الأحد، 24 نوفمبر 2013

اخطاء في طريق ثورة يناير بقلم : احمد مختار


اخطاء في طريق ثورة يناير


الجمعة, 22 نوفمبر 2013
 
بقلم: احمد مختار
بداية ترك الثوار ثورتهم في الايدي الخطأ ما رأينا شعب يقوم بثورة ثم يترك ثورته لجزء من النظام الذي ثار عليه نعم كان لابد من الانتظار في الميادين لتحقيق اهداف الثورة واولها ازالة كامل نظام مبارك ودولته "
        وثانيا عدم انشاء محاكم ثورية سريعة وترك الامر في ايدي قضاء حسني مبارك والنيابة العامة المعين رئيسها عبد المجيد محمود بمباركة امن الدولة والنظام فتم تدمير الادلة وتقديم ادله ضعيفة ادت في النهاية الي مهرجان البراءة للجميع الذي شاهدناه.
          ملف التطهير كان من اكبر اخطاء الثورة لم يتم تطهير الداخلية والجهاز الاداري للدولة والاجهزة الامنية من رجال مبارك ودولته والقضاء ظل كما هو قضاء مبارك بدون تطهير انظروا تونس اخرجت 250 قاضي كانوا محسوبين علي نظام بن علي ولم يحدث شي للقضاء الشريف لان كل من خرج ثبت بالادلة جرائمه وتم انجاز كثير من المحاكمات في سرعة لنظام بن علي ورموزه .
         ملف فساد رجال الاعمال والمسئولين في الدولة وكل الاموال المنهوبة من الشعب التي  لم يرجع منها شي لصالح الشعب بل تم تهريب مليارات في عهد المجلس العسكري في ايام عنان وطنطاوي وامتنع القضاء الشامخ عن العمل بصدق لاسترجاع اموالنا ومحاسبة المفسدين.
الاعلام الخاص الفلولي وكمية الاموال التي ضخت فيه مثال بسيط علي مدي تغلغل الفساد ونظام مبارك في ملف الاعلام ومثال  ذلك قنوات مثل cbc والتحرير وغيرها ترجع  ملكيتها الي مجموعة قليلة من رجال الاعمال المتهمين بالفساد مثل محمد الامين وساويرس واحمد بهجت ومحمد ابو العنيين وغيرهم وكلهم ليسوا فوق الشبهات والفساد فكان لابد من التعامل معهم بحزم .
اختلاف الثوار وتناحرهم وغياب الثقافة الديمقراطية من المنافسة الشريفة في الانتخابات الي القبول بنتائجها والرضا باختيار الشعب وكان اكثر وضوحا في الاستفتاء علي التعديلات الدستورية وكانت بداية النهاية للثورة وقد لعبت الدولة العميقة وبقايا الفلول في الاجهزة السيادية مثل المخابرات الحربية والمخابرات العامة وغيرها علي هذا المبدا وكان هناك اجتماع في الاردن بعد ثورة 25 يناير مباشرة بحضور المخابرات الامريكية  والمصرية والخليجية واتفق المتامرون علي كيفية افشال ثورات الربيع العربي وفي مقدمتها افشال التيار الاسلامي عامة والاخوان المسلمين بصفة خاصة ومنع صعودهم في بقية البلاد العربية مثل تونس (حركة النهضة ) ومصر الاخوان المسلمين والمغرب (حكومة بنكيران ذات الجذور الاخوانية ) وصعود التيارات الاسلامية في ليبيا فكان لابد من محاربة الاسلاميين وهم القوة الاكثر شعبية في العالم العربي والاسلامي والاكثر قبولا لدي المواطن العربي لافشال ثورات الربيع العربي من خلالهم .
يدرك الغرب  جيدا  ومن خلفه الانظمة التابعة له في المنطقة انه في حال في النزول للشارع والانتخابات سينجح الاسلاميين باكتساح في أي انتخابات فكان لابد من مغازلة  الاسلاميين بموضوع الانتخابات كطعم مناسب لينفصلوا عن باقي القوي الاخري التي شاركت معهم في الثورة مثل القوي اليبرالية واليسارية والقومية والقوي الشبابية الاخري وهو الذي حدث وفعلا  نجح الاسلاميين في اقناع اغلب الشعب 77% بالمواقفة علي التعديلات الدستورية وبكل سذاجة سياسية خسر الاسلاميين قطاعا كبيرا من الثوار كانت متعاطف معهم.
 وبدأت المعركة بين التيار الاسلامي والتيارات الاخري التي  كانت مشاركة في الثورة وبدا العداء بين التيار الاسلامي  وباقي مكونات الثورة وكسبت الدولة العميقة اول مكاسبها فرق تسد فبدات المعارك بين الثوار انفسهم وتناسوا الثورة واهدافها وبدا المتطرفون من الجانيين في المعارك الاعلامية واستدرجهم الاعلام الموالي لمبارك ورجال اعماله حتي اوغروا صدور الفريقين علي بعضهم البعض.
ومرة اخري بدأت الدولة العميقة في الاستفراد بكل فيصل من فصائل الثورة علي حدة القوي الشبابية في احادث محمد محمود ومجلس الوزراء والنصاري في احداث ماسبيرو وذلك بعد ما حيدوا التيار الاسلامي وشغلوهم بموضوع انتخابات مجلس الشعب والشوري (وهم يعلمون مدي حب الناس وتعاطفهم مع الاسلاميين )  وفعلا اكتسح الاسلاميين الانتخابات بحوالي 70% في مجلس الشعب وحوالي 75% في الشورى ولكنهم خسروا شيئا كبيرا اسمه الصف الثوري ونزلوا المعركة مع حكومة الجنزوري والمجلس العسكري والدولة العميقة وحدهم وبدا مسلسل التفشيل المعد  بإحداث مجزرة بورسعيد حتي انتهي الامر بحل مجلس الشعب المنتخب وسقوط اول مؤسسة للثورة وذلك بعد ان انتقلت معارك القوي الثورية الي داخل البرلمان وسوء اداء التيار الاسلامي البرلماني وخاصة السلفيين داخل المجلس اوصل لرجل الشارع لان هؤلاء المنقسمون لايصلحون لشي ولا حتي ان يكونوا اعضاء مجلس شعب ...
 ثم جاءت انتخابات الرئاسة وكان حصان السباق للتيار الاسلامي هو الشيخ حازم وكانت بوستراته تنتشر انتشار النار في الهشيم حتي وجد تعاطفا وقبولا داخل النصاري وكانت المتوقع فوزه فبدات المكائد والمؤامرات تحاك حتي تم استبعاده ومن خلفه خيرت الشاطر ودخل د مرسي الانتخابات وخسر الاسلاميين وحدة الصف الاسلامي  بافتراقهم بعد خسارتهم قبلها وحدة الصف الثوري وكاد مرشح الفلول شفيق ان ينجح لولا لطف الله وفي جولة الاعادة نجح مرسي بفارق ليس بالكبير ولكنه ادخل الرئيس المحسوب علي الثورة ضعيفا مهزوزا ليس معه تعاطف باقي فصائل الثوار وفي مواجهة الدولة العميقة وحده .
وصل الخلاف بين فصائل الثورة الي درجة الردة علي الثورة نفسها وضع البعض ايديهم في ايدي الفلول في *جبهة الانقاذ* واخطا الرئيس عندما لم يستطيع تجميع الثوار خلفه واخطا الاخوان بالانانية السياسية وخسروا تعاطف الجميع ولم يكونوا صادقين في تقاربهم بل واستعانوا في كثير من الوزارات بالفلول فاضروا ولم يصلحوا واشهرهم وزيرالكهرباء وقتها.
تدخلت الدولة العميقة برجالها في القضاء واستطاعوا الغاء  الدعوة للانتخابات  البرلمانية التي دعا اليها الرئيس وبدات الامور تتجه للتصعيد وليت الاخوان تنازلوا وبحثوا عن رفاق الثورة لكانوا الان افضل حالا ولامكنهم ان يقوضوا اتفاق القوي الاخري مع بقايا الفلول وخصموا رصيدا ليس بالسهل من الشعب كان في صف الثورة يوما .
وبدات النهاية والمؤامرة تصل الي نهايتها ولم ينته الرئيس جيدا للخيانة من حوله وكان الثقة الزائدة بقادة الجيش وكانوا هم والداخلية عصا الانقلاب والمؤامرة وحدث ما حدث واختطف الرئيس ونجحت الثورة المضادة في التهام ثورة 25 يناير والانقضاض عليها .
يبدو ان ثورة 25 يناير لم ولن تكون لغمة سهلة في حلق الانقلابيين والفلول فمازال الناس ينزلون ويتظاهرون رغم القتل والاعتقالات والفض الوحشي في مجزرة رابعة والنهضة ورمسيس وغيرهم بل واقتحام دلجا وكرداسة وسيناء وغيرها فما زالت الثورة مستمرة .
نجحت تونس وحركة النهضة في الخروج من الازمات المتتالية المفتعلة بمزيد من التنازلات للشركاء السياسيين معهم يا ليت نتعلم ان نتنازل لاخواننا فكل شعب في مرحلة من مراحل التغيير له طاقة علي الاحتمال ويؤجل ما يؤجل لمرحلة لاحقة نلين بين اخواننا ونصبر عليهم حتي يمكن الله لدينه وللشعب المسكين المطحون في نيل حريته وقراره ويقينا سيختار من تلقاء نفسه كل ما يقربه الي الله ولكن مع الوقت والتدرج في التغيير ونسيان الخلافات والعمل علي تنقية القلوب من الغل والحقد والكراهية والنظر للمستقبل بتفاول وامل في الله.
والقادم ان شاء الله خير صبرا علي الابتلاء والمعاناة التي يولد من رحمها التمكين وعدم الياس من رحمه الله واليقين في نصره وتنقيه انفسنا من الذنوب والمعاصي لانها سبب البلاء اللهم تب علينا واستعملنا ولا تستبدلنا ومكن لدينك وللحق والعدل في مصر وسائر بلاد الاسلام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق