الأربعاء، 16 يوليو 2014

معاذ العماري يكتب: قطرات من بحر فساد الإمارات

معاذ العماري يكتب: قطرات من بحر فساد الإمارات

مما لا يخفى على أي متابع للـحالة العربية و خصوصاً المشرق الإسلامي العربي سقوط أنظمة تلك الدول في تبعية شبه مطلقة للوبي الصهيو-أمريكي و أخر حدث يؤكد قولي اجتماع وزراء دفاع منطقة الخليج بترأس وزير الدفاع الامريكي تشاك هيجل و كي يكون الهدف تكوين طوق دفاعي خليجي موحد كان خيـر ما حصل وعود أمريكية بحماية حلفاءها الاستراتيجيين فيا للهوان ..فلكأن لورنس العرب تغير اسمه فقط و لكأن الاستعمار بدل الحضور العسكري بتفريخ أنظمة كانت خيـر ممثل و خيـر قائم بالأعمال الأمريكية في الأراضي العربية ...
و تمثل الإمارات العربية المتحدة أنموذجا لنظام يستمد شرعيته من الكونجرس لا من الإمارات السبع حيث لا يعلى على آل نهيان و آل مكتوم ..و لم يكتف الغرب بالاحتلال السياسي بل تعداه لمحاولة خلق الاغتراب الثقافي ، فيشهد التاريخ على أنّ الإمارات عرفت بتشبثها بالمبادئ الاسلامية حاكما و محكوما ...يقول الفضيل ابن عياض رحمه الله في هذا الشأن : لو أن لي دعوة مستجابة ما صيرتها إلا في الإمام . قيل له : وكيف ذلك يا أبا علي ؟ قال : متى ما صيرتها في نفسي لم تحزني ومتى صيرتها في الامام فصلاح الامام صلاح العباد والبلاد . قيل : وكيف ذلك يا أبا علي ؟ فسر لنا هذا . قال : أما صلاح البلاد فإذا أمن الناس ظلم الإمام عمروا الخرابات ونزلوا الارض ، وأما العباد فينظر إلى قوم من أهل الجهل فيقول : قد شغلهم طلب المعيشة عن طلب ما ينفعهم من تعلم القرآن وغيره ، فيجمعهم في دار خمسين خمسين أقل أو أكثر ، يقول للرجل : لك ما يصلحك ، وعلم هؤلاء أمر دينهم ، وانظر ما أخرج الله عز وجل من فيهم مما يزكى الأرض فرده عليهم . قال : فكان صلاح العباد والبلاد ، فقبّل ابن المبارك جبهته وقال : يا معلم الخير من يحسن هذا غيرك .. 
 
و القاعدة التاريخية تقول الناس على دين ملوكها فالملاحظ لحال تلك البلاد مؤخراً سيعلم أن ما اقترفه حكامها أشد نجاعة مما حرص عليه الاستعمار سنين طويلة فكثرت الإباضية و عادت القبورية من جديد دون أن نغفل امتداد المخطط الشيعي و لمحة صغيرة على اليوتيوب تبين بما لا شك فيه سقوط الشعب الإماراتي في فخ التفسخ الأخلاقي في أرض كانت من السباقين لدين التوحيد ...و تعتبر قضية الجزر الإماراتية الثلاث المحتلة من إيران وسيلة الالهاء و إلجام أي صوت تحرري و اسقاط تهمة الخيانة العظمى التي تقود لحبل المشنقة ..لكن بحث تاريخي صغير سيبين أن أهل الحكم هم السبب في سقوط الجزر الثلاث في أيدي إيران حيث تمت صفقة مثيرة بين حاكم رأس الخيمة (صقر القاسمي) وايران تم بموجبها بيع ثلاث جزر إماراتيه مقابل 20 سياره فخمة ومبلغ كبير من المال هكذا اذاً الجزر بيعت ولم يتم إحتلالها كما يقال 
 
نفس الاتحاد السوفييتي عندما باع الاسكا للولايات المتحده ب سبعة ملايين دولار ولم نسمع يوماً أنّ روسيا طالبت بالاسكا و قد نقلت خبر البيع عديد الوثائق المسربة و التي توجد عند الطرفين و ما أشبه أمس باليوم فقد أعلنت بريطانيا أيامها انها ليست مستعدة للدفاع عن الجزيرة الإماراتية ما جعل الصفقة تتم بشرعنة رسمية بعدم القدرة على المجابهة ليستمر التطاول حتى بلغ أقصاه في تسعينيات القرن الماضي لتصير تلك الجزر وسيلة ضغط و سيطرة إيرانية على مضيق هرمز و الخليج العربي ...
 
و حدثٌ كهذا كان يجب أن يجعلَ الإمارات تفكر آلاف المرات في تحسين ترسانتها الدفاعية و عدم التواكل على غيرها لكن الإجتماع الأخير لوزراء الدفاع يبين بما لا شك فيه أن التاريخ لديهم رجل ميت لا يستفاد منه ...من الجانب السياسي لم يعرف للإمارات مواقف راسخة في القضايا العربية فقد وقفت و مولت الإنقلاب في مصر بل و أعلنت جماعة الاخوان المسلمين جماعة ارهابية معلنة بذلك القطيعة مع شريحة كبيرة من المسلمين المنتهجين بذلك المنهاج و المبكي أكثر هو تصريحات ضاحي خلفان التي اعتبر فيها حماس أشد خطرا علينا من الصهاينة و كثيرون يرجحون تواطئ شرطة دبي في مقتل القيادي في كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس محمد المبحوح فكي يكونوا خير سند لأهل المقاومة صاروا معينا عليهم فسبحان مبدل الأحوال ...
و الدول بمثل ناتجها الداخلي و قوتها الاقتصادية لها القدرة على تغيير خريطة القرارات السياسية لكن لم يحدث شيئ من ذلك بل كانوا دائما صوت أمريكا في المنطقة حيث توجد قاعدة أمريكية و فرنسية جعلتا نقطة الانطلاق لقصف العراق حين حرب الخليج الثانية و تنفيذ الإغتيالات في اليمن و الصومال و السودان بواسطة الطائرات بدون طيار ...
 
و لم يكفي حكامها ما قدموا من خدمات جليلة لكل هدام للدين فقد قاموا بدعوة بابا الكنيسة الارثوذوكسية تواضرس الثاني حيث مكث خمسة أيام هُلِّلَ له فيها بقدومه و التقى فيها بكبار مسؤولين الدولة و لكأن شيخنا محمد الغزالي يصف حقا ما يحدث في كتابه قذائف الحق حيث فضح سبل الاقباط في نشر دينيهم بتواطئهم مع السلطات الحاكمة من أجل خلق توازن ديني بين الطائفتين و ضمان مباركة البابا-المعصوم- نقول لهم هيهات تم هيهات أن تخرجواعن الطوق أوأن تسرحوا خارج عقالكم اكتر مما هومسموح به ,فأنتم مجرد خونة صهاينة مرتزقة متخلفين،فمهماعلا شأنكم بأموال البترول فان عقولكم لايتعدى حجمها حجم حلزون. والحساب قادم لا محالة
كتبه / معاذ العماري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق