معارضة بالحرق والتدمير أيام "مرسي" .. وبالعشم فى زمن "الانقلاب"
الرئيس محمد مرسي
26/07/2015
"من المعارضة بالحرق والتدمير إلى المعارضة بالعشم".. هكذا حال المعارضة من حكم الرئيس مرسى إلى حكم قائد الانقلاب العسكرى عبد الفتاح السيسي.
أثارت تصريحات حمدين صباحى الأخيرة الموجهة للسيسى قائلا له: "لم نقطع حبال العشم ولكنها بدأت تدوب"، وزعم فى الوقت ذاتة "أن نجاح السيسى يعد نجاحا لمصر وضربا لمشروع جماعة اﻹخوان المسلمين، مشددا على الثقة الكاملة فى تحقيق ما لم يحقق اليوم"، أثارت تلك التصريحات موجة عارمة من السخرية على صفحات مواقع التواصل الاجتماعى، وطرحت العديد من علامات الاستفهام حول أساليب المعارضة خلال حكم الرئيس مرسى وأيام السيسي.
وبالنظر إلى المعارضة أيام مرسى، نجد أنها كانت تتسم بالعنف والاستعانة بمليشيات "البلاك بلوك" وحملات جمع التوقيعات الوهمية والتى كان أبرزها "تمرد"، فضلا عن رفض أى نوع من أنواع الحوار مع الرئيس مرسى وجماعة الإخوان المسلمين، والعمل على قدم وساق لإفشال الدولة، فها هو "حمدين صباحى" وبعد شهرين من حكم مرسى يصرح بأن "مرسى سيسقط قريبا وأيامه الآن معدودة فى الحكم".
المعارضة التى تعامت عن الاستخدام المفرط والمتعسف للسيسى للسلطة التشريعية فى إصدار عشرات القوانين الكارثية، هى نفسها المعارضة - التى كانت تنضوى تحت "جبهة الإنقاذ" وكان صباحى جزءا منها – التي أقامت الدنيا ولم تقعدها حين أصدر الرئيس مرسى الإعلان الدستورى، أواخر عام 2012، وقامت بالتحريض على اقتحام القصر الرئاسى، وإجبار مرسى على التراجع، بل ووصل الأمر إلى رفض "الحوار الوطنى" الذى دعا له مرسى لمناقشة مطالبهم، رغم تأكيد وزير العدل، آنذاك أحمد مكى، أنه تلقى ضمانات من الرئيس بقبول ما ستتفق عليه القوى السياسية فى الحوار؛ حيث دعا المنسق العام لجبهة الإنقاذ الوطنى، آنذاك، محمد البرادعى المعارضة إلى عدم المشاركة فى الحوار الوطني، وقال البرادعى على موقع تويتر "أناشد القوى الوطنية عدم المشاركة فى حوار يفتقد كل أبجديات الحوار الحقيقى، نحن مع الحوار الذى لا يقوم على سياسة لى الذراع وفرض الأمر الواقع".
ولم يتوقف الأمر عند رفض الحوار الوطنى لمناقشة أزمة الإعلان الدستورى، بل تعداه إلى رفض دعوة الرئيس مرسى لإجراء مصالحة وطنية شاملة فى البلاد، على خلفية استخدام المعارضة لمليشيات "البلاك بلوك" فى حرق العشرات من مقرات الإخوان وحزب "الحرية والعدالة" وإغلاق العديد من مبانى المحافظات، ومنع المحافظين من أداء مهامهم، واعتبر خالد داود، المتحدث باسم "جبهة الإنقاذ"، أن وقت الدعوة إلى المصالحة الوطنية قد تأخر كثيرا، والمعارضة متمسكة بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة"، مشيرا إلى "أن المعارضة تعتبر الانتخابات المبكّرة هى الحل حتى تخرج مصر من سلسلة الكبوات التى تتعرض لها منذ تولى مرسى حكم البلاد، على حد زعمه، وتطاول قائلا: "لقد حان الوقت ليترك مرسى الساحة السياسية لمن هم أكثر كفاءة فى إدارة شئون البلاد".
اختلاف أسلوب المعارضة فى أيام مرسى عن أيام السيسى لم يقتصر فقط على الجوانب السياسية، بل تعداه للقضايا المصيرية التى لا تحتمل الخلاف، والتى كان أبرزها "سد النهضة"؛ حيث رفضت المعارضة التعاون مع الرئيس مرسى للتصدى لمساعى إثيوبيا لبناء السد، واتخذت من اجتماعه بعدد من القوى السياسية والشخصيات العامة مادة للسخرية والاستهزاء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق