بعد الاتفاق الإيراني النووي.. 4 سيناريوهات تنتظر الشرق الأوسط
بعد 12 عاما من المفاوضات، توصلت إيران ومجموعة 5+1 (الولايات المتحدة
وبريطانيا وألمانيا وفرنسا والصين)، أمس الثلاثاء، إلى اتفاق ينهي أزمة
البرنامج النووي الإيراني، والذي كان من المقرر التوصل إليه في نوفمبر
الماضي، ولكن تم تأجيله لعدم التوصل لحل بعض القضايا الخلافية.
اشتملت الاتفاقية الشاملة بين السداسية وإيران على بنود عدة أهمها:
1- رفع العقوبات المفروضة من قبل أوروبا والولايات المتحدة عن إيران.
2- فرض قيود على البرنامج النووي الإيراني طويلة المدى مع استمرار تخصيب اليورانيوم بنسبة حددت بـ 3.67 في المائة.
3- خفض عدد أجهزة الطرد المركزي بمقدار الثلثين إلى 5060 جهاز طرد.
4- التخلص من 98% من اليورانيوم الإيراني المخصب.
5- عدم تصدير الوقود الذري خلال السنوات المقبلة، وعدم بناء مفاعلات
تعمل بالمياه الثقيلة، وعدم نقل المعدات من منشأة نووية إلى أخرى لمدة 15
عاما.
6- السماح بدخول مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية لكل المواقع المشتبه بها، ومنها المواقع العسكرية، لكن بعد التشاور مع طهران.
7- الإبقاء على حظر استيراد الأسلحة 5 سنوات إضافية، و8 سنوات للصواريخ البالستية.
8- الإفراج عن أرصدة وأصول إيران المجمدة والمقدرة بمليارات الدولارات.
9- رفع الحظر عن الطيران الإيراني وأيضا عن البنك المركزي والشركات النفطية والعديد من المؤسسات والشخصيات.
10- التعاون في مجالات الطاقة والتكنولوجيا.
..آثار الاتفاق بين الفرس والروم على العالم الإسلامي
وبالنظر
إلى حسابات الربح والخسارة يمكن القول: إن هناك دولا عربية يمكن أن تخرج
خاسرة من هذا الاتفاق، وهي تتلخص في 5 دول خليجية، هي "المملكة العربية
السعودية والكويت والبحرين واليمن ونصف الإمارات"، وذلك بعد التطبيع
الإيراني الغربي ورفع العقوبات الاقتصادية عن إيران وغض الطرف عن تمدد نفوذ
طهران في المنطقة العربية أو الشرق الأوسط.
1- استقواء الحوثيين ويتوقع المراقبون، أن يكون الثمن هو قبول الغرب
بالسيطرة الحوثية في اليمن، والتدخل لمنع حرب برية واتفاق بما يضمن النفوذ
الحوثي/ الإيراني القوي هناك في المعادلة السياسية، وهناك من يتوقع بسط يد
إيران في العراق بعدما اعترفت أمريكا لها بهذا الدور لميليشياتها الطائفية
والحرس الثوري هناك في مواجهة الدولة الإسلامية (داعش).
2- التمدد الإيراني في الخليج وأبرز ما يقلق دول الخليج، وخاصة الدول
التي بها أقليات شيعية، هو التمدد الإيراني ودعم هذه الأقليات، حيث إن
الصراع بين إيران وبعض هذه الدول، وعلى رأسها السعودية والكويت والبحرين،
على أشده منذ عقود، خاصة مع اشتعاله خلال الآونة الأخيرة أثناء الاحتجاجات
التي شهدتها البحرين والكويت.
ويعتبر المراقبون الاتفاق فرصة جيدة للدول العربية للتوحد في مواجهة
التمدد الإيراني وتمتين علاقات العرب مع تركيا ضمن (التحالف السني) الذي
جرى الحديث عنه عقب تولي الملك سلمان السلطة؛ لأن التمدد الإيراني معناه
إضعاف وإطلاق يد النفوذ الإيراني في المنطقة على حساب القوة الإقليمية لكل
من السعودية ومصر وتركيا معا، وقد يكون دافعا للسعودية تحديدا لاستكمال هذا
التحالف وترميمه من الخلافات المصرية التركية والمصرية القطرية، وقد تدفع
السلطات المصرية الحالية ثمنا لهذا.
كما قد يدفع الاتفاق دولا خليجية لتنشيط برامجها النووية أو السعي
للحصول على أو تصنيع قنبلة نووية إذا لم يعجبها الاتفاق النهائي بين إيران
والغرب، واعتبرته تهديدا لها، وهو ما ستقف أمامه الدول الغربية لأسباب
تتعلق بالصراع العربي الصهيوني.
3- الثورة السورية تتأثر ومن المتوقع أن يكون من أبرز ضحايا هذا
الاتفاق الثورة السورية، والذي تقوم إيران بدعم النظام السوري ضدها بالسلاح
والجنود، والذي سيتزايد بعد رفع الحصار الاقتصادي عنها، في حين تقوم
السعودية عن طريق تركيا بدعم الثوار ضد نظام الأسد.
4- إسرائيل ترتبك "خطأ صادم.. تاريخي"، هكذا وصف رئيس الوزراء
الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الاتفاق الذي توصلت إليه إيران والقوى الكبرى
الست، بشأن برنامج طهران النووي، مؤكدًا أنه سيبذل قصارى جهده لعرقلة
طموحات إيران النووية.
كما اعتبرت تسيبي حوتوبيلي القائمة بأعمال وزارة الخارجية الإسرائيلية
الاتفاق الذي من المتوقع الإعلان عنه بشأن الملف النووي الإيراني بأنه
"استسلام تاريخي من جانب الغرب لمحور الشر بقيادة إيران".
وتوضح هذه التصريحات عدم موافقة إسرائيل على الاتفاق، ما ينبئ عن
اشتعال الصراع الإيراني الإسرائيلي في المنطقة، وهو سيدفع إسرائيل إلى
تطوير ترسانتها النووية، واشتعال المنطقة بالمزيد من الصراعات، في ظل
التهديدات المتبادلة بين الدولتين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق