بقلم شهرزاد مصرية : حكايات ما بعد الفض !
===============
منذ ثلاثة أشهر تقريبا , الأربعاء 14-8 ... توقف بي الزمن لمدة 12 ساعة , إستغرقهم فض الإعتصام ... و عندما عادت الساعة للدوران , كنت واثقة أن حياتى لن تعود أبدا كما كانت ...
لن أطيل فى وصف أحداث نعرفها جميعا ... لكن فقط أؤكد انى بعد الفض صرت إنسانة مختلفة كليا .. ما رأيتة يومها ترك بالقلب جرح لن يلتئم ما دمت حية ... يا الله , أحتاج أعوام و أعوام لأرثى إخوانى الذين إستشهدوا ... و الله و كأنى أعرفهم جميعا و تربطنى بهم صلة دم و رحم ... أحتاج الف عام من الحداد .
على المستوى الإجتماعى ... تساقط من حولى الأحياء بأكثر مما تساقط الشهداء برابعة ... توارت كلمات مثل " الصداقة و عشرة العمر و الجيرة " خلف حاجز فولاذى من الشماتة و الفرحة بتفويض أراق الدماء أنهارا ... إنهارت كل هذة الروابط فجأة وذابت كما يذوب الجليد الهش فى يوم شديد الحرارة ... حزنت بعض الوقت على فقدان هؤلاء ... ثم وجدت حزنى على إخوانى أكبر ... ومع الأيام تحول الحزن الى شجن , ثم الى إرتياح بأن هذة المحنة قامت بكشف وجوة لم أكن لأراها بلا أقنعة أبدا لولاها .
و الآن صرت واثقة انى أحيا لهدف كبير يجب أن أسعي الى تحقيقة و أُعلم أبنائى كيف يكملوا الطريق بعدى ... لم تعد الحياة هدفا فى ذاتها ... صرت أقل إهتماما بالتفاصيل اليومية التى كنت أحمل همها و أمضى الليالى أرتب لها ... صار لى هدف أهم و غاية أسمى أسعى الي تحقيقهم ... و أصبحت هذة التفاصيل على هامش الحياة ... أهتم بها و أنجزها لتكتمل الصورة الأصلية فقط .
ترافقنى صور الشهداء و الشهيدات الحبيبة الى نفسي ... فلا أعرف هل رفقتهم تصيبنى بالحزن أم أنى صرت أئتنس بهم و برفقتهم و لو بروحى و وجدانى ... أدعو الله لهم و أعرف أنى أنا من أحتاج لدعائهم و شفاعتهم و أردد لنفسي قوله تعالى( مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُواْ مَا عَاهَدُواْ اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُواْ تَبْدِيلاً الأحزاب:23 ) ... اللهم إغفر لهم و لا تفتنا بعدهم و إجمعنا بهم فى جنة الخلد ... آمين. ... نتمنى متابعتكم لصفحة الكاتبة
===============
منذ ثلاثة أشهر تقريبا , الأربعاء 14-8 ... توقف بي الزمن لمدة 12 ساعة , إستغرقهم فض الإعتصام ... و عندما عادت الساعة للدوران , كنت واثقة أن حياتى لن تعود أبدا كما كانت ...
لن أطيل فى وصف أحداث نعرفها جميعا ... لكن فقط أؤكد انى بعد الفض صرت إنسانة مختلفة كليا .. ما رأيتة يومها ترك بالقلب جرح لن يلتئم ما دمت حية ... يا الله , أحتاج أعوام و أعوام لأرثى إخوانى الذين إستشهدوا ... و الله و كأنى أعرفهم جميعا و تربطنى بهم صلة دم و رحم ... أحتاج الف عام من الحداد .
على المستوى الإجتماعى ... تساقط من حولى الأحياء بأكثر مما تساقط الشهداء برابعة ... توارت كلمات مثل " الصداقة و عشرة العمر و الجيرة " خلف حاجز فولاذى من الشماتة و الفرحة بتفويض أراق الدماء أنهارا ... إنهارت كل هذة الروابط فجأة وذابت كما يذوب الجليد الهش فى يوم شديد الحرارة ... حزنت بعض الوقت على فقدان هؤلاء ... ثم وجدت حزنى على إخوانى أكبر ... ومع الأيام تحول الحزن الى شجن , ثم الى إرتياح بأن هذة المحنة قامت بكشف وجوة لم أكن لأراها بلا أقنعة أبدا لولاها .
و الآن صرت واثقة انى أحيا لهدف كبير يجب أن أسعي الى تحقيقة و أُعلم أبنائى كيف يكملوا الطريق بعدى ... لم تعد الحياة هدفا فى ذاتها ... صرت أقل إهتماما بالتفاصيل اليومية التى كنت أحمل همها و أمضى الليالى أرتب لها ... صار لى هدف أهم و غاية أسمى أسعى الي تحقيقهم ... و أصبحت هذة التفاصيل على هامش الحياة ... أهتم بها و أنجزها لتكتمل الصورة الأصلية فقط .
ترافقنى صور الشهداء و الشهيدات الحبيبة الى نفسي ... فلا أعرف هل رفقتهم تصيبنى بالحزن أم أنى صرت أئتنس بهم و برفقتهم و لو بروحى و وجدانى ... أدعو الله لهم و أعرف أنى أنا من أحتاج لدعائهم و شفاعتهم و أردد لنفسي قوله تعالى( مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُواْ مَا عَاهَدُواْ اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُواْ تَبْدِيلاً الأحزاب:23 ) ... اللهم إغفر لهم و لا تفتنا بعدهم و إجمعنا بهم فى جنة الخلد ... آمين. ... نتمنى متابعتكم لصفحة الكاتبة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق