نشطاء: عوامل إفشال الانقلاب التركي لم تتوفر بمصر.. تعرف عليها
21/07/2016
حالة التطهير الشاملة
التي تشهدها مؤسسات الدولة التركية سواء في الجيش والقضاء والشرطة والحكومة
من عناصر "الكيان الموازي" الذي يتزعمه فتح الله كولن الرجل المثير للجدل
والمقيم بالولايات المتحدة الأمريكية أبت إلا أن تفتح أبواباً جدلية حول
المسارات الفكرية والثورية بمصر, من خلال تقييم تجربة تركيا الناجحة في
الديمقراطية ودحر الانقلاب ومعركة الشعب التركي التي خاضها بجناحيه "
المعارض والمؤيد " لإسقاط مخطط انقلاب عسكري بأقل من 5 ساعات.
باحثون في "تأسيس الوعي
المعاصر"، وصحفيون، وعدد من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، رأوا أن نجاح
أوردغان في تعزيز الحكم المدني بتركيا وقدرة الشعب التركي على دحر
الانقلاب العسكري في ساعات قليلة، استند إلى توافر عدة مقومات فكرية
وتوعوية لم تتوافر لدي شعوب أخرى نجح فيها الانقلاب في فرض نفسه على الشعوب
بقوتي "السلاح والإعلام"، مؤكدين أن ثمة فوارق جوهرية بين التجربتين
التركية والمصرية.
وعي شعبي واسع
بداية يرى المهندس أيمن
عبد الرحيم الباحث في "فلسفات الوعي المعاصر" أن وعي الجماهير كان العامل
الحاسم في وأد الانقلاب مبكرا وفي تحليله للمشهد التركي يقول: " يخطئ من
يفسر المشهد تفسيراً إقتصادياً أو سياسيا أو ايدلوجيا، لم يرفض الانقلاب
رجال الدين الإسلامي أو العلمانيين بالمجتمع التركي فحسب، فالأحرار من كل
البلاد كانوا يتابعون أخبار تركيا بقلوب وجله، المغربي مترقب، الغزاوي
متحفز.. المصري يكاد يموت كمدا خوفا من أن يسقط معقله الأخير، والتركي
منطلق في شوارع بلاده يطارد الدبابات التي تهدد حلمه بالانعتاق من تسلط
العسكر».
ويشير إلى دور المساجد
الكبير في حشد الجماهير ضد دعاة الاستبداد والديكتاتورية من جنرالات
العسكر، مضيفا «المآذن التي كانت تهتز بالأذان لائذة بالسماء! والصلاة على
النبي يستسقى بها الغمام تشق سماء إسطنبول، لا نوم، عيون دامعة.. ألسنة
تلهج بالدعاء: اللهم لا تجعل للظالمين على المؤمنين سبيلاً.. اللهم إن تهلك
هذه العصابة يفرح عدوك ويحزن وليك! تنهد الجميع الصعداء وقد بللت الدموع
وجوههم».
ويلخص رأيه «ببساطة ومن جديد.. أرى أن سقوط الانقلاب متمثلة في شعب وفئة مؤمنة استجلبت نصر الله وأخذت بأسبابه.
فوارق جوهرية
وترى الصحفية "م .ج"
أن تجربة تركيا في دحر الانقلاب العسكري بالطبع مفيدة ولكن لا يجب أن نظلم
التجربة المصرية قبل إدراك الفوارق الجوهرية بينهما، فالشعب التركي ذاق
مرارة الانقلابات أربع مرات نجح فيها العسكر في الانقضاض على السلطة وإسقاط
حكومات مدنية منتخبة، إلا أنهم فشلوا في كل مرة في تأسيس نظام ديمقراطي
سليم وتحقيق طفرة في التنمية السياسية والاقتصادية.. وهو ما أسهم في وأد
التجربة الفاشلة الأخيرة.
وتضيف عوامل أخرى أسهمت
في دحر الانقلاب التركي مؤخرا منها أن الشعب التركي يمارس الديمقراطية منذ
عقود وليس حديث عهد بها مثل الشعب المصري، فضلاً أن الشعب التركي متفوق
على نظيره المصري في التنمية، سواء الاقتصادية أو الثقافية او البشرية، وهو
ما أسهم في تشكيل وعيه بشكل جيد.
وتتابع: "استطاع
أردوغان خلال سنوات حكمه الطويلة نسبيا الاستفادة من تجارب اربكان والقضاء
على معظم الأصوات الانقلابية وجعل الولاء في كثير من قطاع الشرطة والقضاء
وبعض الجيش للشعب، على عكس تجربة مصر التى بالكاد استكمل مرسي بها عامه
الأول دون أدوات تذكر.. فلم يعطوه الفرصة له، مستفيدين هم أيضا من تجربة
أردوغان التي مكنته سنوات حكمه التي بلغت 14 عاما من تحقيق نجاحات باهرة
واختراقات ملموسة في مؤسسات الدولة لجعل ولائها للنظام المنتخب ديمقراطيا
لا لغيره".
وثمنت الصحفية (م.ج)
دور المعارضة التركية في إفشال الانقلاب وأرجعت ذلك إلى أنها تعي جيدا
جحيم الحكم العسكري، ووأد الحريات وقمع الشعوب والقضاء على الأصوات
المعارضة .. وهو ما جعلهم هذه المرة ينحازون بقوة إلى مبادئ وقيم
الديمقراطية والتنافس السياسي عبر صناديق الاقتراع . بعكس المعارضة المصرية
التي باعت نفسها للشيطان مقابل إزاحة الإخوان من طريقها.
واختتمت: المعادلة
الدولية واحدة في التجربتين، ولكن الكفة التركية رجحت بفعل وعي الشعب
والمعارضة وتحييد الشرطة والقضاء ووقوفهم بجانب الشعب وخياراته.
ذكاء القيادة التركية
الناشط السياسي معاذ
غنيم الأناضولي يثمن رد فعل أردوغان والحكومة وأنها قدمت درسا مهما قائلا
«القيادة الذكية هي من تصارح شعبها بالأزمة , رئيس الوزراء اصدر بيان ذكر
فيه ان محاولة انقلاب تحاول فرض سيطرتها علي البلاد , وانهم سيقفون امامها ,
الرئيس خرج إلى شعبه ليتواصل معهم بمكالمات سكاي بي للقنوات شدد فيها على
أن الانقلاب علي الديمقراطية لن يسمح به ودعاهم للخروج والاحتشاد،
الانقلاب بدأ يترنح بمعني الكلمة ويسقط بالفعل ليحاصر الشعب الجيش بشجاعة
مطلقة، رغم استخدام الانقلاب الطائرات الـ" اف " ستاشر.
وبحسب الأناضولي فإنه
من الواضح أن الانقلاب كان مخططا له بعناية، بدءًا من حصار عناصر الانقلاب
للتليفزيون التركي، وانتشار قوات في الشوارع بغطاء جوي , واغلاق مطار
اتاتورك "المطار الرئيسي لتركيا كلها، ثم القبض علي القائد الفعلي للجيش
"رئيس الأركان" وذلك أن وزير الدفاع شخص مدني ودوره اشرافي، ثم حظر التجول
والأحكام العرفية.
ويستطرد: عن تعامل
الشعب التركي، فقال إنها كانت أكثر ارتجالاً من خوف على بلد وهرولته إلى
الشوارع بشكل غير تنظيمي، الجميع كان يشعر بأنه مقبل على كارثة، لم يتم رصد
مواطن مؤيد للانقلاب، هم يعلمون أن الحكم العسكري "قتل وخراب وسحون
وانهيار اقتصادي مؤيدين ومعارضين".
وهاجم "غنيم" المجتمع
الدولي قائلاً: المجتمع الدولي كعادته "لا يعتمد عليه"، مع الكسبان أيا
كان، ينتظر من ترجح كفته ليقول له "ألف مبروك أحنا معاك".. ووأضح وجود
تنسيق ما بين اللي قاده الانقلاب مع دول من مصلحتها أن تكون تركيا أكثر
تجاوبا مع مصالحهم ولو على حساب الشعب التركي.
وانتهى بقول: الشعب
يقدر، والثقافة والتعليم اهم عوامل التغيير، من يعلم معني الحرية لزم عليه
ان يحافظ عليها والشعب التركي رغم خلافاته الرهيبة ما بين إسلاميين
وعلمانيين، قوميين وأكراد لايطيق بعضهم البعض، إلا أنهم اختاروا الصندوق
ليكون الحكم بينهم، وانه لا سبيل للتعايش الا بالانتخابات والديمقراطية.
دروس مستفادة
ويقول الناشط محمد
الشاطر: انتبهوا وتعلموا من درس الانقلاب بتركيا، فالحق لا بد له من قوة
تحميه، وشرطة تخدم شعبها لا تقتل أبناءه، وجيش يحب الخير لبلاده لا يكرس
اهتماته ويكرسها لكسب امتيازات مادية وسلطاوية.
وسخر الناشط حسين كشك :
ربنا رحمكم يا اهل تركيا.. من مستقبل كمصر، صبح على تركيا ب ليره، صندوق
تحيا تركيا، صرف ٥٠٠٠ ليرة للقضاه بمناسبة الانقلاب، حلق الحجة سمر خانوم،
جهاز علاج السرطان بالكباب التركي، رئيس تركي يصرح: هنجوع! منجوع! هنعطش!؟
منعطش، محافظ اسطنبول: لو الرياح شماليه غربيه الصواريخ هتلف وترجع للي
ضربها، اتبرع لمستشفى بهية خانوم لعلاج السرطان، إغلاق محطة مترو اتاتورك.
بينما تلخص الفنانة
التشكيلية دعاء جابر المشهد الإنقلابي قائلة: "أحداث انقلاب تركيا جاءت
لتثبت أن الانفاق على التعليم أهم من الإنفاق على الرصاصة، وبمتابعة تغطيات
الإعلام رأيت أنه بالفعل لا يوجد إعلام محايد".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق