اعتقال الخضيري.. لا مكان للشرفاء في مصر الانقلاب
كتبه : مصطفى رياض
كل الشرفاء مطاردين، كل الأحرار معتقلين أو مهددين بالاعتقال، كل أصحاب
الرسالات منبوذين... هكذا أصبحت مصر بفضل ممارسات الانقلاب العسكري الدموي
والتي كانت أحدث جرائمه اعتقال القاضي محمود الخضيري نائب رئيس محكمة النقض
السابق أحد زعماء استقلال القضاء رئيس اللجنة التشريعية بمجلس الشعب
السابق.اعتقلته مليشيات الانقلاب العسكري ولم تستطع أن توجه له تهمة بالفساد أو الانتماء لجماعة الإخوان التي لم يكن يوما عضوا بها أو التحريض على العنف، تلك التهم التي عادة ما توجهها النيابة لكل شريف بمصر يعارض الانقلاب، فهداها عقلها أن توجه للمستشار الخضيري ( 73 عاما) تهم تعذيب مواطنين في اعتصام الشرعية بـ"رابعة العدوية"!!.
الأمر الذي دفع الناشط السياسي والمحامي عمرو عبدالعادي إلى التعليق قائلا: "معنوياتهم (الانقلاب) بقت في الأرض من استمرار المظاهرات و مش لاقيين حل فقرروا يرفعوا معنوياتهم باعتقاله"، مضيفا وإذ بـ"المستشار الخضيري الذي لا يقوى على المشي و منذ عامين ساعدته على النهوض من على كرسيه يعذب المعتصمين في (رابعه) زي بالظبط الي اتقطع صوابعه في رابعه".
لم يكن الخضيري أول الشرفاء الذي غيّبته يد الانقلاب خلف القضبان ولا يبدو أنه سيكون الأخير قبل سقوط الانقلاب ودحره، فقد سبق أن أحالت مليشيات الانقلاب المستشار هشام جنينه رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات إلى محكمة الجنايات بعد أن دبرت له تهم سبّ نادي القضاة!.
والحق يقال أن الانقلاب لم يفعل ذلك مع جنينه إلا بعد أن فضح فسادهم وصرح بأن مسئولين بالحكومة بينهم وزير العدل المستشار عادل عبدالحميد و73 مستشارًا بجهاز تنظيم الاتصالات وآخرين متهمون بالفساد وسرقة المال العام.
كما قامت سلطات الانقلاب الشهر الماضي باستدعاء المستشار محمود مكى نائب رئيس الجمهورية السابق، والمستشار أحمد سليمان وزير العدل السابق، وذلك بسبب بتهمة كتابة بيان ضد الانقلاب العسكري.
كما لم تنس أمرت مليشيات الانقلاب التحقيق في تزوير الانتخابات البرلمانية 2005، لكن بشكل عكسي، حيث أمرت بالتحقيق مع المستشار أحمد مكي وزير العدل الأسبق الذي كشف تلاعب في نتائج الانتخابات لصالح مرشحي الحزب الوطني المنحل.
لم تقتصر جهود الانقلابيين في مطاردة الشرفاء داخل القضاء فقط بل امتدت إلى كل المجالات حتى في مجال الرياضة، حيث عاقبت كل الأبطال الذين تحركت ضمائرهم وتعاطفوا مع شهداء المجزرة البشعة التي نفذتها مليشيات الانقلاب في ميداني "رابعة" و"النهضة".
حيث شهدت الفترة الماضية إيقاف للرياضيين وتوقيع عقبات مالية عليهم بعد أن قرروا رفع شارة "رابعة" تلبية لنداء ضمائرهم،وذلك من أمثال محمد يوسف، وهشام عبد الحميد، بطلي الكونغ فو، وأحمد عبد الظاهر مهاجم النادي الأهلي، وراندا طارق بطلة الجمهورية في الكاراتيه، وذلك رغم تهديدات طاهر أبو زيد، وزير الرياضة في حكومة الانقلاب العسكري.
وفي تفسيرا له لاضطهاد الانقلابيين لأبطال الرياضة، قال علاء بيومى الباحث السياسى إن "هناك نفوسا عزيزة أبية ترفض أدوار الخانعين الخائفين الأذلاء المستأسدين على الضعيف، والذين شغلوا أنفسهم بالبلطجة على فئة من المصريين أو الاستئساد على المحاصرين في غزة، هناك أبطال كعبد الظاهر وتريكة ويوسف، أبطال لأنهم تمسكوا بالفطرة، تمسكوا بضمائرهم".
ولم تقتصر حرب الانقلابيين على شرفاء الداخل، فـ حاتم عزام عضو جبهة "الضمير"، ووائل قنديل مدير تحرير جريدة "الشروق"، ومحمد الجوادي الباحث والمؤرخ السياسي، والإعلامي أيمن عزام المذيع بقناة "الجزيرة"، وضعتهم سلطات الانقلاب على قوائم ترقب الوصول بعد أن وجهت لهم تهم كيدية بالإساءة إلى القوات المسلحة.
فالانقلابيين بوضح لا يردون أصحاب الضمائر الشرفاء حتى ولم لم يكونوا هذه المرة من الإخوان المسلمين، فمن المؤكد أن أجهزة الانقلاب ستجتهد في توفير تهم لههم بغض النظر عن عدم مناسبتها!!.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق