الاثنين، 19 يناير 2015

آيات عرابي تكتب | مبادرة ” احنا الحل ” مباراه من خارج الملعب !!


 آيات عرابي تكتب | مبادرة ” احنا الحل ” مباراه من خارج الملعب !!
 آيات عرابي تكتب | مبادرة ” احنا الحل ” مباراه من خارج الملعب !!

 كنت أود من كل قلبي تفادي الحديث عن المبادرة المقدمة من الأستاذ عمرو عبد الهادي, وأنا من عادتي أن اقدر أي مجهود في اتجاه توحيد الصف على الرغم من حدة انتقادي لمن اسميهم بالثوار الكيوت, مبادرة الأخ العزيز أ. عمرو عبد الهادي مع كل الاحترام لشخصه الكريم, اعادتني لسنوات الطفولة الجميلة. حينما كانت المباراة تحتدم بين الفريقين في كرة القدم, دائماً ما كان بعض من ينتظرون دورهم خارج الملعب يعطي ملاحظاته أو يعلن غضبه أو يسب من يلعب أو يحاول الاستحواذ على الكرة حين تقترب منه. بعض البعض احياناً كان يستصعب فترة الانتظار فيخطط للاستحواذ على الكرة, والبعض كان يذهب ابعد من هذا فيتفق مع بعض رفاقه ويشكل الفرق ويعين الحكام ويتمادى بعض هؤلاء احيانا فيحدد النتائج. اعتقد أن هذا ما فعله أ. عمرو عبد الهادي.
أنا هنا لن اتعرض لفيضان الغضب والسخرية الذي انصب على ما قاله أ. عمرو والذي وصل بالبعض إلى تسميتها بمبادرة ( كلو بامية ), ولن اتعرض للاسماء لموقفي الرافض من بعض الاسماء التي عرضها أ. عمرو, وانما سأحاول قدر الامكان ( على الرغم من عدم اقتناعي من الأساس بجدية المعروض او جدواه ) التعرض لمضمون بعض بنود ( المبادرة ) التي اطلقها. المبادرة مثلاً تتحدث عن تفويض الرئيس مرسي لصلاحياته للدكتور أيمن نور, هكذا دون عرض الأمر على الدكتور مرسي ودون أخذ رأيه, ولا اعلم ما هو المعيار الذي تم على اساسه اختيار د. أيمن نور في الاساس ( هنا لا يحق للرئيس الذي انتخبه 13 مليون شخص ان يبدي وجهة نظره أو أن يوافق أو يعترض وليس له الا ان يقبل ما قاله أ. عمرو عبد الهادي والا كان رافضاً للثورة وكأن ما يقوله أ. عمرو هو عين اهداف الثورة ), وهنا تحديداً ارى أن أ. عمرو عبد الهادي قد تجاوز كثيراً حدود المبادرة, وتخطاها وهو هنا يخاطب فريقين, الفريق الأول هم الذين اختاروا الرئيس مرسي وعددهم 13 مليون بامتداداتهم الأسرية, وبامتدادات القصاص التي نشأت بعد الانقلاب, ممن سجن له اقارب أو استشهد جيرانه أو اصيب ابنه, أو … إلى أخر كل تلك الاحتمالات, التي تجعل عودة الرئيس مرسي ليست فقط مطلباً ديموقراطياً, بل هدفاً ديموقراطياً يضاف إليه الثأر الشخصي. ولسان حاله يقول, أنا افهم افضل, انا اخترت لكم !
دعكم من الرئيس الذي اخترتموه ! وانت أيها الرئيس الذي اختاروه, اتفضل امضي هنا وبلاش وجع راس, انجز عشان لسة عندنا تقسيم المحافظات ! ثم يتمادى في خياله ويتصور ان الشعب والرئيس قد وافقا على اختياره, ليبدأ في تعيين محافظين ويختار اسماءهم, ثم الويل لمن يرفض, فمن يرفض تكليفه, يكون خائناً للثورة مطروداً منها حسب ما قاله أخونا الكريم أ. عمرو. والفاشية والخيال لا يقتصرا فقط على تلك النقطة, بل تتجاوز التحكم في اختيارات الشعب الفعلية التي تمت ودماء الشهداء التي اريقت من أجل اختياراته, ويتحكم في اختيارات الشعب المستقبلية, فيقف معلناً أن الاخوان عليهم الا ينافسواعلى أكثر من 30% من مقاعد مجلس الشعب, فبعد أن عين السيد عمرو عبدالهادي رئيساً, فهاهو الآن يضع قواعد المشاركة في البرلمان, وكأني به يقف في احد المطاعم, ليأخذ طلبات أحدى الأسر على الغداء, ويطرقع باصابعه للنادل ليعود من حيث أتى بالصينية التي يحمل عليها الاطباق التي طلبوها, ثم يوجه كلامه للأسرة الجالسة ليفرض عليها انواعاً معينة من الطعام يحظر عليها أن تطلب غيرها, لتكتشف الأسرة بعد وهلة, انه لا يعمل أصلاً في المطعم !
السيد عمرو عبد الهادي يريد الا يشارك الاخوان المسلمين بأكثر من 30% فبعد أن اقصاهم من الرئاسة في خياله, يقصيهم من البرلمان ويفرض عليهم نسبة معينة لا يتجاوزوها, وكأن حتى خياله لا يتسع لمشاركة الأغلبية, أي أنه يحول الاخوان المسلمين اصحاب الاغلبية البرلمانية إلى أقلية بجرة قلم, وهو نفس ما ارتكبه الانقلاب, الفرق هو ان السيد عمرو يمارس الفاشية في خياله, بينما عصابة الانقلاب وجدت في يدها بنادق جاهزة فمارست الفاشية فعلاً !
ثم عين البرادعي واسماءا أخرى ممن دعموا 30 يونيو وتسببوا فيما نحن فيه الآن وتمادى وعين محافظين ووزراء … الخ !!!!

ما فعله عمرو عبد الهادي هو أنه مارس ابشع انواع الفاشية ولكنها مارسها في الخيال وبدون بندقية, ثم قال ان من يمتنع عن ( التكليف ) فهو يرفض الثورة, ومنح صكوك الثورية منذ البداية لمن يتفق معه ونزعها عمن رفض كلامه !
هناك دماء تسفك يومياً وقصص معاناة يعيشها آلاف وقمع اسطوري يتعرض له الشعب, هؤلاء هم من لهم الحق في وضع خريطة الثورة ورفض هذا او الموافقة على ذاك وليس أي شخص آخر مع كامل الاحترام !

السيد عمرو عبد الهادي لعب مباراة كرة من خارج الملعب وحقق اهدافاً وحمل كأس البطولة ولكن من خارج الملعب !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق