السبت، 15 أكتوبر 2016

هل نحن فعلا ضد الظلم ؟

هل نحن فعلا ضد الظلم ؟
------------------

هل هناك مبرر لقتل مدنيين وقت الحرب؟ الاجابه سهله جدا. كلنا سنقف معها. بالطبع لا. و هناك من سيضيف الايه القرآنية:
وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ﴾ [البقرة: 190].

و هناك من يضيف ايضا ومن وصايا أبي بكر لأمراء الجُند: "لا تقتلوا امرأةً، ولا صبيًّا، ولا كبيرًا هَرمًا، ولا تقطعوا شجَرًا مُثمرًا، ولا تُخرِّبُنَّ عامرًا، ولا تَعقرنَّ شاةً ولا بعيرًا إلاَّ لمأكلة، ولا تُغرقُنَّ نخلًا ولا تحرقنَّه، ولا تغلل، ولا تجبُن"
كلام جميل و نظريا كلنا مقتنعون به حتى يبدأ التطبيق الفعلي.
- نحن ضد نظام السيسي لانه قتل الابرياء و استولي علي الحكم دون سند قانوني. فقط بقوه السلاح.
- و ضد نظام بشار سفاح دمشق.
- و لكننا مع السعوديه التي تقتل الابرياء في اليمن. كيف يستقيم هذا؟ و نجد الف حجه و مبرر. فتاره لان الحوثيين بدءوا و البادي اظلم! و تاره لان الحوثيين شيعه! ما ذنب المدنيين؟ و هل يقتل المرء الان لانه شيعي او حتي صيني او هندي؟
- و في عدم اتساق مع النفس، نقف مع السعوديه التي مولت انقلاب السيسي! في نفس ذات الوقت!
- ثم اننا او لنقل بَعضُنَا و ياللعجب يقف مع صدام حسين و هو ديكتاتور دون شك. و قتل من الاكراد و السنه و الشيعه من قتل دون تمييز. و عذب و اعتقل مثله مثل اي ديكتاتور عربي و اسوء. و لكن بقدره قادر فنحن نحّن له لانه سُني. فقط.
و الاسئله هنا:
١- هل نحن ضد الظلم مثلما امرنا الاسلام. ام نحن فقط ضده طالما مورس ضد اهلنا و عشيرتنا؟
٢- هل نحن مسلمون من تعريف الاسلام كدين عالمي بصرف النظر عن القوميه و العرق و اللون و كون المسلم عربي او عجمي و ان رسولنا الكريم بعث رحمه للعالمين؟ و اننا ضد الظلم أيا كان الظالم او المظلوم.
ام اننا ضد الظلم و الظلمه فقط عندما يقع ضد من نعرفهم انهم اهلنا و عشيرتنا؟
احترس في اجابتك. فحالما ابتعدت عن كون الاسلام دين للانسانيه كلها فقدت إنسانيتك و وقعت في بئر لا قرار له لا ينتهي الا بتعريف اهلك و عشيرتك علي انهم ربما عائلتك او علي افضل الفروض قبيلتك. و هذا بالضبط ما حذر منه الرسول.
و نرحب بأن نسمع إجاباتكم.
و لكن عن انفسنا في جوده فنحن ضد الظلم أيا كان الظالم او المظلوم. و مقتنعون انه لا تزر وازرة وزر اخرى. فلا مبرر للظلم حتي لو وقع من المظلوم سابقا. 
لذا فنحن ضد بشار في ظلمه. و ضد روسيا في ظلمها. و ضد السيسي في ظلمه. و ضد السعوديه في ظلمها. و ضد الامارات في ظلمها. و ضد كل من ظلم. و مع كل مظلوم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق