الإخوان والمؤسسات المخترقة
بقلم: د. عز الدين الكومي
(وكيل لجنة حقوق الإنسان بمجلس الشورى)
إن
مصطلح الاختراق الذى نسمعه كل يوم عشرات المرات في فضائيات فاهيتا،
وفضائيات السبوبة، هو بالأساس مصطلح استخباراتي، ولطالما سمعنا عن اختراقات
الـ "سي آي إيه" لبعض المؤسسات في كثير من البلدان، وكذلك اختراقات جهات
أمنية محلية ودولية لجماعات أو تنظيمات أو حتى أحزاب، وغالبا ما يصاحب هذه
الاختراقات وجود مجموعة من العملاء تعمل لحساب هذه الجهة أو تلك.
أما
عندنا في مصر فأصبح لدينا هاجس اسمه اختراق المؤسسات من قبل جماعة الإخوان
المسلمين، حتى أن وزير الأوقاف، مخبر أمن الدولة، رمى الأزهر وشيخه بهذه
التهمة، ولكن شيخ الأزهر انتهز فرصة لقائه مع وسائل الإعلام وبحضور نقيب
الصحفيين، وراح يثبت للجميع أن كل مؤسسات الدولة مخترقة ما عدا الأزهر، حيث
وقف هو سدا منيعا للحيلولة دون ذلك!.
برهامي بدوره يعلق فشله وحزب النور في اختبارات الأوقاف للحصول على ترخيص للخطابة بأن الوزارة مخترقة من الإخوان المسلمين!
إبراهيم
عيسى يتحدث عن اختراق وزارة الأوقاف على مستوى وكلاء الوزراء والمسئولين
بالمديريات والمحافظات، مؤكدا أن الاختراق موجود على مستوى المسئولين
الكبار بالوزارة، متسائلا: "ما بالكم بالقواعد في وزارة الأوقاف؟"!.
ولم
ينس إبراهيم عيسى أن يفند لنا بقية المؤسسات المخترقة ليحذرنا منها ونكون
على بينة من اختراقها، فقال: "إن الإخوان مخترِقون لكل أجهزة الدولة وعلى
رأسها مؤسسة الأزهر"، وفى هذا تكذيب صريح لشيخ الأزهر الذي نفى وينفي،
لافتًا إلى "أن مكتب شيخ الأزهر يجمع رموز الإخوان"، موضحًا "أن مستشار شيخ
الأزهر وهو محمد عبد السلام تم ترقيته بالخلاف للقانون لهذا المنصب بتوصية
من الإخوان وقتها، حيث إنه كان مندوبًا في مجلس الدولة، وتم ترقيته
لمستشار بالإخلال بالقانون، ومحمد عمارة، رئيس تحرير مجلة الأزهر، وشومان،
وكيل الأزهر، وحسن الشافعي، مستشار شيخ الأزهر كلهم إخوان".
وكان لابد من مشاركة الشباب لمعرفة خطر الاختراق الذي تقوم به هذه الجماعة الإرهابية، فقامت الناشطة إسراء عبد الفتاح بالإدلاء بدلوها لتوضح لنا الخطر العظيم من وراء الاختراق الذي تقوم به الجماعة (الإرهابية)، تعليقاً علي القرار الرئاسي بتعيين الدكتورة فايزة أبو النجا مستشاراً لرئيس الجمهورية لشئون الأمن القومي: إنها متأكدة من اختراق جماعة الإخوان للرئاسة بشأن القرارات الصادرة مؤخراً.
وكان لابد من مشاركة الشباب لمعرفة خطر الاختراق الذي تقوم به هذه الجماعة الإرهابية، فقامت الناشطة إسراء عبد الفتاح بالإدلاء بدلوها لتوضح لنا الخطر العظيم من وراء الاختراق الذي تقوم به الجماعة (الإرهابية)، تعليقاً علي القرار الرئاسي بتعيين الدكتورة فايزة أبو النجا مستشاراً لرئيس الجمهورية لشئون الأمن القومي: إنها متأكدة من اختراق جماعة الإخوان للرئاسة بشأن القرارات الصادرة مؤخراً.
وكان
من الضروري طبعا أن يكون للقيادات السابقة و(المنشقة) عن الجماعة إياها
رأي في هذا الاختراق الذي طال كل شيء، حتى الخارجية لم تسلم من الاختراق
(البغيض)، حيث قال المنشق ثروت الخرباوي: "الخارجية المصرية مخترقة من
الإخوان.. وأموال الجماعة تفوق ميزانية الدولة".
محمود
سعد - وهو إعلامي معروف لا يشق له غبار في التملق - اكتشف بنفسه اختراق
جماعة الإخوان المسلمين لكل المؤسسات ومنظمات المجتمع المدني، حتى 6 أبريل
لم تنجُ من اختراق الأخطبوط الإخواني، فقال محذرا: "إن جماعة الإخوان
الإرهابية هي المستفيدة من التخبط الواضح داخل المجتمع، لافتاً إلى اخترق
الجماعة لمنظمات المجتمع المدني وحركة 6 أبريل، وبعض مؤسسات الدولة، موضحاً
أن الجماعة تسعى إلى تعطيل خارطة الطريق وتفكيك الشعب المصري الذي صار
ضدها.
وكنا
نظن أن الحديث عن الاختراق يخص فقط بعض الأفراد الذين أصيبوا بـ(جنون
البشر)، لكن أن يصل الأمر بجريدة ناطقة باسم حزب عريق في الديمقراطية يبقى
الأمر يحتاج إلى وقفة، حيث فاجأتنا جريدة الوفد بأنها بعد البحث والتدقيق
والتفحيط توصلت إلى أن اختراقات وتجسس من العناصر المتطرفة بجماعة الإخوان
(الإرهابية) طالت وزارة الداخلية. هذا ما بدا خلال الأيام الماضية بعد
الاغتيالات التي طالت قيادات الوزارة!.
وحتى
نبيل شرف الدين - ضابط أمن الدولة السابق - لم يستح وهو يقول أن الإخوان
اخترقوا مؤسسات الدولة مستندا إلى شهادة محسن بهنسي عضو لجنة تقصى حقائق
قتل المتظاهرين، الذي كشف أن وزير الشباب الإخواني أسامة ياسين
اعترف بوجود فرقة «95 إخوان» التي اعتلت أسطح ميدان التحرير خلال الثورة،
مؤكداً أن التحقيقات خلصت إلى أن ياسين كان يقودها!.
وجريدة
الوطن كعادتها لا يمكن لها أن تفوت فرصة مثل هذه لإيجاد مخرج لهذا
الاختراق، لكنها هذه المرة حلقت بعيدا في بلاد العم سام لتخبرنا أن اختراق
الإخوان وصل للولايات المتحدة الأمريكية، حيث أخبرت بأن هناك فيلما بعنوان
(الجهاد في أمريكا.. والخداع الكبير) فيلم وثائقي جديد يدور حول طموحات
«الإخوان المسلمين» في أمريكا، ومحاولاتهم إفساد حقوق وتقاليد الحريات،
واستبدال أحكام الشريعة بها. وهو من إنتاج مركز «IPT» البحثي
المعني برصد أنشطة جماعات الإسلام السياسي حول العالم، من إخراج ستيفن
إيمرسون، وهو نفس المخرج الذي سبق أن قدم فيلما وثائقيا شهيرا بعنوان
«الجهاد في أمريكا» عام 1994.
لم يبق إلا أن يخرج علينا تواضروس وبولا وبشوي بطلتهم المعهودة، ليؤكدوا أن الكنيسة كانت مخترقة من الإخوان المسلمين!
****
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق