مجدي حسين يكتب : وثيقة الاستقلال هى المخرج الحقيقى من أزماتنا المتكررة منذ إسقاط مبارك
لماذا تستكثرون على مصر أن تعود قوية شامخة بين الأمم؟
من قال لكم إننا أمة المتسولين والعجزة والعبيد؟
مصر كانت عظيمة بين الأمم.. وهى بالإسلام أمة العزة
هذه هى المشكلة ولا مشكلات غيرها، بل هذه هى أم المشاكل.. لقد نجح الأمريكان وإسرائيل وعملاؤهم فى الداخل ومن خلال السيطرة على الإعلام، أن يقوموا بغسيل مخ للشعب.حتى النخبة المثقفة انقسمت إلى قسمين: جزء يشارك فى حملة غسيل المخ مدفوعة الأجر والفنادق والسفريات وكل الامتيازات الدنيوية، وجزء تعرض هو لغسيل المخ. فحتى المثقف أو المتعلم حسن النية فإن مصدر معلوماته هو الصحف والقنوات الفضائية الشهيرة. يقولون إن بروتوكولات حكماء صهيون مزورة، ولكن إن صح هذا فهو أشبه بتزوير النقود بإتقان إلى حد لايفرقها عن النقود الحقيقية. بمعنى أن المتهم بتزويرها قام بمجرد تسجيل مايقومون به بالفعل. إقرأمثلا:
بمساعدة صحافتنا سنزيد ثقة الأمميّين زيادة مطردة بالأفكار التى أوحينا إليهم بها.. إن الصحافة هى القوة العظيمة التى بها نوجّه الناس.. ومن خلال الصحافة أحرزنا نفوذًا، وبقينا نحن وراء الستار)لاحظ أنّ التلفزيون لم يكن قد اخترع فى هذه اللحظة).
الرسالة التى استهدفت بها مصر خاصة أكثر من باقى العرب لأنها واسطة العقد فإذا سقطت انفرط العقد بسهولة هى: إن إسرائيل غول لاقبل لنا به، وأمريكا دولة عظمى لايمكن تحدّيها. وأن الشطارة هى الالتحاق بقطار أمريكا خاصة بعد سقوط السوفييت، مصر ليس لديها خيار إلا أن تكون تابعة لدولة عظمى أمريكا أو روسيا. لاحظوا هذا المشهد المهين: إن تنشيط العلاقات مع روسيا يبدأ بزيارة طرادين روسيين لمصر، واحد فى البحر المتوسط والآخر فى البحر الأحمر، والحديث المكثف عن قاعدة روسية. لقد أصبحت مصر ملطشة للعالمين!
نواصل توضيح عناصر الرسالة الإعلامية التى تعمل على عقول المصريين منذ 40 عاما. مصر مجتمع متخلف وسيظل كذلك مائة عام على الأقل، وهو مجتمع غير منضبط وفوضوى، فكيف نبنى مفاعلا نوويا مثلا، المفاعل سينفجرأو ستحدث فيه تسريبات كثيرة،ويقال هذا فى وقت تتقدم فيه إيران وباكستان والهند وكوريا الشمالية فى البرامج النووية، ومعنى هذا أن شعب مصر أفشل وأغبى شعب فى العالم.
مصر تعيش عالة على أمريكا ولولا أمريكا لمات المصريون من الجوع، رغم أن هذه المعلومة غير صحيحة؛ فالمعونة الأمريكية لاتتضمن موادا غذائية، ونصفها عسكرى، والآن أصبح المكون العسكرى 75% من المعونة. والحقيقة: إن مصر تشترى القمح والذرة من أمريكا بسعر السوق!
العرب جرب ولابد من الابتعاد عنهم، وهم سبب المصائب، ويجب ألا نشغل أنفسنا بهم، بل يجب أن نعاديهم. نحن جزء من العالم المتحضر الغربى والإسرائيلى. وصلت هذه الحملة إلى الذروة فى فترة إبرام كامب ديفيد، وعادت إلى الذروة بمناسبة مباراة كرة مع الجزائر. ولكن هذه الحملة لم تتوقف أبدا.. ظل الشيطان عربيا أو إسلاميا.. مرة العراق، مرة إيران، مرة السودان، مرة غزة وفلسطين. المهم دائما العدو المتربص هو عربى أو مسلم ليس إسرائيل لاسمح الله أو أمريكا. والمقصود بهذا عزل مصر عن أمتها، وبالتالى شعورها بالضعف والعزلة، وبالتالى قبول أى شروط أمريكية (الصديق الوحيد) وهذا ماقاله كيسنجر لجولدا مائير فى مفاوضات وقف إطلاق النار عام 1973.
مصر أشبه بالولد المتشرد وعليها أن ترضى بالقليل، ولاتتحدى أسيادها.
ولولا ماكينة الإعلام المصرية الناطقة بالعربية ماتمكن الأعداء من القيام بذلك، فليس بإمكان السى إن إن وغيرها أن تحقق ذلك باللغة الإنجليزية، كما فشلت قناة الحرة فى القيام بذلك. وهذا الكلام يكون مرفوضا إذا جاء من وسيلة إعلام أجنبية.
ما معنى غسيل المخ؟
غسيل المخ أصبح علما، وهناك تقدم شرير فى عمل المخابرات العالمية بخصوص هذا الموضوع إلى حد تفريغ وإعادة شحن المخ للتأثير على الشخص المستهدف ووضعه تحت السيطرة للقيام بمهمة محددة. وهذه عملية تتم بشكل مادى من خلال التعرض لموجات كهربائية معينة. وغسيل المخ الإعلامى يقوم بنفس العمل دون استخدام أجهزة على كل شخص على حدة، بل يتم الغسيل بشكل جماعى للملايين.. كيف؟
أولا: عملية تفريغ المخ من القضايا الأساسية المطلوب نسيانها أو استبعادها أو إسقاطها فى خلفية الذاكرة، وبالتالى تغييب مسألة استقلال مصر وقدرتها على اللحاق بـ 120 دولة سبقتها فعلا، وقدرتها على إقامة تحالف عربى وإسلامى يكون من بين القوى العظمى (هذا موضوع يثير السخرية الآن من كثرة تغييبه والكلام عكسه). وهذا يعنى عدم تعرض الماكينة الإعلامية لمكونات هذه الأفكار. فرغم وجود مئات الفضائيات ومئات البرامج فلن تجد قناة واحدة أو حتى برنامج واحد يعنى بتاريخ مصر والعرب والمسلمين والعالم، رغم أن هذا المجال مليئ بالموضوعات الشيقة، ويمكن أن يعرض بشكل شيق. وحتى فى السينماليس من قبيل الصدفة أنه لايوجد لدينا أى فيلم محترم عن تاريخ مصر والعرب والمسلمين من إنتاج مصرى باستثناء الناصر صلاح الدين. وهل مصر فقيرة إلى هذا الحد؟ لماذا وجدنا الفلوس دائما لكثير من المساخر؟ وحتى فى مجال الفن وجدنا الفلوس للمسلسلات التلفزيونية وأنفق اتحاد التلفزيون عليها المليارات، لماذا لم نجد مليارا واحدا لفيلم تاريخى محترم يعيد ثقة النشء والشباب والكبار فى هذه الأمة العريقة. حتى الراحل يوسف شاهين(الذى أخرج الناصر صلاح الدين) وتلامذته بحثوا عن التمويل الفرنسى فأنتجوا أفلاما لم يفهم منها الشعب شيئا، ولكنها وجدت أصداء واسعة فى الخارج. وحتى المؤسسة العسكرية التى لاتجد ما يعزز مكانتها إلا ذكريات حرب أكتوبر لم تشجع انتاج فيلم واحد عنها، هل هذه صدفة؟ فى العام الأخير لحكم مبارك علمنا أن الإسرائيليين كانوا يتصلون بمبارك لوقف بعض المسلسلات وتعديل البعض الآخر فيما يتعلق بقصص الجاسوسية التى تتعرض لإسرائيل،وأنه كان يستجيب لهم!
كذلك لا تتعرض الماكينة الإعلامية (الفضائيات والصحف ومواقع الإنترنت الكبيرة ذات التمويل الجيد) لأى موضوع جاد عموما إلا ماندر، بل تعطى المساحات الأكبر للفيديو كليب الذى يخلط الغناء بالرقص بالجنس. كذلك هناك مسابقات تافهة لجمع الأموال باستخدام مذيعات عاهرات. وأخبار الفنانين والفنانات وفضائحهم وزواجهم وطلاقهم لها الحظوة والمساحة فى مقابل الغياب شبه التام لسيرة العظماء وحياتهم فى مختلف مجالات الحياة فى الماضىوالحاضر. ونذكر أن ساويرس قال عندما افتتح قناة أون تى فى إنه يريد أن يقاوم حالة التدين فى المجتمع، لذلك قرر عمل مجموعة من القنوات الترفيهية. والمعروف أن ساويرس ليس مصلحا اجتماعيا ولكنه رجل سطحى وتافه، ولكنه ينفذ أجندة غربية.
كذلك لاتتعرض الماكينة الإعلامية لتجارب الشعوب الناجحة فى التقدم والتنمية وتحقيق النجاحات التكنولوجية، وربط ذلك بتحفيز لمجتمع المصرى على مجاراة الأمم. لماذا قفزت ماليزيا وانحطت مصر؟ لماذا سبقتنا كوريا الجنوبية؟ ماهى تجربة الصين والهند واليابان فى التنمية؟ بل لايوجد برنامج واحد أو قسم ناجح فى أى صحيفة عن العلوم والتكنولوجيا.
البرامج الدينية والصفحات الدينية مهمتها هى عزل الدين عن الحياة وعن السياسة.
إذن المرحلة الأولى من غسيل المخ هى إخلاء المخ من أى موضوعات جادة وأى موضوعات توسع الأفق والخيال وتحفز الأمل أو تستدعى الأمل من الماضى البعيد أو القريب أو من حاضر الآخرين. وأيضا تضييق أفق المواطن بحيث لايعرف ما الذى يدور فى العالم، حتى إن أكثر الصحف القومية والخاصة تكاد تخلو من الأخبار العربية والإسلامية والعالمية. بل تصدر أعداد كاملة لايوجد بها سطر واحد عما يدور فى العالم. وكذلك فى المواقع الإلكترونية الرئيسية والفضائيات. لا فى نشرة الأخبار أو فى التحليل الإخبارى. أما الصفحة الأولى وعناوين نشرات الأخبار فهى تميل إلى المحلية الشديدة، إلى حد خلوها من الأخبار العربية والعالمية فى أغلب الأحيان.
ثم بعد مرحلة تفريغ المخ تأتى المرحلة الثانية: تعبئة المخ بأفكار معينة يتم الإلحاح عليها بحيث تصبح عقول الناس محصورة فيها، فأغلب الناس ليس لديها وقت أو ليس لديها رغبة أو ليس لديها قدرة على ممارسة عمليات البحث والتنقيب فى مختلف وسائل الإعلام المكتوبة ومختلف مواقع الإنترنت أو بعض الكتب والمجلات المتخصصة، وبالتالى فإن أشهر وسائل الإعلام وهى الآن الفضائيات تصيغ اتجاهات الرأى العام. ومن يملك المال والسيطرة هو الذى يتحكم فى الفضائيات (المال + السيطرة على الأقمار الصناعية) و90% منها خاضعة للغرب أو لدول خاضعة للغرب. من أهم المعانى والمقولات التى يتم الترويج لها: أمريكا هى الدولة العظمى الوحيدة، لايمكن تجاهل هذه الحقيقة، محاربة إسرائيل جنون، الفلسطينيون باعوا أرضهم، فلسطين أولها فلس وآخرها طين، العرب أضاعونا وعلينا أن نتفرغ لمصر (ومنذ حدوث ذلك ومصر فى حالة تراجع مستمر حتى وصلنا إلى الحضيض) – تحويل المثل الشعبى إلى مقولة أشبه بالآية القرآنية أو الحديث النبوى (الذى يحتاجه البيت يحرم على الجامع)، لتبرير إعلاء الدنيا على الدين، وإعلاء مصر على العروبة والإسلام، غزة خطر على الأمن القومى، وقبلها كانت العراق، وإيران دائما. إشغال الناس بتفصيلات المشكلات الداخلية دون التركيز على الرؤية الشاملة.
وسنعود لكشف الأساليب الحرفية للعلام المضلل للقيام بعملية غسيل المخ.
ولكن دعونا نركز الآن على أهم سبيل لمواجهة هذه الأضاليل، ولإستعادة الأمة لقوتها وحيويتها المفقودة، وهى العودة إلى ثوابت القرآن والسنة:
الايمان بالله، يعنى هنا التسليم بكل أوامرالله. وأولها أن نكون جميعا مؤتلفين متوافقين بعضنا أولياء بعض، وأن نكون أمة من دون الناس، فإذا لم يكن الأمريكان واليهود من أهل البيت المفروضين علينا لكان التوافق بيننا أسهل بكثير! وإذا لم يستقو كل طرف بالطرف الأمريكى لأمكن تسوية أمورنا بسهولة أكبر.(وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ). كارثة أن يعتمد طرف على قيادة الإمارات ويعتمد الطرف الآخر على قيادة قطر، والاثنان خاضعان للنفوذ الصهيونى الأمريكى وفق مخطط تقسيم الأدوار، وكل بلد من البلدين يحتوى على أكبر قواعد للولايات المتحدة ولا يستطيع حكامهما أن يتصرفوا بإرادة حرة. حتى لايقول أحد إن قيادات قطر والإمارات عربية مسلمة، لا.. هى قيادات عربية خاضعة للنفوذ الصهيونى الأمريكى. اعتماد الطرفين على قيادات بلدين مصطنعين بلا تاريخ، فلا يوجد فى تاريخ العرب بلد اسمه قطر ولا بلد اسمه الإمارات؛ فقد كانت كل هذه المناطق الشرقية من الجزيرة العربية تحمل اسم البحرين، اعتماد الطرفين الرئيسين المتصارعين فى مصر على أصغر بلدين عربيين من حيث التاريخ والأصالة الحضارية، وليس فقط من حيث الحجم الجغرافى أو السكانى يوضح الدرك الأسفل الذى وصلت إليه مصر. فهناك من دعا فى عهد مرسى وحتى الآن إلى تحرير مصر من الاحتلال القطرى، والآن هناك من يدعو عن حق لتحرير مصرمن الاستعمار الإماراتى!! وهذا كلام مذهل لأن أمريكا (ومن خلفها إسرائيل) هى التى تحرك هذين البيدقين، ومصر الكبرى أصبحت ألعوبة، ويصب الفرقاء فى مصر جام غضبهم على البيدقين دون الملك الأمريكى والوزير الإسرائيلى، وهل يوجد أروع من هذا بالنسبة لهما أن يختفيا ويبدوا أنهما يتفرجان على الصراعات المصرية المصرية والمصرية العربية ويأتيان للمصالحة بيننا وإسداء النصح مع الإعراب دائما عن أنهما على مسافة متساوية بين كل الأطراف (أشهر مصطلح للنفاق)!!
نحن نكرر للمرة العاشرة بعد الألف أن إعلان الاستقلال هو المخرج الحقيقى للأزمة الراهنة لأنه إذا كان الجميع مخلصا للاستقلال الوطنى فلن يهتم أحد بمن يكون فى السلطة ومن يكون خارج السلطة وستتم أى تسوية برضاء الشعب. إذا كان القادة العسكريون مخلصين فى الاستقلال عن النفوذ الأمريكى لأدركوا أهمية الحفاظ على الحركة الإسلامية، بما فى ذلك حركة الإخوان المسلمين، كجنود فى معركة التحرر من الهيمنة الأمريكية الصهيونية. وعلى الإخوان المسلمين أن يوقعوا على وثيقة الاستقلالالتى تبدأ بإلغاء اتفاقيتى كامب ديفيد ومعاهدة السلام مع إسرائيل التى كبلت استقلال مصر، مع التأكيد على استمرار التمسك بوقف إطلاق النار ما تمسكت به إسرائيل.
ولتعلن المؤسسة العسكرية والحركة الإسلامية وكافة القوى الوطنية المخلصة فى بيان مشترك أن الشعب المصرى حر مستقل لايتقيد بالمعاهدات الظالمة المشار إليها (اتفاقيتا كامب ديفيد + معاهدة السلام)، وأنه يشكر الولايات المتحدة على ماقدمته من مساعدات سابقا ويكتفى بهذا القدر، مقابل إقامة علاقات ندية صحية، وإنهاء عمل مؤسسة المعونة الأمريكة على أرض مصر، ووقف التعاون العسكرى مع الولايات المتحدة، ووقف التطبيع مع الكيان الصهيونى دون إعلان للحرب من جانبنا، بل نحن نصر على استمرار وقف إطلاق النار كما هو الحال الآن. إغلاق القواعد العسكرية الأمريكية ومخازن السلاح الأمريكى وإلغاء التسهيلات العسكرية للجيش الأمريكى. استمرار العلاقات بشكل طبيعى مع الاتحاد الأوروبى.
ويعلن الشعب المصرى أنه سيبنى مصر بسواعد المصريين فى المحل الأول، ثم بالتعاون مع الإخوة الأشقاء العرب والمسلمين على طريق إقامة سوق عربى ثم إسلامى مشترك. وأن مصر لن تمد يدها بعد ذلك للحصول على قروض أو منح ومساعدات من أى جهة، خاصة من الغرب.
ويعلن الموقعون على هذا البيان أن محاربة الظلم الاجتماعى مهمة ملحة وعاجلة، وعلى رأسها وقف المرتبات والمكافآت الفاجرة، وتحديد صارم للحد الأعلى للأجور والرفع الفورى للحد الأدنى إلى 1200 جنيه، كمقدمة لرفع مختلف المظالم الاجتماعية.
إذا وافق ممثلو المؤسسة العسكرية من الصف الثانى (وليس من الانقلابيين الحاليين) وممثلو الحركات الإسلامية والوطنية على هذه البنود،فسينفتح أفق جديد فى البلاد، وكل الأمور المختلف عليها والتى أدت إلى إراقة الدماء سيمكن تسويتها بشكل يسير، ولكن فى إطار أن البلد دولة مؤسسات ولابد من عودة دستور 2012 وإنهاء مهازل الانقلاب الخمسينية، ولابد من إجراء انتخابات برلمانية سريعة، وعودة الرئيس مرسىلتأكيد الطابع المؤسسى، واحترام الانتخابات، حتى وإن تمت إجراءات رئاسية مبكرة بالتوازى مع الانتخابات البرلمانية.
مع تأكيدنا المطلق أننا لانوافق على فكرة الانقلاب على الرئيس المنتخب، فإننا نرى أن قضية الاستقلال هى القضية الأولى، وهذه هى خطيئة حكم مرسى وليست الترهات الأخرى التى روجها الإعلام وشغل الرأى العام بها. ولذلك نرى أن المخرج من الأزمة يبدأ من هنا، والفرز يجرى على هذا الأساس. لابد من ربط قضية الشرعية بالاستقلال. فهذه فرصة لتصحيح مسار الثورة التى تم اختزالها فى الإطاحة بمبارك، دون المؤسسة التى صنعها: المؤسسة الصهيونية الأمريكية التى لاتزال تحكم مصر، ويجب أن نقر أن عهد الرئيس مرسى لم يسع لتصفية هذه المؤسسة وظن أنه يمكن أن يتعايش معها وأن يحل محلها بالتدريج، فأطاحت به وبالإخوان.
نحن ندعو الشعب المصرى بكل ميوله وانتماءاته أن ينضم إلى حركة العدالة والاستقلال، وهى حركة مستقلة عن حزب الاستقلال وتأسست قبل أن نسمى أنفسنا حزب الاستقلال. نعم نحن الذين دعونا لها لا نخفى هذا ووقع عليها أكثر من عشرة آلاف، ولكننا نطرحها كوثيقة وشعار ونهج ولا نريد أى مركزقيادى بها، ومستعدون أن نكون جنودا فيها فى آخر الصف، حتى وإن وصلت إلى السلطة.لانريد لمن يتصدر القيادة إلا أن يكون مخلصا لنهجها دون مداورات وألاعيب السياسة. وأذكر باعتزاز أن جبهة علماء الأزهر هى الجهة المنظمة الوحيدة التى أعلنت الموافقة على الوثيقة وانضمت للحركة. وقد عرضنا الوثيقة على كل الحركات والأحزاب الإسلامية والوطنية وننتظر ردها، وعرضناها على شخصيات مهمة كالدكتور سيف عبد الفتاح وعصمت سيف الدولة، اللهم بلغنا اللهم فاشهد.
النقاط الـ 14 (ملخص وثيقة الاستقلال)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق