ناشطون يتوقعون ... مصر ستقوم ببحث تعويض او أعاده الممتلكات اليهوديه في مصر
--------------------
عند قيام حرب ١٩٤٨ بدأ عديد من اليهود النزوح تاركين الدول العربيه التي عاشوا فيها متجهين نحو اسرائيل او أوروبا او امريكا. تسارعت موجه الهجره هذه خلال عام ١٩٥٦ و بعدها لم يبقي الا قليل من اليهود في مصر (و الحقيقه لم يبقي الا قليل من الاجانب في مصر بصفه عامه).
انشأت حكومه اسرائيل "السجل المركزي لممتلكات اليهود المفقوده في مصر" حيث طُلب من كل يهودي يترك مصر ان يملأ استماره (مصدر ١). و بالفعل تم حصر ١٥٣ ادعاء قيمتهم ١,٩٧٧,٨٥٦ دولار (مصدر ٢). لاحظ الدقه. ثم ارتفعت المطالَب بعد حرب ١٩٥٦ لتصل لحوالي ٢٨ مليون دولار (مصدر ٢).
اتاحت النقطه الثامنه من اتفاقيه السلام بين مصر و اسرائيل تشكيل لجنه مشتركه للادعاءات المتبادله بين الطرفين (مصدر ٣). و لكن لم تفعل حكومتا مصر او اسرائيل هذا البند من الاتفاقيه.
الحقيقه انه في مقابل ممتلكات اليهود في مصر هناك ايضا ممتلكات الفلسطينين داخل الخط الأخضر في مدن مثل يافا و حيفا و كذلك هناك التعويض عن استخدام نفط سيناء خلال الاحتلال الاسرائيلي لها. لذلك هناك المطالَب و المطالَب المضاده. كما انه في حالات كثيره وقع يهود مصر وثيقه تنازل او تبرع عن ممتلكاتهم للحكومه المصريه (ممتلكات وزاره الأوقاف المصريه الان في وسط البلد) كما ان بعضهم باع ممتلكاته لأجانب اخرين في مصر. ربما باعوه بثمن يعتبرونه بخس و هذا ربما حقيقي بحكم انه ليس أمامهم الا البيع لكن المشكله هي كيفيه تقدير الفارق؟
في خلال مناقشات الكنيست لاتفاقيه السلام ١٩٧٩ سأل شلومو هيلل النائب من اصل عراقي مناحم بيجين ان كانت الاتفاقيه تتيح مناقشه الممتلكات اليهوديه المتحفظ عليها في مصر. رد بيجين ان الاتفاقيه تنص علي انشاء لجنه للادعاءات claims. و انه "عندما يأتي اليوم المناسب سنقوم بتقديم تلك الادعاءات و استعاده الحقوق المسلوبه".
في وضع مصر بالذات كان رأي الحكومه الاسرائليه ان تفعيل هذا البند يعني ايضا مطالبه مصر بحقها في البترول السيناوي الذي استخدمته اسرائيل.
لذلك مرت السنون و لم يأتِ هذا اليوم الذي تحدث عنه بيجين.
ازاء ما اعتبره اليهود المصريون و العرب تخاذل من حكومتهم الاسرائليه عن مطالبهم، قام شلومو كوهين سيدون رئيس جمعيه المهاجرين المصريين في اسرائيل بكتابه خطاب مفتوح لمناجم بيجين و لم يأته رد.
في ذات الوقت كانت اسرائيل تقوم بتسجيل الممتلكات كلها و سجلت ذلك في كتاب شهير اسمه "الممتلكات اليهوديه في الدول العربيه" مصدر ٤.
قال ايلياكيم روبنستاين المفاوض الاسرائلي للفلسطينيين ان اسرائيل تؤجل استخدام ورقه التعويضات عن الممتلكات اليهوديه في الدول العربيه حتي يحل وقت نقاش تعويضات اللاجئين الفلسطينين حيث تري اسرائيل انها لن تعوض احدا من الفلسطينين لانها هي ذاتها متضرره من احداث الحروب العربيه الاسرائليه و بعض مواطنيها ايضا يستحقون التعويضات (مصدر ٢).
ازاء ما اعتبره المصريون اليهود استمرار في التخاذل من حكومتهم قام ألبرت ميتزيجر برفع قضيه امام القضاء المصري ضد الحكومه المصريه و كسبها عام ١٩٧٨. و كسب الاستئناف ايضا في ابريل عام ٢٠٠٠. و لكن رفضت الحكومه المصريه تنفيذ الحكم.
كذلك في عام ١٩٨٠ حصل رافييل بيجيو علي قرار من وزاره الخزانه باستعادته لارض في مصر اجرتها الحكومه المصريه و أقيم عليها مصنع لكوكاكولا. و لكنه لم يحصل علي شيئ.
في ١٩٩٤ باعت الحكومه المصريه الارض لشركه كوكاكولا. رفع بيجيو قضيه ضد شركه كوكاكولا في نيويورك مدعيا انه لا يستطيع التقاضي امام المحاكم المصريه. و بعد نزاع طويل قضت المحكمه الامريكيه في عام ١٩٩٧ و مجددا في عام ٢٠٠٥ بعدم اختصاصها في الامر.
كان هذا هو موقف الحكومه المصريه طوال عهد مبارك و السادات و هو الطناش. و موقف اسرائيل هو عدم دفع الامور بجديه.
ثم وقعت الواقعه:
-------------
في ٢٩ اكتوبر ٢٠١٢ خلال احداث الثوره المصريه حدثت حادثه حريق و اقتحام المجمع العلمي المصري و الذي قام بعض نجوم التوكشو في مصر بالحديث عنها قبل ان تحدث أساسا!
و لكن لمع شهاب في الأفق و لم يلتفت له احد خلال تلك الواقعه. تمت محاوله الاستيلاء علي حوالي ٢ مليون وثيقه مودعه في المجمع العلمي و تهريبها لإسرائيل عبر الاْردن (مصدر ٥). احتوت تلك الوثائق علي سجل ممتلكات الاجانب التاريخي في مصر.
كانت نيه الحكومه الاسرائليه استخدام تلك الوثائق لتحريك قضايا ضد مصر.
صرحت ليفانا زائير رئيسه رابطه اليهود المصريين في اسرائيل ان تلك الوثائق مملوكه لليهود المصريين و يجب ان تعود لهم.
أحبطت السلطات المصريه عمليه التهريب و كان الرئيس مرسي شديد الاستياء ازاء تلك المحاوله و اعتبرها تهديدا خطيرا للامن القومي (مصدر ٥). و بدأ تحقيق في الامر و لكن قطعا ذهب الي المجهول كما ذهب غيره (من قتل الجنود في سينا، من حرق المجمع العلمي و كيف عرف الاعلام به قبل وقوعه، من قتل المتظاهرين في يناير، فضيحه تعيينات أبناء القضاه في البورصه، القمح، الفساد المنتشر في كل شيئ، الخ - بالرغم ان الانقلاب قام و بعض ما هيج به الجماهير هو إتمام تلك التحقيقات بينما الحقيقه انه قام بالضبط للتقفيل علي هذه التحقيقات).
و واضح طبعا ان عدم إتمام التحقيق في الامر سببه هو ضلوع اجهزه مصريه رسميه في محاوله التهريب تلك و ان هذه الاجهزه هي التي تحكم الان و بالتالي هي التي تغطي علي ما لا يروق لها من التحقيقات.
ثم اخيرا:
-------
و نحن نبحث بدقه عما تريده اسرائيل من اثارتها الضجه الاعلاميه حول زياره وزير الميكروفونات لها و السؤال هو لماذا تفعل ذلك و ماذا تريد، لاحظنا ازدياد غريب في موضوع املاك اليهود في مصر!
مع انه موضوع لا يفتح عاده في الصحافه المصريه و ليس مما يشغل الرأي العام المصري الذي يعيش تحت وطأه غلاء و قهر و مرض و انهيار كامل للخدمات. تعالوا نشوف ايه اللي حاصل:
في مارس الماضي، اليوم السابع (المقربه من المخابرات العامه و التي علي خصام مع المخابرات العسكريه و كل حين يقوم السيسي بتسريح اعضاء من المخابرات العامه لشكه فيهم) تنشر ان اسرائيل تفتح ملف املاك اليهود في مصر (مصدر ٦).
ثم تعيد فتح الموضوع مره اخري في ابريل ٢٠١٦! مصدر ٧.
ثم تقوم التحرير بفتح ذات الموضوع منذ عده ايام! مصدر ٨.
ثم الوفد تقوم بذلك من يومية ايضا (مصدر ٩). و تقول انها علمت ان اسرائيل تقوم بمساعي لاستعاده املاك اليهود في مصر و انها علمت بذلك من مصدر في الكنيسيت!
ثم تقول النبأ ان اسرائيل تلوح بورقه الممتلكات اليهوديه في مصر لافشال مبادره السيسي! مصدر ١٠.
وضحت الامور تماماً اذن. تقوم تلك الجرايد بتهيئه الرأي العام المصري لاعاده الحقوق لاهلها كما طالبت الست الوالده و ان ذلك سيكون في سبيل أعاده حقوق الفلسطينيين لهم وفق مبادره السيسي.
و بالطبع فبيع تيران و صنافير شاهد علي كيف تعمل الامور. و اسرائيل قطعا ستكون عبيطه ان لم تشارك في ذلك المزاد لبيع مصر. فهي فرصه لا تتكرر.
و الغريب انه في ذات الوقت يأمر السيسي بحصر ممتلكات الأوقاف. بحجه الفساد. يعني الفساد يضرب في كل شيئ في مصر و لكن طبعا سنبدأ بالأوقاف!
و طبعا مسلسل مثل حاره اليهود هو من ضمن تلك الحمله لتطويع الرأي العام.
بالمناسبه نحن فعلا لنا رأي ان كل ذي حق يجب ان يأخذ حقه. كل ذي حق.
و طبعا نحن نذكر هوجه الهجوم علي د عصام العريان عندما قال انه مفيش مانع يعود يهود مصر للاستقرار و الاستثمار. و طبعا لا مانع في هذا لا شرعا و لا قانونا. لكن هذه ليست أهداف الانقلاب. أهداف الانقلاب ليست التعايش السلمي في ضمن دوله تشمل الجميع بل هي اعلاء اسرائيل فوق الجميع.
وضحت الخطه. انتظروا مفاجآت.
المصادر:
-------
١- استماره السجل المركزي لممتلكات اليهود في مصر
Central registry of Jewish property losses in Egypt
http://search.archives.jdc.org/…/NY…/NY55-64_CR_002_0782.pdf
٢- كتاب عمليه السلام و مشكله اللاجئين. المعهد الامريكي للسلام: https://books.google.com/books…
٣- دراسه جوده عن تحليل بنود كامب ديفيد و اتفاقيه السلام: https://jawdablog.org/…/hidden_pages_of_history_camp_david…/
https://jawdablog.org/…/hidden_pages_of_history_camp_david…/
https://jawdablog.org/…/hidden_pages_of_history_camp_david…/
https://jawdablog.org/…/hidden_pages_of_history_camp_david…/
https://jawdablog.org/…/hidden_pages_of_history_camp_david…/
https://jawdablog.org/…/hidden_pages_of_history_camp_david…/
٤- الممتلكات اليهوديه في الدول العربيه: https://books.google.com/books…
٥- حريق المجمع العلمي: http://www.thejc.com/…/egypt-seizes-17m-jewish-property-doc…
٦- اليوم السابع مارس ٢٠١٦: http://m.youm7.com/…/%D8%A8%D8%B9%D8%AF-%D8%AA%D9%8…/2641685
٧- اليوم السابع ابريل ٢٠١٦: http://m.youm7.com/…/%D8%A3%D9%83%D8%B0%D9%88%D8%A8…/2655960
٨- التحرير في يوليو ٢٠١٦: http://www.tahrirnews.com/…/%D9%85%D9%85%D8%AA%D9%84%D9%83%…
٩- الوفد يوليو ٢٠١٦: http://alwafd.org/…/1258964-%D8%AE%D8%B7%D8%A9-%D8%B3%D8%B1…
١٠- النبأ يوليو ٢٠١٦: http://www.alnabaa.net/581538
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق