الخميس، 28 نوفمبر 2013

شاهين فوزى : بمناسبة مرور 100 يوم على محرقتى النهضة و رابعة العدوية : معالم فى طريق المذبحة


معالم فى طريق المذبحة

بمناسبة مرور 100 يوم على محرقتى النهضة و رابعة العدوية 
الأربعاء, 27 نوفمبر 2013 -
 
بقلم: شاهين فوزى
 
بمرور 100 يوم على محرقتى النهضة و رابعة العدوية  تتكشف لنا أبعاد المجزرة التى وصفتها ( هيومن رايتس ووتش) بأسوأ جريمة قتل جماعى فى تاريخ مصر الحديث  ، ومع استمرار ميلشيات الانقلاب فى قتل الأبرياء واعتقال الأحرار دون جريرة فى رمسيس وفى التحرير وفى دلجا وكرداسة وغيرها  ،وتطور ذلك الى اعتقال الأطفال والفتيات بتهمة رفع شارة رابعة ، وأخيراً الإقتحام الإجرامى للمدينة الجامعية لطلاب الأزهر وقتل الشهيد عبدالغنى محمد جودة (بكارليوس طب الأزهر) ، كل تلك الوقائع الدموية أثبتت استهانة الانقلابيين  بسفك دماء المصريين ، لأن نجاح الثورة يعنى اجتثاثهم من جذورهم والقصاص من كل من خطط  وحرض  و ارتكب تلك الجرائم ، وفى تأملنا للطريق المؤدى للانقلاب و للمذبحة تتبين لنا عدة معالم  بارزة:
- أن أمريكا واسرائيل هم صانعوا الانقلاب و ممولوه هم حلفائهم من أعداء الديمقراطية وخصوم الاسلاميين فى إمارات الخليج ، أما السيسى و العسكر والمخابرات  فيمثلون شريكاً أساسياً للأمريكان والصهاينة فى الحرب على الارهاب وفى حصار غزة و فى ضمان الهوية العلمانية للدولة المصرية و حماية أمن اسرائيل (( أكد ذلك وكيل المخابرات السابق لواء / محمد رشاد صراحة فى حواره مع (اون تى فى) فى 14 نوفمبر))  لكنهم فى النهاية أدوات ذات صلاحيات جزئية ،وفى هذا الإطار نفهم مناورات واشنطن لتبيض وجه السيسى وآخرها دور روسيا التى تعد جزءاً من منظومة الحرب على الارهاب وحليفة اساسية للصهاينة بخلاف دعمها لنظام بشار المجرم فى سوريا ، و نذكر هنا تصريح أوباما عن حكم الرئيس مرسى  فى 13 سبتمبر2012 (مصر الآن ليست حليفة ولا عدوة للولايات المتحدة).   
- تبين من التسريبات الأخيرة أن العسكر قد سعوا إلى عزل الرئيس الشرعى على إثر ثلاثة  أحداث فاصلة :
1- قيامه بعزل طنطاوى وعنان رغماً عن إرادة العسكر للمرة الأولى فى التاريخ الحديث فى 12 أغسطس 2012
2- قيامه بوقف العدوان على غزة بل وارسال رئيس وزراء مصر هشام قنديل ومدير المخابرات محمد رأفت شحاته لزيارة غزة تحت نيران القصف الصهيونى ، وهو ما يعنى للصهاينة أن مصر باتت ظهيراً استراتيجياً  للمقاومة الاسلامية.             
3- الإعلان الدستورى الذى فاجأ به الرئيس العسكر والدولة العميقة لرغبته فى إنهاء المسار الانتقالى  المضطرب ، و هو ما أثبت استقلالية قراره عن العسكر والمخابرات ، فمنذ ديسمبر 2012 كان  قرار الانقلاب وكانت ال 6 شهور التالية مسألة ترتيب وتمهيد وشحن إعلامى داخلى وتسويق سياسى خارجى ، حتى نضجت الطبخة فى مارس 2013 حين ظهرت تسريبات المخابرات الممهدة للانقلاب و منها قال يسرى فودة  ( اللهم بلغنا يونيو) ، و
مانشيتات جريدة الفجر25/4/2013 ( الكونجرس : الجيش يعود الى السلطة فى يوليو) ،(وزير الخارجية الأمريكي يقول" لو أن لمرسي ملاكًا يحفظه من الرب لن يستمر أكثر من ستة أشهر!!)  .
-ان  حملة تمرد وجبهة الانقاذ و حزب النور وغيرهم من الظواهر الصوتية السياسية ، لا يمثلون طرفاً اساسية فى الصراع مع الثورة المضادة ، وإنما هم أدوات تم استخدامها إعلامياً باحترافية لشحن الجماهير للنزول فى30يونيو ، ثم كغطاء سياسى للانقلاب أمام المجتمع الدولى ، لذا نلاحظ  تلاشى الكيان الكارتونى الذى أسموه جبهة الانقاذ بمجرد انتهاء مهمته بل رأينا كم الهجوم والتخوين الذى يشن على البرادعى لمجرد اعتراضه على مذابح فض رابعة العدوية.
- على العكس ما زال دور حزب النور فى الملهاة مستمراً ، فى محاولة  لتغيير ملامح الصراع الذى يستهدف الهوية الاسلامية المستقلة فى المقام الأول لصالح أكاذيب عزف عليها متحدثى النور كثيراً  طوال 6 شهور تمهيداً للانقلاب كأخونة الدولة و الخطر من الشيعة و غيرها، ورغم المذابح ما زال الشيخ برهامى ومخيون وبكار وغيرهم يعزفون على نغمة الأخونة وعلى نغمة استغلال الاخوان للمجازر التى طالت أبناؤهم كسباً للتعاطف!!  وعلى نغمة التنظيم القطبى التكفيرى ، و هى إفتراءات لا تخرج إلا من معين المخابرات ، وتدل على أن هؤلاء ما دخلوا السياسة و صنعوا على عين أمن الدولة وتلقوا تعليمات المخابرات و انتشروا فى الفضائيات إلا لمحاربة الإخوان و الإسلاميين المستقلين ( حازم أبواسماعيل) ، ثم كأداة لبسط نفوذ العسكر حين يجد الجد ، فهم لا يعدون كونهم كومبارس يؤدى دوره مثلهم فى ذلك مثل مفتى العسكر على جمعة  و بابا الأزهر  وغيرهم ، و رغم استنكار كافة الاسلاميين لتدنى هؤلاء فى طعن مقاومى الانقلاب فى ظهورهم ، و مهما تدنى هجومهم وتصاعد بهتانهم فهم ظاهرة صوتية وعرض  لمرض الانقلاب المهيمن على الأحزاب والصحف والفضائيات.
-إن ما يجرى من مذابح دموية  وبلطجة واعتقالات وتسخير للقضاء كاداة للبطش وللتنكيل ، يتم فى ظل دعاية عنصرية شيطنت الملايين من المصريين المقاومين للانقلاب ، فواحدة من اهم معارك كسر الانقلاب هى معركة فضح أكاذيب رموز الاعلام الحكومى والخاص المباركة للمذابح وتذكير المواطنين بمواقفهم المتناقضة واللا معقولة ، وكذلك فضح السياسيين من مختلف الاتجاهات بدءاً من المصريين الأحرار نهاية بالنور ممن تغنوا بالديمقراطية والحريات ،ثم انقلبوا على وجوههم ليباركوا الإرهاب العسكرى الجاثم على صدر البلاد .
- أننا يجب ألا نقبل بأى اجراءات ديمقراطية زائفة فى ظل خريطة الانقلابيين ، وأن النفس الطويل هو شرط حتمى للنصر فى معركة كسر الانقلاب ، فنحن لا نواجه العسكر أو الشرطة أو الفلول وحدهم وانما نواجه ارادة غربية خليجية صهيونية انعقدت على العودة بمصر الى عصور الاستبداد والتبعية ، وعلى قدر صعوبة المعركة وضخامتها على قدر الصبر و التضحيات المبذولة فى سبيل النصر .
أما عن اخواننا من المصريين المفوضين للعسكر فواجبنا ان نسعى لتوضيح الحقائق الدامغة والمجازر الدموية لهم وفضح رموز الانقلاب السياسية والاعلامية وكشف زيفها فى الوعى الشعبى ، و لا نملك الا الشفقة عليهم لانهم يساندون طغاة سينكلون بهم عما قريب وهم سادرون فى غفلتهم و كأن أحمد شوقى كان يصفهم حين قال:
اسمع الشعب ( ديون) كيف يوحون إليه                                 ملأ الجو هتافاً بحياةِ قاتليهِ
أثر البهتان فيه وانطلى الزور عليه                                     يالهُ من ببغاءٍ عقله فى أذنيه !!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق