الخميس، 28 نوفمبر 2013

علاء الأسواني ، أحمد المسلماني المتحولون فى زمن الانقلاب

المتحولون فى زمن الانقلاب
 
كتبه : ولاء نبيه
  • (علاء الأسوانى) رفض حكم العسكر ثم ذهب فى ندوة ثقافية بفرنسا للدفاع عنه
  • (المسلمانى) قبل الانقلاب: الإخوان وسطيون وعنصر أمان للحياة السياسية.. بعد الانقلاب: عملاء وإرهابيون 
  •  (محمود بدر) قبل الانقلاب: دعم السعودية لأى دولة هو دعم للثورة المضادة.. بعد الانقلاب: موقف نبيل من دولة شقيقة
  • أعضاء الإنقاذ بلجنة الخمسين انسحبوا من تأسيسية الدستور لعدم إلغاء مجلس الشورى واليوم يصرون على الإبقاء عليه
 
 التحول فى المواقف، والانقلاب على المبادئ هما من السمات البارزة لمرحلة ما بعد الانقلاب العسكرى، حيث لم يعد من المستغرب أن تجد أبرز المدافعين عن الحريات وحقوق الإنسان بالأمس هم أول المباركين بانتهاكها اليوم، وأكثر الرافضين والمنددين بحكم العسكر من قبل هم أول المؤيدين له والمُسَوقين له فى داخل مصر وخارجها،
ولم يكن علاء الأسوانى -الذى حوَّل ندوته الثقافية فى فرنسا إلى حملة دعاية لحكم العسكر وتبرير لكل ممارساته القمعية داخل مصر، هو أول المتحولين بعدما ملأ الدنيا ضجيجا بتصريحاته الرافضة لحكم العسكر والمحذرة من وجوده فى سدة الحكم والتى منها (لا للحكم العسكر ولا يجب نسيان جرائم طنطاوى وعنان).
كما كتب مقالات متعددة رافضة لممارسات العسكر من اعتقالات عشوائية وتلفيق قضايا للثوار، والتى كان منها مقاله بجريدة "المصرى اليوم" والذى صدر بعنوان "فى انتظار المحاكمات العسكرية" بتاريخ 12 مارس.
2012 قال فيه: "إن إثارة البلبلة وتكدير السلم الاجتماعى والتحريض ضد قيادة القوات المسلحة والعمل على إسقاط الدولة وزعزعة الاستقرار.. إلخ، كلها تهم مطاطة وفارغة بلا معنى ولا سند قانونى.
ويجب أن يفهم المجلس العسكرى أنه كسلطة سياسية ليس معصوما من الخطأ وليس فوق المحاسبة، لن نخاف ولن نسكت عن الحق أبدا مهما يكن الثمن الذى سندفعه".
وأمثال علاء الأسوانى من المتحولين كثيرون، منهم من يشغل اليوم مناصب قيادية فى سلطة الانقلاب كأمثال أحمد المسلمانى، والذى تحول وصفه لجماعة الإخوان المسلمين قبل الانقلاب بأنها جماعة وسطية وليست إرهابية وأن وجودها عنصر أمان حقيقى للحياة السياسية، إلى كونها جماعة إرهابية، وعميلة.
من أبرز تصريحات المسلمانى قبل الانقلاب عبر برنامجه (الطبعة الأولى) *الإخوان مش إرهابيين.. مفيش راجل وطنى ولا عاقل يقول كده.
الإخوان أفضل مؤسسة دينية سياسية فى مصر لأنهم وسطيون
أطالب مبارك بعدم حظر الإخوان ورفعها من على قوائم الإرهاب
الإخوان ليسوا عملاء لأمريكا والكتاتنى راجل وطنى
الإخوان عنصر أمان حقيقى للحياة السياسية المصرية
مفيش حاجة اسمها يسقط الرئيس مرسى لأنه شرعى ومنتخب
يعرض أحد إنجازات مرسى (التابلت) ويهاجم معارضيه
لا لحرق مقرات الإخوان لا للاعتداء على فتياتهم وشبابهم
أما محمود بدر المتحدث باسم حركة تمرد والذى اعتبر من قبل أن المساعدات المالية التى تقدمها دولة السعودية لأى من دول الربيع العربى ما هى إلا دعم للثورة المضادة حتى تُفشل هذه الثورات ولا تمتد إلى بلادهم، حيث قال إن (آل سعود خائفون ومرتعدون من أى مد ثورى يصل إليهم، لذلك فهم يدعمون كل أعداء الثورات لأنهم خائفون على عروشهم بعدما نهبوا ثروات بلادهم، ولكننا نبشرهم بأن الثورة سوف تأتيهم ولو كانوا فى بروج مشيدة) ولكن سرعان ما تحول ذمه مدحا بعدما قدمت السعودية مساعدتها المالية لمصر بعد انقلاب 30 يونيو معتبرا أنه موقف نبيل من دولة شقيقة.
أما حمدين صباحى فهو كعادته لا يستطيع أن يمرر موقفا سياسيا بدون يظهر تناقضه المعروف وازدواجيته المعهودة ومحاولاته المستمرة فى تضليل الشعب؛ حيث تناسى مواقفه الثائرة الرافضة لإعلان حالة الطوارئ وحظر التجوال فى مدن القناة على الرغم مما كانت تشهده من عمليات عنف وتخريب حقيقى من قِبل جماعات مسلحة كالبلاك بلوك وغيرها، معتبرا أن هذا قمع للمتظاهرين السلميين، فى الوقت الذى لم يدن فيه مد حالة الطوارئ وقتل المتظاهرين بعد الانقلاب، بل إنه حاول بخبثه الربط بين أحداث سيناء التى وصفها بخيانة الأمن القومى وبين اعتصامى رابعة العدوية والنهضة ووصفهما بالظهير السياسى لعمليات سيناء، فى محاولة لإيهام الشعب وتضليله من إجل إيجاد مبرر لإراقة الدماء.
ولم يستسثن رجال الدين من الوقوع فى براثن التحول والنفاق فهاهو مفتى العسكر على جمعة (يتحول فى فتواه التى قال فيها فى عهد الدكتور مرسى إن المظاهرات حق مشروع لكل مواطن وهو حق مشروع فى الإسلام إلى فتوى جديدة على (مقاس) الانقلابيين فقط (وهى أنه من خرج ليعارض ثورة 30 يونيو من الخوارج فاقتلوه كائن من كان).
أما قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسى فقد لعب دور البطولة فى خداع الشعب وإيهامه من خلال تصريحاته الكاذبة بأنه جاء حاميا لإرادة الشعب وأنه غير طامع فى السلطة ولو فوضه الـ90 مليون، ولكن سرعان ما كشفت الأيام زيف هذه الشعارات، وأنها لم تكن إلا ستارا لإخفاء أطماعة السياسية فى السلطة، ولعل التسربيات المتعددة التى ظهرت مؤخرا كشفت عن مدى خبث نواياه ورغبته المميتة فى السلطة وحرصه على إزاحة أى خصم محتمل ينافسه فيها.
لم تقتصر حدود التحول والتناقض عند حدود الأفراد فحسب بل شهدت هذه المرحلة تناقضا جماعيا كان أبرزه تناقض وتحول أعضاء لجنة الخمسين التى شكلها الانقلابيون لتعديل الدستور الشرعى المستفتى عليه من قبل الشعب؛ حيث أصبح ما كان يطالبون بإلغائه فى الأمس يصرون اليوم على الإبقاء عليه،من أبرز هذه المواد إلغاء مجلس الشورى وتعيين نائب لرئيس الجمهورية»، وهما المطلبان الأبرز اللذان أعلنت جبهة الإنقاذ انسحابها من الجمعية التأسيسية فى عهد الدكتور مرسى بسبب عدم تنفيذهما، وقادت حملة شرسة ضد الجمعية؛ حيث طالبت بأن تقتصر السلطة التشريعية على مجلس النواب، اختصارا للجهد والوقت والمال». ولكنهم اليوم متوافقون على الإبقاء على مجلس الشورى، بل إنهم خاضوا حروبا ومناقشات حامية للإبقاء عليه داخل اللجنة.
براجماتية سياسية
 فى هذا الإطار يرى هشام مصطفى -رئيس حزب الإصلاح والنهضة- أن أصحاب المواقف المتقلبة يعتمدون على أن ذاكرة الشعب ضعيفة لن تتذكر لهم مواقفهم المسبقة، ولكنهم بكل أسف قد أخطئوا التقدير؛ حيث إن الشعب اليوم أصبح أكثر وعيا وقدرة على تفنيد الغث من السمين، مؤكدا أن هؤلاء المتحولين هم الخاسرون بالدرجة الأولى بعدما سقطت عنهم أقنعتهم التى حرصوا على ارتدائها طوال الوقت.
وأكد أن السياسية تدار فى مصر وفقا للنموذج البراجماتى، والذى يفتقد لأى توازن بين المبادئ والمصالح الخاصة، ومن ثم نجد أنه عند بعض الأشخاص عندما تتعارض المبادئ مع المصالح نجد أنهم يعلون من شأن المصالح على حساب المبادئ، وهذه النماذج تعددت فى مصر ليس فقط بعد انقلاب يونيو وإنما بعد ثورة يناير.
 وأضاف أن الصراع بين التيار المدنى والتيار الإسلامى كان أحد العوامل المؤدية لهذا التحول بهذه الصورة؛ حيث سعى كل معارضى التيار الإسلامى إلى اغتنام أى فرصة لإبعاد الآخر عن المشهد إلى الحد الذى أصبح تم فيه القبول بممارسات قمعية واعتبارها حلا مثاليا بعدما كانت فى الماضى القريب انتهاكا للحريات وجرائم إنسانية.
سقوط الأقنعة
ومن جانبه، يؤكد ضياء الصاوى -القيادى بحزب العمل الجديد- أن التحول والتراجع فى التصريحات والتناقض فى المواقف من الأمور التى لم تعد مستغربة منذ قيام ثورة يناير؛ حيث تحول أعداء الثورة الرافضين لها إلى ثوار ومتحدثين باسمها، معتبرا أن المتحولين بعد انقلاب يونيو قد كانوا أكثر وضوحا فى الكشف عن وجوهم القبيحة، بعد صمتهم عما ارتكب من انتهاكات غير مسبوقة للحريات، التى طالما تشدقوا بالدفاع عنها وهو ما يؤكد للجميعأن هؤلاء المتحولين لا تغيرهم ولا تحركهم سوى المصالح والمواقف الشخصية.
مؤكدا أنه من المؤسف أننا أصبحنا نجد اليوم من يبارك حكم العسكر ويُسَوق له ومنهم من يطالب بالمحاكمات العسكرية على الرغم من مواقفهم المسبقة الرافضة لكل ذلك كما هو الحال لمحمد عبد العزيز القيادى بحركة تمرد، بالإضافة إلى أن هناك شخصيات أصبحت لا تجد غضاضة فيما تكتبه إسرائيل على صفحات جرائدها والتى تبارك فيها الانقلاب العسكرى وتعتبر قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسى بطلا قوميا من أمثال هؤلاء عبد الحليم قنديل.
وأشار إلى أن هناك ملفات متعددة شهدت تناقضا كبيرا فى تناولها بعض الانقلاب بسبب تحول مواقف الداعمين لها، منها على سبيل المثال ملف العمال فى مصر هو أكثر الملفات التى تكشف تناقض دعاة المدنية وحريات العمال وحقوقهم التى طالما رفعوها عهد الرئيس مرسى، حيث تغاضوا اليوم عن رفعها بل صمتوا عن قمع العمال لمنعهم من المطالبة بحقوقهم، ولعل أبرز النماذج ما حدث من قمع للعمال بمدينة المحلة والسويس والذين تم فض اعتصامهم بالقوة وعلى الرغم من ذلك ولم نسمع عن تحرك واحد مما كانوا ينادون بحقوق العمال.
وأشار إلى أن ما تمر به البلاد اليوم قد أسقط الأقنعة عن كل المتحولين، مؤكدا أن قائد الانقلاب العسكرى هو أحد الوجوه التى تعرت واتضحت نواياها الخبيثة الطامعة فى السلطة على الرغم من تنكره لذلك، معتبرا أن ما صدر من تسريبات لم يكشف فقط القناع عن نوايا السيسى وأطماعه السياسية فقط وإنما أكد يقينا أن ما حدث من انقلاب فى 30 يونيو كان معدا ومخططا له مسبقا.
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق