نتانياهو والسيسي.. يد واحدة نحو الهاوية
بقلم: محمود عبد الرحمن
لم أتفاجأ بموقف الانقلاب، العميل لإسرائيل، من هذه الحرب المقدسة التي يخوضها الشعب المقاوم في غزة.
لم
أتفاجأ؛ لأن ما فعله المجرم في رابعة والنهضة من قتل وحرق أكد لي أنه
إسرائيلي من الرأس إلى القدم، ولأن سكوت ما يسمى بالمجتمع الدولي على تلك
الجرائم التي فاقت جرائم النازية لا يكون إلا بتأثير صهيوني عالمي.
ولأن أولى خطواته بعد الانقلاب كانت سعارا محموما لهدم الأنفاق، واستخدام القضاة المتصهينين لاعتبار حماس جماعة إرهابية.
هذا أمر مفضوح مكشوف لا يحتاج لتعمق كثير.
لكن
تعالوا نتأمل انعكاسات الحرب المقدسة على الحليفين المجرمين: نتانياهو
والسيسي، والخونة من خلفهم حكام الإمارات والسعودية، آل زايد وآل سعود.
لقد
طلب حكام البلدين، من إسرائيل - بل ومَوَّلوها - لكي تخلصهم من حماس كما
خلصهم السيسي من الإخوان، ونسى دجاج الخليج أنه لا السيسي قضى على الإخوان،
ولا استطاعت إسرائيل هزيمة حماس في حروبها السابقة، وقد كانت حماس أقل
جهوزية.
إسرائيل فقط أفلحت في كشف هشاشة النظام العربي الرسمي، وأخافته وأذلته، ثم استعبدته ثم استخدمته تابعا ذليلا.
ولأن الشاعر قديما قال:
السيف أصدق إِنباءً من الكتب ... في حَدِّهِ الحَد بين الجِد واللعب
فلقد أفلحت حماس وحسمت، وأبدعت وأبهرت، وحققت ما لم يكن يصل إليه خيال الحالمين من المؤيدين، أو الأعداء الكارهين.
مئات الصواريخ تدك جميع مدن العدو ولا تستثني، بل تخص عاصمتهم.
الهجوم على قاعدة بحرية، بالضفادع البشرية.
اختراق القنوات الصهيونية بإبداع تكنولوجي خارق.
تحدي وإذلال العدو بتحديد ميعاد ومكان القصف.
تدمير دبابة ميركافا، وهي بعيدة قبل أن تبدأ الحرب البرية لإرعابهم.
تصنيع
طائرات محليا: هذا ما لم تفعله دولة عربية واحدة ممن يملكون المال
بالأطنان، وعندهم البشر، وعندهم الأرض الشاسعة، لكن ليست عندهم رجولة أو
مروءة أو نخوة.
وصول الطائرات لتصوير موقع وزارة الحرب اليهودية.
قصف المواقع العسكرية وبعضها يحوى رؤوسا نووية.
تفاصيل أخرى لا حصر لها.
رفض
المبادرة المصرية لإنقاذ العدو من ورطته، وركلها بالأقدام، وعودة الوزير
الأمريكي فاشلا، وقبول نتانياهو صاغرا، لكن .. سبحان الله .. القرار
والشروط فقط عند المقاومة الإسلامية.
لم
تفلح أبواق الدعاية المسعورة الصهيونية، الإسرائيلية منها والمصرية، أن
تغير حقائق المشهد، لقد أصبحت حماس هي القوة الإقليمية الأولى – لا من حيث
امتلاك السلاح والمال وإنما من حيث قوة العقيدة، وطلب الشهادة، والصبر على
التضحيات، والتصميم على المواجهة والصمود حتى التحرير، تحرير كامل فلسطين
من النهر إلى البحر.
فهل
يمكن أن نتصور الحالة التي عليها السيسي وأكابر الخونة العرب، وهم يتابعون
أخبار انتصار المقاومة: إنهم يصرخون الآن في أنفسهم صراخا مكتوما حتى لا
يفتضحوا: يا ويلنا إذا انتصرت حماس وهي الذراع العسكري للإخوان، وقد
حاربناهم صراحة، وانهزمت إسرائيل وهي المظلة الحامية للانقلاب، وللأنظمة
العربية المنبطحة، فما المصير؟
وأخيرا أيها الأحباب:
إن
الله القوي المنتقم الجبار هو الذي ينصر المقاومة في غزة – على صغر حجمها
وإمكاناتها - على قوة كانت تبدو مرعبة للأنظمة المدجنة في المنطقة، وهو
سبحانه القادر على نصر الثورة في مصر وإنهاء أسوأ فترة حكم إجرامي في
تاريخها.
إن المؤمن الناظر بعمق للأحداث، يعلم أن سقوط السيسي وآل زايد وآل سعود هي مسألة وقت، بعد افتضاح العمالة الحقيرة للصهيونية العالمية.
إن
الذي ينظر إلى الثورة المصرية اليوم باستخفاف، لأن عدوها يمتلك القدرات
العسكرية والمادية، عليه أن ينظر إلى حماس حين كانت لا تملك إلا الحجارة،
ولما امتلكت صواريخ مداها 3 كيلومتر، وصفوها بالصواريخ العبثية، صاحب
البصيرة ينظر إلى المستقبل، والأعمى لا يرى تحت قدميه.
إن الطاقة النفسية والروحية التي ستخرج بها الثورات العربية من هذا الانتصار أكبر بكثير من امتلاك الأسلحة.
إن
مشروع حفتر في ليبيا تجمد، ومشروع المالكي بشار ينهزم، وسوف تشهد كل
المنطقة تغيرات استراتيجية ضخمة باتجاه الربيع العربي، إن شاء الله.
إن
مشروع السيسي أصبح (مفييييش)، إنه يتهاوى، وإجراءاته الاقتصادية، وصمود
الثوار في الشارع، ونموذج حراك 3/7 الذي سوف يتطور بإذن الله، سوف يكون
الحبل الذي يلتف حول رقبة السفاح.
إن الإيمان لا ينهزم، ولكن المؤمنين لا بد أن يُمتحنوا ليتبين الصادقون، وينكشف المنافقون، عندها سيأتي وعد الله بالنصر المبين.
(وَعْدَ الله لا يُخْلِفُ الله وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) [سورة الروم: 6].
(ومَنْ
أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي
بَايَعْتُم بِهِ وذَلِكَ هُوَ الفَوْزُ العَظِيمُ) [سورة التوبة: 111].
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق