الخميس، 5 مارس 2015

في زمن الانقلاب: حماس إرهابية واسرائيل «قريبة»!! بقلم: عامر شماخ



في زمن الانقلاب: حماس إرهابية واسرائيل «قريبة»!!

بقلم: عامر شماخ

بمجرد أن تشاهد فيديو أوبريت (مصر قريبة) لن يأخذك العجب بخصوص تصنيف إحدى المحاكم المصرية حماس منظمة إرهابية، فهذه هي مصر الانقلاب، بلد اللامعقول، بلد إنكار المعروف والاعتراف بالمنكر، بلد صار فيه الفاسق مؤمنًا والمؤمن فاسقًا، والطاهر وضيعًا، والوضيع طاهرًا ولا حول ولا قوة إلا بالله.

استمعت إلى فيديو للعكش (ذلك الرويبضة لسان حال الانقلابيين) منذ أسبوع يؤكد فيه -عدة مرات- أن «إسرائيل» ليست عدونا المرحلى -إي والله، هكذا قال هذا الإعلامي، ما يعني أن مصر التي ولدنا ونشأنا فيها وعشقنا ترابها ليست ذلك البلد الذي تدنس بعصابة أحالت نوره ظلمات وأفراحه أتراحًا وعبأته بالبلايا والأوجاع.

لم أفاجأ إذًا بذلك الحكم الذي يعتبر حماس منظمة إرهابية، بل أتوقع -ما بقيت تلك العصابة تحكمنا- أن تصير هذه الديار ديار حرب، يحاد فيها الله ورسوله وتمنع فيها الصلوات الخمس، وقد وقعت إرهاصات ذلك بقتل المؤمنين إلا أن يقولوا ربنا الله، من الطبيعي إذًا أن تصبح حماس (المدافعة عن شرف وكرامة الأمة) إرهابية؟!، و«إسرائيل» صديقة متعاونة؟! والإخوان المسلمون أعداء الشعب والوطن؟!

في أزمنة اللامعقول قد يدان الشريف لشرفه، وقد يعلو الحقير لحقارته، لكن لم نسمع في تاريخ الأمم والشعوب أن عدوًا عقائديًا صار وليًا أو صديقًا -إلا في مصر الآن.

ففي مطلع الجزء السابع من القرآن الكريم نقرأ: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا اليَهُودَ والَّذِينَ أَشْرَكُوا} [المائدة: 82]، فهل نسخ الانقلابيون هذه الآية من القرآن؟! أم لم يعد يعنيهم قرآن ولا سنة بعد اتهام زعيمهم المسلمين بالعنف والإرهاب، واتهام نصوص كتابهم بالتحريض على العنصرية والقتل؟! إن الميت لا يشعر بالوخز، والسائر في الظلمات لا يهتدي إلى الطريق الصحيح، وكذلك المعادي لدين الله عز وجل، لا يتبين له الحق من الباطل، بل هو إلى الباطل أقرب، وهو يزين لنفسه هذا الباطل حتى يصير في نظره هو الحق الذي لا حق بعده، ما يستوجب بذل قصارى جهده للدفاع عنه..

من ثم فإن الانقلابيين يرون حماس إرهابية، والإخوان مجرمين، ويرون نساء مصر رخيصات، وبناتها متحللات باحثات عن رجال الخليج، ويرون رجال المحروسة -كما رأينا في فيديو مصر قريبة- إما عربجية أو بطالين لا عمل لهم، أو نصابين لا يقع نظرهم إلا على جيوب العرب الممتلئة بالدراهم والدنانير.

لا يرى الانقلابيون ما يراه الأسوياء، لا يرون أن حماس تقع ضمن منظومة الأمن القومي المصري، وأنها خط الدفاع الأول والدرع الواقية لأرض مصر إذا شرع الصهاينة في احتلال سيناء وما بعدها، لا يرى العسكر ذلك، بل يرون فقط أن حماس فرع للإخوان المسلمين في فلسطين أسسها الشهيد البطل أحمد ياسين، وتناسوا أنها تضم خيرة شباب الأمة وزهرة مجاهديها، وهذا ما يغيظ القوم، إذ لا يذكر الإخوان إلا وتشمئز قلوبهم، كمثل الشيطان يغتم لعلو الصالحين واندحار المفسدين، ويسعد ويفرح لظهور الإباحيين وتلاشى وذهاب الربانيين.

أؤكد: مصر ليست العسكر، إنما تلك مرحلة علا فيها الباطل ولن تطول إن شاء الله، وإن مصر بأغلبيتها الغالبة المسلمة بخير والحمد لله، ولن يغيرها ذلك الحمق والغباء.. مصر لن تتسول ولن تمد يدها لأحد، أما الذين يمدون أيديهم بالسؤال فهم المرضى النفسيون الذين لا يحسبون تصرفاتهم، ولا يستحيون، ولا يقدرون عزة وكرامة هذا الشعب.

مصر نساؤها بخير، ورجالها كذلك، إنما رجالها أنا وأنت، ونساؤها أمي وأمك وأختي وأختك وزوجي وزوجك وابنتي وابنتك، لسن هن اللاتي ظهرن في الكليب الفاضح، اللاتي ظهرن هن نساء الانقلاب، اللاتي يعتبرن ما قمن به فضيلة وعفافًا.

وحماس كالجبل، لا يهزها ريح، بل يزيدها هذا الحكم عظمة واحترامًا؛ لأنه حكم صادر عن نظام حرام.. ستبقى حماس هي تاج الرأس وعز الدهر، إننا نتفاخر بها أنها هي التي أنقذتنا من الوحل الذي أسقطنا فيه العسكر، وأنها هي التي أعادت الكرامة للجيوش والعروش المنهزمة، وهي التي نستأنس بها في زمن باع فيه العسكر كل شيء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق