رسالة مسربة تكشف ثورة المعتقلين.. و"ضابط بالسجون" يهدد بفرم المعارضين
01/12/2015
حاول قطاع مصلحة السجون احتواء حالة
الغضب المتنامي داخل معتقلات العسكر، في ظل المعاملة القمعية من جانب
الضباط تجاه المعتقلين والزنازين غير الآدمية التي تكتظ بساكنيها، فضلاً عن
التعامل الفاشي مع أهالي السجناء في الزيارات والتي كان آخرها مطلع
الأسبوع في سجن طره والذي شهد حالات تعدٍّ على الأهالي وإلقاء الطعام على
الأرض وتفتيش الزوار بصورة غير آدمية.
ورد المعتقلون على انتهاكات مصلحة السجون،
بهتافات مدوية داخل الزنازين تناهض الحكم العسكر وبلطجة الوزارة الأمنية؛
ما أجبر الداخلية على التدخل سريعًا لاحتواء الأزمة، وعدم تسربها إلى وسائل
الإعلام، حتى لا تسهم في تفاقم حالة الغليان المسيطرة على الشارع خاصة بعد
جريمتي قتل المواطنين داخل أقسام الشرطة في الأقصر والإسماعيلية.
أحد المعتقلين، كشف - في رسالة مسربة من
داخل سجن طره اختص بها "الحرية والعدالة" - أن العميد محمد علي حسين، رئيس
مباحث قطاع مصلحة السجون، اجتمع مع عدد من السجناء من أجل امتصاص غضبهم في
مشهد عنصر بامتياز، بعد أن خالف حديثه الأجواء التي تم خلالها اللقاء داخل
أسوار سجن طره، حيث أخذ يلوح بسلاحه طوال اللقاء في وجه المعتقلين وسط
حراسة مشددة من الكلاب البوليسية ومليشيات مجمع السجون.
وزعم علي في بداية حديثه أن مصلحة السجون
جهة محايدة ولا دخل لها بالصراعات السياسية خارج أسوار السجن، مشيرًا إلى
أنه يدرك أن أكثر الحضور من المحترمين وأساتذة الجامعات والقول الفصل بين
أطراف النزاع هو شامخ الانقلاب.
وأضاف: "أنا هنا طرف حيادي، ومن أول ما
بتدخلوا أنا مسئول عنكم وعن أكلكم وشربكم، ومليش دعوة خالص بالسياسة"،
متابعا: "أنتم عارفين إن الانتخابات شغالة والقوات كلها بتأمن فى الشوارع
وعلى أتم الاستعداد وخلصنا الاستحقاق الثالث من خارطة الطريق".
وناقض رئيس المباحث نفسه بالحديث في الشأن
السياسي، قائلا: "السيسي قوي، والعرب فرحانين بينا، والعالم كله بيركع
للسيسي، وإحنا مكملين"، ليقاطعه أحد الأحرار: "وإحنا كمان مكملين".
وانفعل الضابط بشدة ليدخل في وصلة من سب
الدين والألفاظ البذيئة لجميع الحضور، ويتخلي عن حديثه الدبلوماسي، قائلا:
"أنا بتكلم بالراحة وده أول وآخر إنذار، واللى هيتكلم فيكم هطلع ......"،
وقام بسب الدين مجددا.
ورفض المعتقلون بذاءة العميد، ليواصل حفلة
الألفاظ الخادشة للحياء والسباب الفاضح: "إحنا الأقوى، وربنا لنفرمكم
كلكم"، لينهي الزيارة دون أن يتطرق الحديث لأهم أسبابها والمتعلقة بحقوق
السجناء واحترام الأهالي والمعاملة غير الآدمية للمواطنين.
ويشهد الشارع المصري حالة من الغضب المتنامي
على خلفية جرائم الداخلية وانتهاك مليشيات الشرطة حرية المواطنين، حيث
خرجت مظاهرات حاشدة فى الأقصر على خلفية قتل المواطن طلعت شبيب تحت وطأة
التعذيب، وبالمثل كان المشهد في الإسماعيلية بعد تعذيب الطبيب حسن عفيفي
داخل قسم الشرطة حتى لفظ أنفاسه، فضلا عن مشاهد البلطجة المتكررة والاعتداء
اليومي على المواطنين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق