الخميس، 23 يوليو 2015

قبل أن تغرق السفينة! بقلم: د. عز الدين الكومي



قبل أن تغرق السفينة!
 
بقلم: د. عز الدين الكومي
 
أثار تأجيل محاكمة الدكتور مرسي في هزلية التخابر مع قطر إلى الثاني من أغسطس القادم بسبب إصابة الرئيس بهبوط في السكر الكثير من المخاوف، ويكشف في نفس الوقت حجم معاناة الرئيس في سجون النظام الانقلابي ومحاولة الانتقام من الشرعية في شخص الرئيس.
حيث أبدت هيئة الدفاع عن الرئيس وبقية المعتقلين قلقها من عدم حضور الرئيس، كما أوضحت حالة القصور الطبي وعدم توفير رعاية طبية تليق بالرئيس مرسي في محبسه.
 
وإن كان غياب الرئيس مرسي عن محاكمة اليوم هو بالون اختبار لأنصار الشرعية حاول النظام الانقلابي من خلاله قياس مدى ردة الفعل لدى أنصار الشرعية حالما قرر النظام الانقلابي الخلاص من الرئيس مرسي.
ولكني يمكنني القول إن إقدام العسكر على مثل هذه الخطوة هو بمثابة اللعب بالنار لأن تصفية الرئيس تعني ببساطة شديدة وهذا ما لا يدركه العسكر وقوع مصر برمتها في دوامة من العنف مما لا يمكن لأحد التنبؤ بعواقبه أو السيطرة عليه، وذلك لأن المساس بحياة الرئيس ستكون تداعياته خارج كل حسابات العسكر المغلوطة.
 
 وقد قال الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر من قبل إن الرئيس مرسي هو كلمة السر في أي حل، والانقلابيون هم طرف لأنه -على حد قوله- إن أمريكا والاتحاد الأوربي عجزا عن الضغط على تحالف أنصار مرسي ودول الخليج بما تملكه من ثقل اقتصادي عجزت عن تسويق الانقلاب وفشلت كل حملات الترويج المجانية والمدفوعة الأجر.
خاصة وأنه قد تردد أخيرا على لسان الصليبي الحاقد القس فلو باتير بأنه تم الاتفاق مع عصابة النظام الانقلابي على تحديد موعد محاكمة الرئيس مرسي يوم 14 نوفمبر 2013 وهو عيد البابا تواضروس حتى يكون العيد عيدين بما لا يدع مجالا للشك أن هناك تنسيقا كبيرا بين الكنيسة وبين جرائم العسكر منذ انقلاب 3 يوليو، والذي اعتبرته الكنيسة بمثابة انقلاب على الإسلام، مما يؤكد انتهاج العسكر وعصابة الانقلاب لنهج العصابات الإجرامية الدموية لكن على ما يبدو أن سلطة الانقلاب لا تدرك عواقب مثل هذه القرارات الخرقاء والتي ستؤدي حتما لتوريط الجميع في المشهد الدامي الذي يمكن أن تنزلق البلاد إليه بسبب نزوات وحماقات العسكر.
 
ولذلك أناشد العقلاء إذا كان هناك بقية باقية منهم في الجيش أو في القضاء أو حتى في المؤسسات الأمنية والاستخباراتية أن الإقدام على هذا السيناريو قد يجر البلاد إلى محرقة، فما علي هذه الجهات إلا التصدي لمنع عصابة الانقلاب من الانزلاق بالبلاد إلى مستنقع اللبننة أو الصوملة لأن أداء عصابة الانقلاب الرامي لتصعيد وتيرة الاحتراب الأهلي والذي سينعكس خطره على المنطقة بأسرها وأبعاد تصفية الرئيس لن تقف عند هذا الحد.
لأن الثورة تجذرت في نفوس الشباب الطامح للحرية والكرامة الإنسانية ولن يثنيه عن أهدافه ظلم أو قهر أو اعتقال أو قتل لأن حاجز الخوف قد انكسر وذهب إلى غير رجعة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق