السبت، 16 يوليو 2016

"الدعاء للقاتل".. منابر الجمعة تحت حصار السيسي

"الدعاء للقاتل".. منابر الجمعة تحت حصار السيسي


عبد الفتاح السيسي (قائد الانقلاب العسكري)
16/07/2016
الدعاء بتوفيق القاتل وتسديد خطى السارق لن يكون أمرًا مستغربًا في خطب الجمعة القادمة بمصر، بعد أن فرضت وزارة أوقاف الانقلاب العسكري على أئمة المساجد خطبة موحدة لتقديم الولاء والبراء لطاغية مصر عبد الفتاح السيسي، ودعم اغتصابه للحكم من الرئيس المنتخب د. محمد مرسي وإجهاض محاولات الرفض لما يقوم به نظامه من سرقة واغتصاب وفساد في ربوع مصر.
فللمرة الأولى منذ دخول الإسلام مصر قبل أكثر من 1400 عام، يفترض أن تشهد جميع مساجد البلاد إلقاء خطبة موحدة، مكتوبة ومعتمدة من حكومة الانقلاب العسكري بمصر، يترك فيها الخطباء أمور المسلمين المستجدة والملحة ويكتفي بقراءة "الخطبة الرسمية" على المصلين.
وزعمت وزارة أوقاف الانقلاب التي يترأسها مختار جمعة "إن هذه الفكرة ستمنع استغلال المنابر في الترويج لأي أفكار منحرفة أو متطرفة تدفع المجتمع إلى الفتنة أو الفرقة".
وقال جمعة: "إن الخطبة الموحدة ستجعل الخطيب غير مهموم باستحضار المعلومات الدينية، بل يكون اهتمامه منصب على التمكن من الأداء الجيد على المنبر".
لكن مراقبين أكدوا أن هذه الخطوة تهدف إلى ضمان النظام سيطرته المطلقة على كل ما يقال في المساجد، فلا يترك لأحد فرصة للتعبير عن رأيه أو تناول موضوعات لا يريدها.
وكانت وزراه الأوقاف ألزمت جميع خطباء المساجد في مصر منذ انقلاب يوليو 2013 بالالتزام بموضوع موحد لخطبة الجمعة، يتم الإعلان عنه أسبوعيا، مع ترك الحرية لكل خطيب بأن يتناوله بطريقته الخاصة.
وقالت الوزارة، في بيان لها، : "إن بعض الخطباء يتناولون أمورا سياسية أو حزبية لا علاقة لها بمضمون خطبة الجمعة، فيكون أداؤهم للخطبة المكتوبة على المنبر أيسر وأحكم".
وقال مصدر في الوزارة إن عناوين الخطب سيتم عرضها على وزير الأوقاف شخصيا ليقرها، مشيرا إلى أن الخطبة غالبا ما ستتناول مناسبات دينية أو وطنية أو موضوعات اجتماعية.
وأضاف المصدر أن اللجنة ستعتمد في إعدادها للخطبة على أمهات الكتب، وستستبعد الكتب التي تميل إلى الفكر السلفي أو الإخواني، لافتا إلى أن إدارة بحوث الدعوة "تم تطهيرها من العناصر الإخوانية"، بعد أن اختار الوزير بنفسه الأعضاء الجدد، كما ستشارك لجنة الشؤون الدينية في مجلس النواب وعلماء النفس والاجتماع والتنمية البشرية في اختيار موضوعات الخطب.
التحقيق مع الأئمة
وفي المقابل، رفض قطاع كبير من أئمة ودعاة وزارة الأوقاف هذا الاقتراح، قائلين إنه سيؤدي إلى إضعاف الخطباء وإهدار كرامتهم.
 ودشن عدد من الأئمة حملة عبر مواقع التواصل الاجتماعي؛ لرفض هذه الفكرة، عبر هاشتاج #لا_للخطبة_المكتوبة، أعربوا خلاله عن شعورهم بالإهانة جراء هذه الفكرة، التي تضيع ما تبقى من كرامتهم، فقراءة ورقة فوق المنبر لا تحتاج إلى عالم أزهري، إنما تحتاج إلى إنسان حاصل على محو الأمية.
 وقال عدد من الأئمة إن هذه الفكرة تقتل الإبداع، وتمحو شخصية الخطيب، مؤكدين أن "النموذج الخليجي" لا يناسب الدعوة في مصر، وأكد آخرون أن القضايا التي تشغل أهالي منطقة ما قد لا تهم سكان منطقة أخرى.
كما تقدم العشرات من الدعاة وأئمة المساجد بطلبات إلى وزير الأوقاف بالتراجع عن تنفيذ الفكرة، والاكتفاء بتوحيد موضوع الخطبة، مع ترك الصياغة للإمام بما يتناسب مع المكان والجمهور.
وحاولت الوزارة السيطرة على غضب الأئمة، حيث استدعت عددا منهم للتحقيق، بتهمة الاعتراض على تطبيق المشروع، والتصريح لوسائل الإعلام بسلبياته.
جبريل والدعاء على الظالمين
ولأوقاف الإنقلاب تاريخ حافل من العبث والفساد باسم الدين من أجل فرض الخنوع على المسلمين أمام طغيان الحكم المستبد ، ففي 30  يونيو منعت  الشيخ محمد جبريل لأول مرة منذ سنوات من صلاة "التراويح" و"التهجد" في مسجد عمرو بن العاص في القاهرة في "ليلة القدر" ، الموافق السابع والعشرين من رمضان، لأنه دعا على "الظالمين" و"سحرة فرعون" في البلاد.
وحذّرت الوزارة جميع الأئمة من الدعاء على رموز الدولة، وسلمت المساجد الكبرى في العاصمة لأئمة تابعين لها.
وأعلنت الوزارة أنها طالبت الأئمة بعدم إدخال السياسة في دعاء القنوت، أو تمكين أي رمز "إخواني" من إمامة المصلين خاصة خلال ركعة الوتر التي تشمل دعاء القنوت، خوفا من دعاء الناس والدعاء على الدولة أو رموزها، أو الدعاء لجماعات بعينها.
من جهته، قال وكيل أول وزارة الأوقاف في القاهرة، الشيخ خالد خضر، إن الوزارة رفعت حالة الطوارئ لمنع استخدام الدعاء لأغراض سياسية أو طائفية. 
وانتشر مقطع فيديو للمصلين، وهم يجأرون بالدعاء في المسجد الأشهر في القاهرة، الذي يرتاده أكثر من مليون مصلٍّ كل عام، خلف جبريل الموكل من الوزارة بالصلاة.
وتسبب الفيديو في منع جبريل من الصلاة في المسجد، إلى جانب منعه من السفر إلى لندن 15 يونيو 2015، وشكل "الدعاء على الظالمين" أزمة كبيرة داخل وزارة الأوقاف، وأحرج الوزير محمد مختار جمعة أمام نظام الانقلاب الذي منحه المنصب، لذا قرر منع الشيخ المعصراوي -شيخ عموم المقارئ المصرية السابق-، والشيخ أحمد عامر الأمين العام المساعد لنقابة محفظي وقرٌاء القرآن الكريم في القاهرة من أي عمل دعوي في المساجد على خلفية دعاء محمد جبريل.
شقة وزير الأوقاف
أما فساد وزير أوقاف الانقلاب نفسه مختار جمعة ، فقد كشفته أوراق رسمية بينت أنه جدد شقته بمئات الآلاف من الجنيهات من أموال الوزارة.
وتم تشطيب شقة “وزير أوقاف الانقلاب” على كورنيش النيل بالمنيل على نفقة الوزارة بنحو 772 ألف جنيه، وهي الشقة التي اشتراها من مقاول يعمل مع هيئة الأوقاف يدعى سيد عبدالباقي بنحو 60 ألف جنيه فقط كمجاملة.
وكانت هيئة الأوقاف كلفت شركة "المحمدي" التابعة للهيئة بتشطيب الشقة، التي أثيرت حولها الشبهات والكائنة بالطابق الرابع- عمارة 8- شارع متحف المنيل بالمنيل.ا
لمفارقة أن الفواتير التي تم تسريبها بها أرقام تثير الشكوك حول ذمة جمعة، فمثلاً أعمال الدهان فقط تكلفت 41760 جنيه ، والكهرباء تكلفت حوالي 132 ألف جنيه .
فتاوى شاذة
إلى ذلك لم تتوانى وزارة الأوقاف بحكومة الانقلاب عن دعم الحكم الانقلابي المستبد بفتاوى شاذة ، فقد طالب صبرى عبادة، مستشار وزير أوقاف الإنقلاب، المصريين بالتبرع بزكاة مالهم وصدقاتهم في رمضان لصندوق “تحيا مصر” الذي يسيطر عليه قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي.
وزعم عبادة، خلال مداخلة هاتفية لبرنامج تلفزيوني مساء امس: “إن التبرع بزكاة المال لصندوق "تحيا مصر" جائز فى مرحلة إعادة بناء مصر الحديثة، مناشدا المواطنين تقديم زكاتهم وصدقاتهم لصالح الصندوق خلال شهر رمضان”.
وأضاف عبادة :" إن الأموال التى تضع في صندوق دعم مصر والصناديق الرسمية للدولة من أجل بناء الوطن تصل إلى الله عز وجل"، مطالبا المسلمين بعدم البحث عن المحتاج والفقير بل المبادرة بوضعها في يدي مسئولي الدولة كي يتم بناء الوطن.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق