هل يعقل التصالح مع الاستبداد السياسي؟
بقلم: محمد عبد القدوس
أنباء كثيرة ترددت، ومصادر شتى تحدثت عن
أحتمال صلح محتمل بين الإخوان المسلمين والحكم القائم في مصر! وبدون تردد
أقول هذا الأمر لا يعقل لأسباب ألخصها في نقاط محددة.
1-
الحكم الحالي يقوم على الاستبداد السياسي وحكم العسكر، وهو بارع في
"تطفيش" أنصاره قبل أعدائه ولا يعطي أي أمل لكي تكون مصر على قلب رجل
واحد.. فلا يعقل أن تثق في تلك السلطة الجاثمة على أرض بلادي وتعطيها
الأمان وتتصالح معها إلا إذا قررت الاستسلام لها والسير على هواها وهذا من
رابع المستحيلات.
2-
التصالح الحقيقي إنما يكون على أرض الواقع عندما تشرق شمس الحرية ونرى
نظاما قوامه الحريات العامة والديمقراطية والتعددية يعمل على تحقيق أهداف
ثورتنا.. عيش حرية عدالة اجتماعية.. في هذه الحالة يكون فتح صفحة جديدة بين
الجميع أمرا مطلوبا.
3-
هناك مصالح مرتبطة بالاستبداد الذي يحكمنا تجدها في الإعلام وفي البزنس
وبين رجال الحكم، وهؤلاء لن يقبلوا بأي تغيير في الأوضاع القائمة حماية
لمصالحهم، والاستبداد السياسي خير معين لهم ولن يرضوا به بديلا.
4-
وتلك النقطة غاية في الأهمية، فحكم العسكر الجاثم على أنفاسنا منذ انقلاب 3
يوليو ارتكب مصائب في حق مصر وقتل آلاف الناس وسجن غيرهم، فأي تقارب معه
خيانة لدم الشهداء وسجناء الرأي ضحية هذا النظام القمعي!
5-
وأخيرا قرأت إنه مطلوب من الإخوان تقديم اعتذار والقبول بالأوضاع القائمة،
وهيهات أن يحدث ذلك، والجماعة بريئة من العنف الذي يقع بسبب الظلم والقمع
البوليسي! وقد رفعنا شعار "سلميتنا أقوى من الرصاص"، والمطلوب من النظام
الحالي تقديم مليون اعتذار على الجرائم التي ارتكبها في حق مصر وشعبها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق