبات الولايات المتحدة وإسرائيل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق