باحث سياسي: طائرات "الرافال" موضة قديمة والعسكر يريدون دعم فرنسا للانقلاب
22/07/2015
"لماذا استورد العسكر طائرات الرافال؟" بهذا السؤال طرح الباحث
السياسي علاء بيومي رؤيته حول أسباب شراء الانقلاب طائرات الرافال الفرنسية
في هذا التوقيت بعشرات المليارات من الجنيهات في الوقت الذي تعاني فيه
البلاد من تدهور اقتصادي واسع، فضلاً عن ضعف القدرات القتالية لهذا النوع
من الطائرات.
تسلمت مصر، أمس، من فرنسا 3 طائرات مقاتلة من طراز "رافال"، وذلك في
إطار صفقة تتضمن شراء 24 طائرة من الطراز نفسه، بقيمة 5.2 مليار يورو (أي
ما يزيد عن 45 مليار جنيه)، ومن المقرر أن تشارك المقاتلات الثلاث في حفل
افتتاح قناة الفنكوش السويس الجديدة، مطلع الشهر القادم.
وعبر حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" أكد الباحث
السياسي علاء بيومي أنه من المتوقع أن يكون هناك عدة أسباب تتعلق بالعسكر
ودولتهم وشعبهم، لشراء طائرات "الرافال" في الوقت الراهن، وأن هذه الأسباب
قد لا يفهمها المصريون وربما لن تشرح لهم.
وأشار إلى أن مدى "الرافال" الفرنسية لا يختلف كثيرا عن مدى الإف 16
الأميريكية، وأن مصر لا تحتاجها بقدر ما تحتاج طائرات تزويد للوقود في
الجو، ومع ذلك اشترت "الرافال" عالية الثمن، وهو ما يؤكد وجود أسباب مقصودة
وغير معلنة من وراء تلك الصفقة.
وعرض "بيومي" عدة احتمالات سعى العسكر - بحسب قوله - إليها من خلال تلك الصفقة، حيث جاءت تلك الاحتمالات كالآتي:
أولا: أن يكون العسكر يريدون أن يقولوا لزملائهم أنهم مهتمون بالجيش
وأسلحته، ويركزون على تسليح الجيش الذي أهمله مبارك، هناك تقارير تفيد أن
الجيش المصري يعاني من قلة السفن الحربية متعددة المهام، والتي يسعى العسكر
للحصول عليها من فرنسا وألمانيا.
ثانيا: الاحتمال الثاني بحسب "بيومي" أن يكون العسكر - في إشارة
لقيادات المجلس العسكري - يريد تنويع مصادر أسلحتهم، يريدون أسلحة من روسيا
وفرنسا ولا يريدون التركيز على أميركا فقط التي وافقت على ثورة يناير
وضغطت على مبارك للتنازل عن الحكم، من مصلحة العسكر تقليل الاعتماد على
أمريكا وخاصة في السلاح حتى يقللوا من قدرتها في الضغط عليهم.
ثالثا: أن العسكر يريدون شراء دعم دولي لدولتهم الجديدة، يريدون
الدخول في شراكات اقتصادية وسياسية وأمنية (تختصرها صفقات السلاح) مع أكبر
عدد ممكن من الدول؛ لأنها تمنحهم شرعية وثقة في الذات وتعطيهم انطباعا
بالقدرة على شراء رضا الخارج.
وأوضح بيومي أن "هناك تقارير تفيد أن صفقة الأسلحة الأخيرة لمصر من
روسيا (3.5 مليارات دولار) تستورد مصر بموجبها طائرات ميج 29 مع أنها باتت
طائرة قديمة مقارنة بميج 35، ومع ذلك يقدم العسكر - وفقا لتلك التقارير -
على شراء المزيد من ميج 29 من أجل عيون روسيا ودعمها".
وأشار إلى التقارير التي تؤكد أن قدرات "الرافال" محدودة، وأن هناك ما
هو أحدث منها بكثير وأن مصر لا تحتاجها في الوقت الراهن، إلا أنها اشترتها
ربما لشراء دعم فرنسا وللتأكيد على تنوع مصادر الأسلحة كما كان الحال في
الماضي.
ويرى "بيومي" أن هناك سبب رابع لتلك الصفقة وهو أن العسكر يروجون في
أوساط أتباعهم أنهم يناظرون إسرائيل أو ينافسونها أو يستعدون لأي صراع محتل
معها، يعني ربما يحاول العسكر إقناع أنفسهم وأتباعهم أن عقيدتهم العسكرية
ما زالت بالفعل موجهة ضد إسرائيل على الرغم من تعاونهم غير المسبوق معها.
وتابع قائلا "ربما يصور العسكر لأتباعهم بأن علاقتهم بإسرائيل حاليا
هي مجرد تمويه، وأنهم ما زالوا في حاجة لتحقيق توزان عسكري معهم، وهو توازن
يضمن الغرب والشرق انحيازه لإسرائيل نفسها خاصة في الجانب الهجومي".
وأوضح "أن أميركا باعت مؤخرا طائرات إف 35 لإسرائيل والتي تضمن تفوق
إسرائيل النوعي في الطائرات الهجومية بالمنطقة بسعر حوالي 110 مليون دولار
للطائرة، وهو سعر يبدو أقل تقريبا من سعر الرافال والتي حصلت مصر على 24
طائرة منها من فرنسا بالإضافة لفرقاطة متعددة المهام وصواريخ وذخائر بحوالي
6 مليار دولار أمريكي".
وأكد "بيومي" أن مصر لن تحتاج الرافال في حرب داعش بسيناء، ولا تخوض
حروبا خارجية، ولا تمتلك أي برلمان ليراقب حزب القوات المسلحة الحاكم، ولا
توجد أي رقابة تقريبا على دولة العسكر.
واختتم كلامه قائلا هذه محاولة للتفكير بصوت عالي في موضوع صعب للغاية
يتعلق باحتياجات تسليح الجيش المصري وأسلوب تفكير حزب القوات المسلحة
الحاكم، وهي ليست خلاصات نهائية بقدر ما هي قصاصات أفكار.
التعليقات / عدد التعليقات (0)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق