الأربعاء، 30 يوليو 2014

السيسي وطني وليس عميلا



السيسي وطني وليس عميلا
 
بقلم المستشار وليد شرابي
 
أعلم أن الكثير من القراء قد يتعجب من هذا المقال، لا سيما المصريين منهم، ولكنها كلمة الحق التي نسأل الله أن يثبتنا عليها ولا يعنيني بسببها قول الناس إن أجري إلا على الله، فلم أرَ من خلال مطالعتي لتاريخ مصر أن أحدًا نال من الاتهامات والإهانات والسخرية كما فُعِلَ بالسيسي، ولعل أشد هذه الإهانات قسوة هي وصفه بأنه عميل للصهاينة!!! وأنا عن نفسي أختلف كليًا مع نعته بهذه الصفة، وهذا فضلا عن أشياء كثيرة خاطئة أحاطت بهذه الشخصية من الادعاء بأنه لا يحوز ظهيرًا شعبيًا، أو أنه يعمل ضد مصلحة المواطن البسيط، وأنه لو خاض انتخابات ديمقراطية ستنكشف حقيقة شعبيته، والواقع يقول إن كل هذه الاتهامات باطلة وعارية تمامًا من الصحة، واسمحوا لي بهدوء وحياد أن نفند معًا هذه الاتهامات شيئًا فشيئًا حتى تتضح شخصية السيسي للجميع دون أي تجنٍّ عليه أو وصفه بما ليس فيه فالظلم ليس من شيم النبلاء.
 
فالادعاء بأن السيسي لا يحوز ظهيرا شعبيًا هو محض كذب! ومن يدعي أو يروج لهذا الادعاء عليه أن يتجه إلى فلسطين المحتلة ويسأل المستوطنين اليهود في شتى البقاع من تل أبيب إلى قرية شمونا إلى إيلات... إلخ، ستجد الشعب اليهودي يدين للسيسي بالحب والولاء ويتمنى له حكمًا آمنًا مستقرًا لسنواتٍ عديدة وأزمنةٍ مديدة، بل إن الأمة الإسلامية والعربية بالرغم من كثرة العملاء بين حكامها منذ ميلاد إسرائيل عام 1948 وحتى الآن لم يحظَ أحد منهم بالحب والشعبية التي حصل عليها السيسي من بين شعب بني صهيون، وليس أدل على ذلك مما يقوم به الإعلام الإسرائيلي من المدح والإطراء على السيسي في كل وسائل الإعلام الإسرائيلية بسبب موقفه الأكثر تطرفًا من إسرائيل في الحرب على غزة إلى الحد الذي أصبح فيه السيسي بطلا قوميًا لدى اليهود، وهذا يعني أن نتفق أن السيسي بالفعل له ظهير شعبي. 
 
والقول إنه يعمل ضد مصلحة المواطن البسيط فهو أيضًا قول خاطئ؛ فكما بينّا أن للسيسي ظهيرًا شعبيًا فإن المواطن البسيط وغير البسيط من بني صهيون يعلم علم اليقين أن السيسي يعمل لمصلحته، وأن صفقات الغاز الذي ظل لسنوات طويلة يتدفق من مصر إلى إسرائيل بأقل من السعر العالمي قد كانت للمخابرات الحربية تحت قيادة السيسي دور كبير في إتمام هذه الصفقات لمصلحة المواطن البسيط (الإسرائيلي)، وأن من باع لهم هذا الغاز (حسين سالم) أصبح في مأمن في ظل حكم العسكر ولن يطالبه العسكر برد أي دولار لصالح مصر، وهذا يكفي لتكذيب من يدعي أن السيسي ضد مصلحة المواطن البسيط (الإسرائيلي).
 
والشائعة السخيفة التي تقول إن السيسي لو خاض انتخابات ديمقراطية ستنكشف حقيقة شعبيته فهذا القول هراء!! فلو افترضنا أنه الآن أجريت الانتخابات على رئاسة حزب اليمين المتطرف (الليكود) وكان رئيسه الحالي نتنياهو مرشحًا وأصبح السيسي منافسًا لنتنياهو على رئاسة الحزب في هذه الانتخابات، فمن تظن أيها العاقل الذي سيفوز برئاسة حزب الليكود؟؟ إذا لا يتحدث أحد بعد ذلك عن الانتخابات وشعبية السيسي، بل أظنني لا أكون مبالغًا عندما أقول إن الانتخابات لو أجريت على رئاسة وزراء إسرائيل فإن شعبية السيسي لن يصمد أمامها نتنياهو أو إيهود باراك أو تسيبي ليفني أو غيرهم، وهذه الحقيقة يعرفها كل مواطن إسرائيلي، فلا يكذب علينا أحد ويقول لو كانت انتخابات ديمقراطية لكان كذا وكذا.
وأخيرًا فإن القول بأن السيسي عميل فإن هذا القول حتى تظهر حقيقته يجب أن نعرف أولًا من هو العميل؟ فالعميل هو من يضر بمصلحة دينه أو وطنه أو شعبه من أجل دين آخر أو وطن آخر أو شعب آخر، إذًا قبل أن يتحدث أحد عن أن السيسي عميل يجب أن يكون مقتنعًا أولًا بثلاثة أشياء لا خلاف فيها ولا يغني أحدها عن الباقيين، وهي أن السيسي مسلم ومصري وشعبه هم المصريون، فإن كان غير ذلك فلا ينطبق عليه لفظ عميل، ويصبح وطنيا ولكن لدى أصحاب ديانة أخرى ووطن آخر وشعب آخر!! والواقع أن أصحاب الديانة الأخرى والوطن الآخر والشعب الآخر اعتبروه بالفعل بطلا قوميًا لديهم، وهو ما يعني بكل وضوح أن السيسي (صاحب دار وليس عميلا)، فلا يحق لأحد أن يسب العملاء عندما يصف السيسي بأنه عميل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق