بعد "حلق زينب"
أذرع السيسي تبتز البسطاء بـ"أرض سميرة"
24/07/2016
رغم الفقر الاقتصادي وانهيار مستويات
المعيشة وإلهاب ظهور الشعب بالضرائب والاسعار المنطلقة وتأميم المستشفيات
والامتناع عن تقديم الخدمات الطبية إلا بأسعار استثمارية، ورغم عجز السيسي
وانقلابه عن الوفاء بمستلزمات الحياة لغالبية الشعب كما وعد بأكاذيبه
الانقلابية. تسعى الاجهزة الأمنية والأذرع الإعلامية لتعويم شعبية السيسي
المتهالكة بين عموم الشعب عبر مشاهد تمثيلية تظهر حب الناس له، وتطوعهم في
تأييده.
وعلى طريقة "الحاجة زينب" التي تبرعت
لصندوق "تحيا مصر" بحلقها، وصدرتها الأذرع الاعلامية ، بإعلانات تجاوزت
قيمتها 3 مليون جنيه، بجانب منح الحكومة لها معاشا استثنائيا، يقدر بنحو 3
الاف جنيها، ورحلة حج.
أعلنت، أمس المواطنة المصرية، سميرة عبد
المجيد عبد الغفار، "77 عاما" التي تنتمي لقرية زرقان التابعة لمركز تلا
بمحافظة المنوفية، تبرعها بجميع ما تملك من أموال لصندوق "تحيا مصر"
ومنزلها القائم على مساحة "قيراط ونصف" "نحو 250 متر"، لبناء مدرسة، وأرضها
البالغة 45 قيراطا لبناء مستشفى ، تتبع مستشفى 57357.
وقالت في تصريحات صحفية، أمس، إنها تبرعت
بجميع ما تمتلك من أموال لصالح "صندوق تحيا مصر"، قائله: "كل ده علشان خاطر
عبد الفتاح السيسي، اللي أنا بحبه علشان هو ضحى بنفسه من أجل مصر، وحماها
من "الإرهابيين الخونة" اللي كانوا عايزين يحرقوا الوطن الغالي=بحسب زعمها،
أو ما أملي عليها".
وطالبت "سميرة" هشام عبد الباسط، محافظ
المنوفية، بسرعة إنهاء كافة إجراءات المدرسة التى تنوى إنشائها، كما طالبت
بمقابلة السيسي لتسليمه جميع العقود والأموال الخاصة بها حتى ترتاح، وأكدت
أنها سوف تغادر البلاد متجهة إلى السعودية الأسبوع القادم.
وتابعت الحاجة "سميرة": "نفسي أشوف عبد
الفتاح السيسى علشان أسلم عليه، ومش هدى لحد غيره حاجة، علشان هو الأمين
اللى أنا اتبرعت علشانه".
"حلق زينب"
وكان المراقبون، قد انقسموا إزاء "حلق
الحاجة زينب" في وقت سابق، جيث اعتبرها البعض مواطنة بسيطة تفاعلت مع
الحملات الدعائية التي يخرج فيها السيسي مطالبا شعب مصر بالتبرع لحل أزمات
البلد.
بينما يرى البعض الآخر، أن "الحاجة زينب"،
وإن كانت مواطنة بسيطة؛ إلا أن إعلام النظام استخدمها في الترويج لتوجيهات
السيسي ونشر مضامين خطاباته الإعلامية بشكل يؤثر على المواطنين البسطاء من
طبقة الحاجة زينب في القرى والنجوع باستضافتها في برامج التوك شو، وحظرها
من التحدث إلا مع جهات محددة مسبقا.
بينما هللت الأذرع الاعلامية والأمنية،
وطبقة الخبراء المستحدثون، من متقاعدي القوات المسلحة، فقال اللواء علاء
الدين سويلم -عبر حسابه على "فيس بوك": "السيدة الأولى هي اللي تنازلت عن
حتة سيغة لمصر .. ليه؟ في الريف حتة السيغة مخزن قيمة لهدف واحد لا ثاني له
عشان تلاقي أو يلاقوا بعد موتها تمن خرجتها وكفنها، ويصل الاعتقاد في هذا
إلى درجة التقديس".
وأردف اللواء سويلم: "لن تفرط فيها أمام
خطوب الحياة مهما حدث، فلها هدف محدد عشان (ماتبهدلش يا ابني بعد ما يطلع
السر الإلهي) أن تتبرع بها على حياة عينها (قرار خطير فيه تغلبت الحياة على
الموت) يا أم المصريين: ربنا ما يكشفلك جسد (فقد أزلت عن الكثيرين ما
جعلهم عراة القلب والروح والوطنية .. والضمير الوطني)".
استحمار
بينما قال نشطاء: "هل هذا "الحلق" هو الذي
سيحل مشكلة مصر الاقتصادية؟ وهل من المنطقي أن يكون حلق ثمنه لا يكاد يبلغ
500 جنيه أن يتم إعداد إعلان عنه بالملايين؟ أليس هذا استغفالا
و"استحمارا" متعمدا للشعب؟ وهل جاء الدور على الفقراء والفلاحين الآن
للتبرع والاستنزاف من السلطة بدلا من الأغنياء والنخبة؟".
وقالت سيدة محمد، الناشطة في مجال
الدراسات النسوية، في تصريحات صحفية:"الحاجة زينب اتبرعت بحلقها بـ500
جنيه، اتعمل إعلان بملايين، وسافرت السعودية بـ15 ألف، سيبك وبقينا أد
الدنيا".
"أرض سميرة"
وحول تبرع "الحاجة سميرة" قال خبير
الاقتصاد الرقمي بجامعة عمان د.عبد الناصر عبد العال –عبر الفيس بوك- أمس،
مسترجعا "حلق زينب" "صراحة أنا معجب بفكرة إستخدام حلق الحاجة زينب، أو
ذهب الستات، فى التنمية وهى أحد عناصر مبادرة "التمويل الشعبى للتنمية"
التى أقترحها. لكن حلق الحاجة زينب استخدم فى تمويل بناء السجون وشراء
الرافال والمايسترال وزيادة مرتبات الضباط".
واقترح عبد العال"إستصلاح مليون فدان تمول من ذهب الستات وتملك للستات حتى نمكن للمرأة ونزيد حيازتها للأراضى الزراعية".
فيلم مخابراتي
وتوقع مراقبون أن تتزايد اعلانات وحملات
ابتزاز المواطنين للتبرع للصندوق الذي يشرف عليه السيسي خارج اطار الرقابة
والمحاسبية، لا من أجل الاصلاح الاقتصادي، لكن لتعويم السيسي شعبيا، في ضوء
حالة السخط الشعبي الذي تشهدها البلاد اثر ارتفاعات غير مسبوقة في أسعار
السلع والخدمات، واحتمالات صعودها أكثر من ذلك خلال الفترة المقبلة مع
تطبيق ضريبة القيمة المضافة.
ودان خبراء أفلام ومسلسلات استرقاق قلوب
الشعب الذي يعاني من ازمة اقتصادية، للتبرع باتت محاولات ممجوجة ، فبدلا من
أن يفكر النظام في تخفيف الأعباء عن المواطنين يسعى لابتزازهم.
ولعل ما يدعم دور أجهزة المخابرات في فيلم
"أرض سميرة" تصدير تلك المشاهد، للرأي العام المصري، ما قالته الحاجة
سميرة، ، لوسائل الاعلام، وهي صاحبة الـ77 عاما، بتطعيم حديثها عن التبرع
بهجوم على خصوم السيسي ، قائلة : "حلمت بأنه بعد تولى الإخوان الحكم سوف
يكون هناك نجاة منهم، لأنهم كانوا سيدمرون الوطن الغالي مصر، وتنبأت بأن
(الرئيس) عبد الفتاح السيسى هو طوق النجاة للوطن"، بل أنشدت شعرًا في
السيسي، الذي يواجه انهيارا في شعبيته، بسبب فشله في ادارة ملف سد النهضة،
وتنازله عن جزيرتي تيران وصنافير للسعودية، بجانب ارتفاع الأسعار وتفاقم
الأحوال المعيشية ، وانهيار الجنيه المصري أمام الدولار ، الذي تجاوز الـ12
جنيها ، لأول مرة في التاريخ المصري.
من ضمن العبارات التي قيلت على لسان
الحاجة سميرة، السيسى "حبيبى يا سيادة الرئيس السيسى يارئيسى ياحببى، مصر
أم الدنيا وهتبقى قد الدنيا، ومصر بتقولك بابنى ياحبيبى يا شرفها وعرضها
ويانور عنيها، أنا بناديلك من كل قلبى ماتسيبناش ياحبيبى، ياسيسى مايصلحش
حد غيرك يكون رئيس لمصر، بدعيلك كل يوم ربنا يوفقك ويحميك من كل شر، ويحفظك
كما حفظ النبى محمد وصاحبه أبو بكر الصديق فى الغار، وربنا يطهر قلوب
الأغبياء الحاقدين اللى بيكرهوك ويبعدهم عنك"!!.
يذكر أن صندوق "تحيا مصر" يستخدمه السيسي
في ابتزاز رجال الاعمال والفسدة الذين يطالبهم القضاء باسترجاع أموال الشعب
الذي استولوا عليه من سنوات، ليتبرعوا بملايين لتسقط عنهم المليارات، ولا
يحضع لايه جهات محاسية سوى السيسي نفسه..
ومن جهة ثانية بلغت معدلات الفقر في عهد
السيسي لأكثر من 80% ، لدرجة دفعتت بسكاء لبيع أبنائهم أو أعضائهم البشرية
ممن أجل أن يقتاتوا في زمن الانقلاب العسكري .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق