خبراء يحللون أسباب جرائم الانقلاب وقتله الشعب يوم العيد
30/07/2014 :
محاولة لإعادة بناء جدار الخوف ورسالة تهديد خوفا من المد الثوري القادم
لم يكتف
الانقلاب بالحزن الدفين المخيم على الجميع جراء كثرة الشهداء والمعتقلين
طيلة العام الماضي من عمر الانقلاب، بخلاف الحزن البالغ أشده نتيجة للحرب
الصهيونية على غزة؛ بل زاد الانقلاب من آلام المصريين في العيد واستقبلهم
في صبيحة يوم العيد بوابل من الرصاص الحي، والتعامل العنيف والبلطجية؛ فما
إن خرجت التظاهرات السلمية بعد صلاة العيد تجدد بسلميتها رفضها للانقلاب
ومؤازرتها لغزة والمقاومة التي تدافع عن شرف الأمة كلها، إلا وكانت قوات
الانقلاب في الانتظار لتقتل وتصيب وتعتقل؛ حيث أسفر اليوم عن ستة من
الشهداء على الأقل بينهم فتاة بمدينة نصر، وأربعة آخرين بمنطقة أبو زعبل
محافظة القليوبية، إضافة إلى شهيد آخر في "الخانكة".
وقد
كانت الفتاة "أميمة مصطفى خضر-16 عاما" قد استشهدت برصاص في الوجه إثر
مشاركتها بمسيرة سلمية بحي مدينة نصر، هذا مع اعتقال شقيقتها من منزلها، في
حين تم الإفراج عنها لاحقا. هذا بخلاف إصابة ما يقرب من 15 في أقل
التقديرات أيضا نتيجة اعتداء قوات الداخلية على مسيرة لمؤيدي الشرعية
بمنطقة أبو زعبل.
وفي
السياق نفسه فقد اعتدت قوات الانقلاب يصاحبها مئات البلطجية على رواد صلاة
عيد الفطر والتي أقامتها جماعة الإخوان المسلمين بشارع العشرين برمل
الإسكندرية دون خسائر في الأرواح، وقامت قوات الانقلاب بإطلاق الخرطوش
والرصاص الحي على المصلين من الجنسين عقب انتهاء الصلاة بالساحة والتي
حضرها قرابة 20 ألف مصل. كل هذا يضاف إليه استمرار حملات المداهمة
والاعتقال، وأيضا استمرار الاعتداء على أهالي سيناء وهدم منازلهم.
أسباب عدة
من
جانبه يفسر حسين عبد القادر -مسئول الاتصال السياسي بحزب الحرية والعدالة-
تلك الهجمة العنيفة في يوم العيد من قبل قوات الانقلاب قائلا: بدايةً
فالعيد له ذكريات كثيرة مهمة ويعتبر خطا فاصلا لما هو قادم؛ حيث إن ذكريات
العيد في ميادين الاعتصام برابعة والنهضة مثلت أجواء متميزة؛ حضرت فيها كل
الأسر بالأبناء من كل المحافظات وأعيد تخطيط الميدان وأقيمت "مدينة ملاهي"،
ورأى الناس من السعادة والحب ما لم يحدث في أي عيد سابق، ولذا فقد صاحب
العيد شعور داخلي لكل مواطن أو ربما رغبة عارمة تصر على الحرية وتريد
السعادة والتقدم لمصر، ومن جهة أخرى حملت معاني العيد إصرارا على رفض
الفساد والعمالة والتبعية.. وكل ذلك إنما يجعل ذكريات العيد مما يزيد ويقوي
الحراك في الفترة القادمة.
ومن
ناحية أخرى فهذا العنف الذي ظهر من قوات الانقلاب وبلطجيته وشرطته إنما هو
إنذار من قبلهم ومؤشر لما سيكون عليه الحال في انتفاضة 14 أغسطس القادمة،
أي أنه رسالة تهديد واضحة؛ خاصة مع إقبال الحراك الرافض للانقلاب على موجة
جديدة من المد الثورى التي أعتقد أنها سوف تبدأ بعد العيد -إن شاء الله-
وقرب بدء الدراسة وتغيير بعض سياسات وتكتيكات تعامل الثوار على الأرض.
يتابع
"عبد القادر": أما السبب التالي فيعود إلى الحالة النفسية السيئة التي
يعيشها ضباط الانقلاب بشكل عام؛ خاصة مع ما بدا واضحا في أذهان الناس
للترابط بين ما يفعله الضباط هنا وما يفعله الصهاينة بغزة؛ فكلاهما يقتل
المسلمين في الصيام وفي يوم العيد، كما أن تزايد السخط العام والشعبي من كل
الشرائح ووجود حالة من الانهزام النفسي لدى طغاة الانقلاب خاصة بعد تزايد
الأسعار والفشل الاقتصادي يجعلهم يقبلون على مزيد من القوة والقهر.
ويختتم
عبد القادر مشيرا: إلى أن ما ظهر عليه الانقلاب يوم العيد من بطش وعنف إنما
يعني أنه في حالة من فقد السيطرة على النفس؛ يزيد منها الضغوط على هؤلاء
المجرمين من أسرهم وبيوتهم؛ فقد ظهر كل شيء على حقيقته الآن للجميع؛ ظهر
كذب الوعود وبات معروفا من يقتل الجنود ومن قتل المصريين في ليبيا، كذلك
فقد ظهرت عمالة وتواطؤ الانقلابيين ضد الثوار ليس في مصر فقط ولكن بكل
الدول العربية ووضوح التنسيق مع أمريكا والصهاينة، وتبين من هم العملاء
الخونة وكلها شواهد تدل على الخديعة التي عاشها مؤيدو الانقلاب الفترة
الماضية.
ومن
جانبه يؤكد عمرو عبد الهادي -عضو جبهة الضمير- أن مرور الوقت يثبت أن
السيسي وأعوانه إنما هم أسوأ من الصهاينة؛ فقادة الانقلاب بقتلهم للأبرياء
يوم العيد يثبتون كل معاني الديكتاتورية والفاشية المتأصلة بداخلهم.
ويقول
الباحث السياسي ياسر زيادة: لو نظرنا إلى العنف والهمجية من قبل عصابة
الانقلاب تجاه رافضي الانقلاب، فإنها لم تتغير لا في عيد أو في الأيام
العادية، ولا ننسى مجازره العام الماضي في شهر رمضان في المنصة وغيرها
ومجازره هذا العام التي استمر فيها القتل؛ فهم موهومون بأنهم يحاربون خوارج
وكفارا كما قال لهم شيوخ الضلالة، يظنون أنهم يحاربون لأجل الوطن والدين.
يردف
"زيادة": ليس في جعبة الانقلاب سوي الحل الأمني، ويتصورون أن استمرار القتل
يكفي لمنع مقاومي الانقلاب من الاستمرار في المقاومة؛ وهو الحل الذي أثبت
فشله تماما، وأثبت أنه لا يفت في عضد المقاومين أبدا؛ فقد ارتُكبت عشرات
المجازر بحق المقاومين للانقلاب ورأينا المئات من أحكام الإعدامات، وآلاف
المعتقلين والمصابين، ولا يزال المقاومون للانقلاب مستمرين في مقاومتهم لم
ييأسوا في حين أن عصابة الانقلاب وميليشياته لا يستوعبون سر الإصرار على
المقاومة، فهم لا يتخيلون أن مؤيدي الشرعية إنما يدافعون عن عقيدة لا عن
أشخاص، عن حق بلادهم في العيش بكرامة؛ فالانقلابيون يفتقدون للكرامة، ومن
ثم ففاقد الشيء لا يتبيّنه.
يتابع
"زيادة": وقد نحيل ما حدث اليوم أيضا إلى حالة من اليأس والحزن تعتري
ميليشيات الانقلاب في مواجهة المتظاهرين الصابرين؛ حيث إنهم يعانون بوجودهم
في الشوارع ليل نهار دون إجازات، أو دون الحصول على راحة، وهذا العامل
النفسي بالحقد على المتظاهرين يدفعهم لقتل المزيد؛ فالمتظاهرون يحرمونهم من
لذة الاستمتاع بحياتهم؛ التي هي أهم عندهم من أى شيء آخر.
ومن جانبه
يقول د. أحمد رامي -القيادي بحزب الحرية والعدالة-: إنه وبالنسبة لعنف
الانقلاب يوم العيد فلا يمكن أن يكون قد تم إلا بقرار سياسي، وهذا يتفق مع
منهج الانقلابيين الحريصين على إعادة بناء جدار الخوف حتى لا يتمدد الحراك
الثوري؛ ولا يدرون أن هذا أمر قد فات أوانه وأن من مرت عليهم الخطوب على
مدار عام عازمون على استكمال الطريق إلى منتهاه، وأن مثل هذه الجرائم تزيد
من السخط ضد الانقلاب بل وتزيد الرغبة في القصاص العادل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق