بعد التسريبات.. نيويورك تايمز: الإمارات لعبت دورًا كبيرًا في إسقاط مرسى عن طريق المخابرات وتمرد
هذا ما خلصت إليه صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في تقريرها عن التسريبات الأخيرة من مكتب عبدالفتاح السيسي.
وتكشف التسريبات الأخيرة عن التمويل الإماراتي الهائل الذي وُضِع تحت تصرف الجيش والمخابرات المصرية؛ للتخلص من حكم جماعة الإخوان المسلمين ممثلة في مرسي، بل إن الأمر وصل لتدخل الإمارات في تنظيم ما يسمى 30 يونيو.
وإلى النص الكامل التقرير:-
تسجيلات صوتية لمسؤولين مصريين كبار تم تسريبها أمس الأحد تظهر أنّه إبان فترة تولي مرسي رئاسة البلاد، أعطت الإمارات العربية المتحدة وزارة الدفاع المصرية آنذاك أموالًا؛ لتقود الأخيرة حملة احتجاجات ضد مرسي.
التسجيلات، والتي لم يتم التأكد من أصالتها، تشير إلى أنّ كلًا من الجيش المصري وداعميه في الإمارات لعبوا دورًا أكثر نشاطا في إثارة الاحتجاجات ضد مرسي في يونيو عام 2013 أكثر مما اعترف به الطرفان.
عبدالفتاح السيسي، والذي كان وزيرًا للدفاع آنذاك، قال إنّه عندما قاد حملة الإطاحة بمرسي كان يتصرف استجابةً للاحتجاجات المنادية بإسقاطه.
التسجيلات الصوتية هي الأحدث في سلسلة طويلة من التسريبات لاجتماعات خاصة ومكالمات هاتفية لمسؤولين كبار في وزارة الدفاع المصرية وجميعها بُثت عبر منافذ إعلامية إسلامية تعارض السيسي.
مسؤولون مصريون قالوا إن التسجيلات مفبركة غير أن العديد من المعلقين يتعاملون معها وكأنها حقيقية ويعطونها قيمة في الرأي العام داخل البلاد.
ويقول محمد حسنين هيكل وهو مؤرخ وصحفي مقرَّب إلى مسؤولين بارزين في وزارة الدفاع، وذلك عندما سُئِل في مقابلة عن التسجيلات المسربة الأخيرة "كل شيء تحت المراقبة.. مضيفًا أنه وسط جميع تلك الاضطرابات في البلاد، ليس من المستغرب أن يتم صناعة مثل تلك التسجيلات.
ويتابع "من يسجل خلال وقت الفوضى؟" "الجميع يسجلون خلال وقت الفوضى".
التسجيلات الأخيرة خرجت عن قناة "مكملين"، وهي قناة فضائية إسلامية مقرها مدينة اسطنبول التركية، ويظهر أن تلك التسجيلات تمت في أحد مكاتب وزارة الدفاع ويعود تاريخها لما قبل نهاية فترة رئاسة مرسي.
وتظهر أنها سُجِلت للواء عباس كامل مدير مكتب السيسي وكبير مساعديه، وهو يتحدث هاتفيا مع اللواء صدقي صبحي وزير الدفاع الحالي، والذي كان وقتها رئيسا لأركان حرب القوات المسلحة المصرية.
وتظهر التسجيلات أيضًا ما يبدو وأنهم كانوا يناقشون فيما يتعلق بحساب بنكي يتحكم به مسؤولون كبار في وزارة الدفاع استخدمته حركة "تمرد"، الحركة التي دعت لاحتجاجات 30 من يونيو عام 2013 للمطالبة بالرحيل المبكر لمرسي.
وخلال التسجيل يبدو أن كامل يخبر صبحي بما يلي: "يا فندم، إحنا حنحتاج 200 بكرة من حساب تمرد، أنت عارف سيادتك اللي هو الجزء بتاع الإمارات اللي حولوه".
على الجانب الآخر، لم يظهر التسجيل ما يقوله اللواء صبحي، لكن يتضح أنه تحدث عن المخابرات المصرية؛ حيث يرد عباس قائلا: "مخابرات إيه يافندم؟ بتوع المخابرات؟ فاكر سيادتك الحساب اللي جه لصالح تمرد؟ هنحتاج منه 200 بس، 200.000 أه".
مرسي، الرئيس الإسلامي المدعوم من قبل جماعة الإخوان المسلمين، كان أول رئيس مصري منتخب انتخابا حرًا، لكنه تولى سدة السلطة لمدة عام فقط قبل أن يتم عزله في 3 من يوليو عام 2013، وكان واضحًا طوال فترة ولايته القصيرة أنّه لم يكن يحظَ بشعبية كبيرة بين المسؤولين الحكوميين المحتفظين بمناصبهم، من حكومة سلفه حسني مبارك.
العديد من النشطاء والمعلقين قالوا في عام 2013 إنهم يعتقدون أن خدمات المخابرات المصرية لعبت دورا في مساعدة تمرد لكن لم تظهر أدلة ملموسة على ذلك، وعندما خططت تمرد لموعد الاحتجاجات ضد مرسي، ألمح السيسي بشكل غير مباشر إلى أنه قد يتوسط إذا كان معدل المشاركة في الاحتجاجات كبيرًا، ما يبدو وأنه يشجع أولئك الذين يأملون في استيلاء الجيش على السلطة.
وبمجرد أن تمت الإطاحة بمرسي، أعلنت كل من الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية بسرعة وبوضوح موافقتهما على تلك الخطوة، وأصبحتا المانحتين الرئيسيتين للحكومة الجديدة، وبالإضافة لتمويل الاحتجاجات، تظهر التسجيلات المسربة أن الإمارات والجيش المصري لعبا أدوارًا نشطة في تنظيم تلك الاحتجاجات.
المتحدث باسم الجيش المصري اللواء محمد سمير عبدالعزيز رفض التعليق أمس الأحد فيما يتعلق بالتسجيلات وأحال جميع الأسئلة لمكتب السيسي، وبدوره لم يجِب المتحدث باسم مكتب السيسي على طلب التعليق على التسجيلات.
ومنذ الإطاحة بمرسي، عانت مصر من سلسلة من الهجمات على قوات الأمن، والتي أسفرت عن مقتل آلاف من الجنود وضباط الشرطة، وكان آخر تلك الهجمات أمس الأحد، عندما انفجرت قنبلة صغيرة بالقرب من قسم شرطة في محافظة أسوان، حسبما أفادت وسائل إعلام حكومية ما أسفر عن مقتل مدنيين اثنين وإصابة 9 آخرين، وهي الهجمات الأولى من نوعها التي تقع بالقرب من أحد المواقع الرئيسية في أسوان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق