المحامون في زمن "عاشور".. "حيطة مايلة" لاعتداءات شرطة الانقلاب
"ارفض المزايدات".. هكذا كان رد نقيب المحامين سامح عاشور على أبناء
المهنة الغاضبين من تكرار الاعتداءات على زملائهم من جانب أفراد الشرطة
والذي كان آخرها إطلاق النار على المحامي محمد الجمل داخل محكمة مدينة نصر.
واستنكر سامح عاشور، ما وصفه بالمزايدات الانتخابية الرخيصة من بعض
المحامين ضده، بسبب واقعة إصابة الجمل، وقال عاشور، في بيان له، إن
المزايدات الانتخابية الرخيصة تجلت في واقعة الزميل محمد الجمل الذي تعرض
لإطلاق النار عليه من أحد أمناء الشرطة، مشيرا إلى أننا شاهدنا كمّ
المزايدة على ذلك، والدعوات لحصار محكمة مدينة نصر للأخذ بثأر الزميل
المقتول، وتتعالى أصواتهم أين النقيب؟ أين حق الزميل؟ أين وأين"، مدعيا أن
بعض المحامين المعروفين بقربهم من جماعة الإخوان وتحالفوا معها بثوا أخبارا
للوقيعة بين السيسي والمحامين، بحسب زعم عاشور.
وواصل عاشور مزاعمه بأن هذه التصريحات هدفها الوقيعة بين "قائد
الانقلاب" والمحامين، وهو عبث انتخابي متواضع المستوى، مؤكدا أن نقابة
المحامين تقدر وتحترم السيسي، وتثمن تدخله في الأزمة الماضية الخاصة بواقعة
محامي فارسكور، التي اعتذر عنها السيسي وتقبل المحامون اعتذاره وثمنوا
موقفه.
الغريب في موقف "عاشور" هو صب غضبه على زملائه المحامين الذين ينتقدون
تخاذله تجاه الاعتداءات المتكررة من جانب الشرطة على المحامين سواء في
المحاكم أو الشوارع أو داخل أقسام الشرطة والتي تسببت في مقتل العديد منهم
خلال الأشهر الماضية، دون التجرؤ على توجيه انتقاد واحد للسيسي أو محلب أو
وزير داخليتهم مجدي عبد الغفار أو تحميلهم المسئولية عما حدث ويحدث، على
الرغم من أنه كان من هواة تحميل الرئيس مرسي شخصيا المسئولية عن كل صغيرة
وكبيرة تحدث على أرض مصر حينما كان قياديا في جبهة الإنقاذ ويسخر المقدرات
النقابة في عقد المؤتمرات واللقاءات للهجوم على الرئيس والتحريض عليه وعلى
حكومته!!
وكان أقصى ما ذهب إليه عاشور ردا على الاعتداء الأخير على "الجمل" هو
التهديد بدخول المحامين في إضراب عام عن العمل، وتعليق العمل بمحكمتي مدينة
نصر وأبو حماد بالشرقية، مهددا باتخاذ خطوات تصعيدية ضد الانتهاكات التي
يتعرض لها المحامون مؤخرا، من بينها إضراب عام، ومقابلة رئيس الوزراء
الانقلابي ووزير العدل الانقلابي أحمد الزند.
ويعزو أبناء المهنة الغاضبون تكرار الاعتداء على المحامين إلى ارتماء
نقيبهم بشكل كامل في أحضان السلطة، ما يجعلها تأمن رد فعله تجاه هذه
الاعتداءات، مشيرين إلى موقف "عاشور" المتخاذل تجاه ما يسمى بـ"قانون
الإرهاب" والذي يحوي العديد من المواد الكارثية التي تطيح بالحقوق
والحريات، على عكس موقف نقابة الصحفيين التي اتسمت بالجرأة وأعلنت صراحة
رفضها للقانون.
موقف "عاشور" الموافق على سياسات السلطة الحالية تجلّى في الموافقة
على الجرائم التي ترتكبها قوات الأمن في سيناء بذريعة محاربة الإرهاب، حيث
طالب المواطنين بالوقوف صفا واحدا مع الدولة ضد الإرهاب في سيناء.
وكان أغرب مواقف"عاشور" التي لاقت انتقادات واسعة في أوساط المحامين،
مشاركته منذ أيام في حفل التكريم الذي أقامته نقابة المحامين بالبحيرة لعدد
من أسر قتلى الجيش والشرطة.
ولم يتوقف الأمر على "عاشور" بل سار على نهجه نقيب المحامين بمحافظة
المنيا، حيث أعلن منذ يومين عن إقامة حفل إفطار محامي المنيا في نادي ضباط
الشرطة، إلا أنه عاد وأعلن إلغاء الحفل بعد تعرضه لانتقادات شديدة من
المحامين لسوء اختيار المكان في وقت يتعرض فيه المحامين للاعتداء والإهانة
على يد أفراد الشرطة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق