الجمعة، 29 نوفمبر 2013

عندما يمدحك عدوك بقلم: شريف منصور


عندما يمدحك عدوك


   
 

بقلم: شريف منصور *

 
عندما يمدحك عدوك فإنك تسير في الطريق الخطأ ...
وإذا هاجمك عدوك فأنت إذاً في الطريق الصحيح ...
هذه قاعدة لا تتبدل ولا تتخلف ...
هل يستطيع أحد أن ينكر أن الصهاينة هم العدو الرئيسي لنا ؟

هل يستطيع أحد كائناً من كان أن ينكر أن الصهاينة هم من احتلوا أرضنا وقتلوا أبنائنا وأسرانا وأطفالنا في مذابح مروعة بل وأنتجوا أفلاما يتفاخرون فيها بهذه المجازر؟ ( روح شاكين كمثال )  
هل  يستطيع أحدٌ أن  ينكر أن الصهاينة هم من أدخلوا إلينا المبيدات المسرطنة والأوبئة التي لم تكن تُعرف من خلال التطبيع الزراعي المشئوم ؟
هل يستطيع أحدٌ أن ينكر الصهاينة هم الخطر الأول والداهم على الأمن القومي المصري والعربي ؟
إذا فالصهاينة لا يريدون بنا الخير أبداً مهما حدث "أم لهم نصيبٌ من الملك فإذاً لا يؤتون الناس نقيرا" .. فلماذا يحتفي الصهاينة بهذا الانقلاب العسكري الدموي فى مصر ويقيمون الاحتفالات لحد وصف قائد الانقلاب بالبطل القومي للصهاينة ؟
دعونا نستعرض بعض المواقف لقادة العدو الصهيوني تجاه ما يحدث في مصر منذ الانقلاب العسكري الدموي ؟
- " أورى أرئيل" وزير الإسكان في حكومة نتنياهو والمدير السابق لمجلس المستوطنات اليهودية فى الصفقة الغربية يقترح أن يتم تشكيل وفد يضم نواباً ومستشرقين صهاينة لتيوجه إلى دول أوروبا والأمريكيتين والدول المؤثرة فى آسيا وإفرقيا لشرح الاسباب التى تدعو إلى ضرورة توفير كل أسباب النجاح للانقلاب العسكري فى مصر ومن أجل شرح مخاطر وصول الحركات الإسلامية للحكم .
- وهذا هو "نفتالى بنات " وزير الاقتصاد ورئيس حزب البيت اليهودى اليمينى المتطرف يشير في مقابلة مع القناه العاشرة فى التلفزيون الصهيونى إلى أهمية الدور الذى قام به السيسى في خدمة الصهاينة وكيف أن الانقلاب فى مصر مثل سياجاً فولاذياً يمنع مواصلة تجربة الإسلاميين فى الحكم وأن وقوف العالم لدعم هذا الإنقلاب مهمُ حتى يصبح نموذجاً يتكرر فى بقية البلدان العربية وخوف العالم كله من خطورة مواصلة الإخوان المسلمين لحكم مصر فترة أطول من ذلك ..
وكان "نفتالى بنات " قد صرح منذ شهرين خلال جلسة للحكومة بأنه يجب إطلاق النار على الأطفال الفلسطينيين الذين يلقون الحجارة على المستوطنيين و قال " ما الضير فى قتل العرب. فعندما كنت قائدا فى الجيش قتلت الكثير منهم . وهذا نموذج من النماذج الصهيونية الكثيرة التى تدعم الإنقلاب وقائده.
الغريب فى الامر أن نخب اليمين الصهيونى المتطرف تنادى بضرورة تأمين الدعم المادى الغير محدود للانقلاب . فها هو المعلق العسكرى "رون بن يشاى" ذو التوجهات اليمينيه الواضحة فى مقال نشره فى موقع "واى نت " الإخبارى يشرح الأسباب التى تدعو الغرب لعمل المستحيل لإنجاح الإنقلاب وقال "إن الانقلاب سمح بنشوب حرب ضد كل الذين يحاولون إعادة الإسلام لصدارة العالم وهذا الانقلاب حسب وجهة نظره جعل مصر على رأس الدول التى تخوض مواجهة مفتوحة مع قوى الجهاد العالمي التي تهدد مصالح إسرائيل والغرب ومن هنا فإن "بن يشاي" يرى أن إفشال الانقلاب يعنى حرمان الغرب من الحق في استخدام الأجواء المصرية بالنسبة للطيران الحربى والتوقف عن منح حاملات الطائرات الأمريكية الأفضلية عند الإبحار في قناة السويس وهذا يضر بإسرائيل. وهو يدعو الغرب إلى ضخ مليارات الدولارات من أجل منع حدوث إنهيار إقتصادى يؤجج ثورة ضد حكم العسكر ويشدد "بن يشاى" على أنه يتوجب على إسرائيل ألا تخجل دورها فى دعم حكم السيسى..
الصحفى الصهيونى "بن كاسبيت" وهو وثيق الصلة بدوائر صنع القرار في تل أبيب يشهد أن "بنيامين نتينياهو"  رئيس الوزراء الصهيونى قد حول ديوانه إلى مكتب علاقات عامة لتأمين الدعم السياسى والمالى للانقلاب - الذى قاده السيسى - لإيمانه العميق بالعوائد الإستراتيجية التى ستحصل عليه إسرائيل في حالة نجاح الانقلاب . وقد أصدر " مركز بيجن السادات للدراسات الإستراتيجية" التابع لجامعة " بارإيلان"  دراسة تجزم بأن الإخوان المسلمين يشكلون التهديد الأكبر على الغرب وإسرائيل من بين كل الجماعات السياسية والأيدولوجية فى العالمين العربي الاسلامى, وبحسب نتائج الدراسة التى أعدها المستشرق " ليعاد بورات" فإن الإخوان المسلمين مسئولون عن مقاومة السياسات الأمريكية والإسرائيلية وتأييد الصراع المسلح ضد إسرائيل والوقوف إلى جانب المقاومة الفلسطينية مع التركيز على دور الرئيس مرسى خلال حرب " عمود السحاب" الذى مثل نقطة تحول إستراتيجية فى العلاقة مع مصر , وتتهم الدراسة "الأخوان المسلمين" بتوفير الغطاء السياسى لحركات المقاومة. وتبرز الدراسة دور الإخوان فى دفع قضية القدس والمسجد الأقصى مما يعقد فرص التوصل إلى تسوية سياسية للصراع . هذا إلى جانب رفضهم مبدأ التطبيع مع إسرائيل.
وأخطر ما فى الأمر هذه النظرة الدونية للعرب والمسلمين وهي قول هؤلاء المتطرفين الصهاينة "إن العرب ليسوا كباقى الأمم ولايصلح لإدارة شؤونهم إلا نظم القهر والاستبداد وأن تحول العرب إلى الديمقراطية يمثل خطراً على الصهاينة والعالم" .
هذه هى نظرة قادة العدو الصهيونى وموقفهم من الإنقلاب الدموي الذى حدث فى مصر وأطاح بأول تجربة ديمقراطية حقيقية فى مصر فهل يمكن لعدونا الأستراتيجى أن يحب لنا الخير ؟ إن دعم الصهاينه لهذا الإنقلاب يحث لأن الانقلاب يمثل حمايةً لمصالح الصهاينة والامريكان فى المنطقة وتثبيتا للمشروع الصهيوأمريكى ..

ولكن كل هذا سينكسر بحول الله وقوته أمام صمود هذا الشعب وإرادته القوية التى هى العاصم الوحيد - بعد الله تعالى- من نجاح هذه المخططات .. والله أكبر وتحيا مصر.          

*إعلامى مصرى معتقل فى سجون الانقلاب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق