الاثنين، 9 مارس 2015

جمال خاشقجي والرقص على السلم بقلم: د.عز الدين الكومي



جمال خاشقجي والرقص على السلم

بقلم: د.عز الدين الكومي

بداية لا أريد أن أخوض في من هو جمال خاشقجي؟ هو ليبرالي سعودي مثله مثل كل الليبراليين العرب يؤمن بالديمقراطية والحرية، متى فتحت باب الشرور والفساد والعري والعهر الإعلامي والاختلاط وكل الرذائل على مصراعيها تحت زعم ما يسمى بالحرية الشخصية، ويكفر بها إذا كانت ديمقراطية صناديق وانتخابات حرة نزيهة، بل الويل كل الويل لها إذا جاءت الديمقراطية بالإسلاميين فتكال التهم للشعوب بأنها شعوب جاهلة ولا تفهم وهى شعوب متخلفة وتحتاج لوصاية ليبرالية.

بل يتبجح أحد كهنتهم عندما يحاول أن يوهمنا بأن الديمقراطية لا تعني حكم الأغلبية.

والمدعو جمال خاشقجي عاشق الحياة الأمريكية وبلاد العم سام، فهو من المؤيدين للاحتلال الأمريكي لأفغانستان، واصفا إياه بالعادل لأفغانستان، وكان من المؤيدين لاحتلال أمريكا للعراق واصفا إياه بالتحرير، وهو الذي بدا منتشيا على قناة -العبرية- يوم سقوط بغداد ويطالب القوات الأمريكية بعد الترحيب بها ألا يقتصر دورها على تحرير بغداد بل يجب أن يمتد إلى كل الأنظمة الدكتاتورية العربية.

وهو الذي طالب بمحاربة حلقات التحفيظ وتنقية المناهج في المملكة بزعم أنها تولد الإرهاب، وكم أصابتني دهشة عندما علمت أن كل ما طالب به إبراهيم عيسى بعد الانقلاب المشئوم، طالب به خاشقجي ومن معه من رويبضات جريدة الوطن العلمانية من قبل.


وكم قاد جمال خاشقجي حملات تحريض ضد علماء سعوديين، انتهت في مجملها لصالحه بدعم النافذين العلمانيين في البيت السعودي والبلاط الملكي من أمثال خالد بن فيصل مالك جريدة الوطن الذي ترأس خاشقجي تحريرها، والتويجري، وغيرهم، وهو لا مانع لديه أن يأكل على كل الموائد ويلعق كل الأطباق.

يقول المدعو خاشقجي أنه مستعد كعادته في جرأة وكذب الليبراليين العرب أن يجزم بأن «الإخوان المسلمين» لم يُذكروا أبداً خلال الساعات التي أمضاها الرئيسين مع الملك سلمان، يقصد هنا زيارة كل من قائد الانقلاب والرئيس التركى رجب طيب أردوغان، ولا أدرى من أين له هذا الجزم إلا ما يثار حوله من أنه قريب من دوائر اتخاذ القرار السعودية!.

ويضيف قائلا: كثير من الإعلاميين والمعلِّقين السياسيين كانت لهم وجهة نظر أخرى، وانقسموا - على طريقة محللي كرة القدم- كلّ ينحاز إلى فريقه المفضّل، بين قائل إن الرياض بصدد فتح صفحة جديدة مع الحركة العابرة للحدود، وآخر يحذّر من خطر ذلك، بل ذهب رجل أعمال إماراتي شهير إلى أن نشر مقاله على نصف صفحة في صحيفة كويتية، دعا فيها بعبارات «حادة» السعودية ألا تفرش السجاد الأحمر للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قائلاً: «إنه لا يستحق ذلك بحكم علاقاته بالإخوان». بالطبع، لم تلتفت المملكة إلى مثل هذا الكلام، وفرشت السجاد الأحمر، وفتحت صفحة تعاون واسعة مع الأتراك.

وأنا أقول لليبرالي الحاقد لو كانت الإخوان قضية هامشية كما زعمت، لما أثارت الرعب لدى الدول الاستعمارية الكبرى فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية، فاجتمع سفراء الدول الثلاث في منطقة فايد بالإسماعيلية، وقرروا التخلص من الإمام البنا وجماعته، وألقوا بالقرار في حجر رئيس وزراء مصر آنذاك محمود فهمى النقراشى عام 1948.

ولماذا عبد الله أنفق كل هذا الأموال عبر التويجري، ولماذا الإمارات تفتح حسابات لكل من المخابرات وحركة تمرد كما جاء في تسريبات زعيم عصابة الانقلاب لكى ينقلب على الشرعية والتجربة الديمقراطية التى لم ترق لك ولأمثالك من ليبرالى السبوبة، لأنها جاءت بالإخوان وهذا يعني أحد أمرين، إما أن عبدالله كان سفيها معتوها مخبولا أهطلا مجنونا مراهقا بعد أن رده الله إلى أرذل العمر يبذر أموال المسلمين السعوديين، وكان يجب عليك أيها الليبرالى أن تطالب بالحجر على السفيه حسب حكم الشرع والقانون.

وإما أن الأمير السعودي سعود بن سيف النصر الذي خرج قبل أيام وطالب بمحاسبة من أسماه المدعو الذي تقاسم المليارات مع جنرلات الجيش المصري من قوت الشعب السعودي، وأضاف (بما أنه لا أحد يعرف الأساس الذي أعطى المدعو وعصابته مبلغ 20 مليار دولار، هل هى قرض أم منحة؟، لماذا لا يسأل القائمون على التبذير وتبديد خيرات الشعب السعودى أمثال المدعو التويجري على جنرلات مصر؟).

وإما أن تكون قرارات الملك سلمان بالإجهاز على ما عرف بجناح التويجرى المرتبط بأبناء زايد مجرد عبث لا معنى له ويكون بذلك مجرد مراهق سياسي واتحداك أن تقل هذا!!

الإخوان يا خاشقجي ليست قضية هامشية كما زعمت، الإخوان مشروع أمة كبير هى بمثابة رأس الحربة منه، لكن عمى الآلوان وعمى البصر والبصيرة الذي سيطر على حكام الخليج، حجب عنهم الحقيقة، فصاروا يتوهمون أن الإخوان أعداء ألداء، ورحم الله الملك فيصل بن عبد العزيز ملك السعودية في حديثه عن الإخوان: هم أبطال جاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله ولقد سمعنا عن جهادهم وما قاموا به من دور البطولة التى لم نسمع عنها إلا في صدر الدعوة الأولى.

الإخوان يا خاشقجي تعنى النضج السياسى والمصداقية والفهم العميق البعيد عن سطحية الحكام المراهقين، وسيشهد التاريخ أنه لم يكسر قلم في عهد الرئيس مرسى ولم يعتقل صاحب فكر أو رأى، ولم يضيق على أحد من الذين أسأوا للرئيس، ولكن يبدو أن الديمقراطية في عرفكم يا "ليبرالية العرب"، ديمقراطية لها أنياب كما قال السادات.

الإخوان تمثل الطهر والعفاف والتعفف عن المال العام، وعن كل ما هو محرم في الشرع الكريم، لقد شغل الإخوان عددا غير قليل من المناصب التنفيذية والبرلمانية لم يثبت تورط واحد منهم لا في قضية أخلاقية ولا مالية ولا مخلة بالشرف ولا تجلب الاشمئزاز والقرف.

الإخوان تربوا على أن يكونوا أهل إصلاح وإعمار، لا إفساد وتخريب، وأنهم أهل عدل وخير لا ظلم وانتقام، وأهل أمانة لا أهل خيانة، غايتهم شريفة ووسيلتهم إليها نظيفة.

ويتابع الليبرالى المتحزلق -وهو يتحدث- قائلا حال الشرق المتهاوى لم تعد تحتمل هذه الصراعات العبثية بل يجب إخراج عنصر الإخوان وكل صاحب هوى أو أطماع ضيقة من المعادلة، وصناعة موقف فاعل لوقف حال التداعى.

من الذي أوصل الشرق إلى هذه الحال المزرية سوى سياسات العسكر وأذناب المستعمر وسياسات ملوك الطوائف والتبعية الغربية، ونخب العار الكارهة للدين والتى تريد المروق من كل قيمة التى تزعم أنها مسؤولة عن تثقيف الأمة.

وهل الإخوان هم السبب في نشوء الصراعات في المنطقة أم أنهم أعقل مما تتوهم، وكم رفض الإخوان طوال فترة حكم الرئيس مرسى الحديث عن الخليج وخاصة السعودية للحفاظ على استقرار المنطقة.

الإخوان لديهم مشروعات قومية ووطنية لخدمة بلدهم والنهوض، بها كما أعلن الدكتور مرسى أننا نريد أن نمتلك غذاءنا ونصنع دواءنا ونصنع سلاحنا، ترى هذا التوجه من الاستقلالية والتحرر من التبعية هل كان سيعجب أسيادك.

وكم حاول خاشقجي أن يخلط الأوراق دون أدنى حياء أو خجل على عادة الليبراليين العرب، وإلا متى دخل الإخوان في حلبات صراع إلا من أجل مشروع أمتهم، وإلا من الذي دعم الحوثيين في اليمن لقتل الإخوان والقضاء عليهم أليست الإمارات باعتراف الملك سلمان نفسه؟ ومن الذي تآمر لإسقاط الرئيس المنتخب في مصر أليست الإمارات ومليارت عبدالله؟ ومن الذي دعم حفتر في ليبيا وزوده بالسلاح والعتاد أليست الإمارات وبمباركة سعودية؟ ومن الذي مزق العراق ومكن للشيعة هناك؟ ومن الذي أسس داعش؟ وارجع لتصريحات رئيسة الإرجنتين في الأمم المتحدة!!.

الإخوان لديهم مشروع الخلافة الإسلامية على منهاج النبوة، ويعدون له خطوات تتناسب مع عظم التبعة، لكن كرهك كاليبرالى للإخوان ومن قبل كرهك للإسلام، أصمك عن أن تنطق بكلمة الحق أو تصدع بها.. وأعماك عن رؤية الحقائق الدامغة مع أنك على أرض الحرمين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق