الاثنين، 20 يوليو 2015

اللهم أنصر أخلص الفريقين لمصر بقلم: م/ يحيى حسن عمر

اللهم أنصر أخلص الفريقين لمصر

بقلم: م/ يحيى حسن عمر
اللهم أنصر أخلص الفريقين لمصر
 (1)
 حين نقارن بين الركع السجد في رمضان في إعتصام رابعة وبين الذين أطلقوا عليهم الرصاص وأضرموا النار في المسجد، وحين نقارن بين الذين عمروا مساجد الله وبين الذين يحرمون الإعتكاف فيها، فإن القوم يردون علينا بأنكم تدعون إلى أممية إسلامية ولا تأبهون بالوطن، بينما نحن نمثل فريق الوطن !!، ونحن الذين نحتكر الوطنية، بينما أنتم ناقصي الوطنية تريدون بمصر الشر !!.

(2)
    لذلك لن أتحدث في هذه المقالة عن أحب الفريقين إلى الله، ويكفيني هنا أن أدعو الله في هذه الليلة الكريمة من العشر الأواخر من رمضان أن يبرم لمصر إبرام رشد يعز فيه أهل طاعته ويهدي فيه أهل معصيته، يؤمر فيه بالمعروف وينهى فيه عن المنكر، وينتصر فيه لكتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.

 (3)
    لكنني سأتحدث هنا عن دعوى الشعب الآخر الذي قسم مصر لشعبين فقال قائلهم: إنتم شعب وإحنا شعب، الشعب الآخر الذي إحتكر الدولة لنفسه، وأستباح الشعب الذي يشاركه مصر !!، فقتل فريقًا وسجن فريقًا وأستباح مال فريق وشرد فريقًا وكمم أفواه الجميع، وهو يهتف تحيا مصر !!، والله يعلم أنهم لكاذبون، وما هكذا تحيا مصر، وما هذا لمصر بحياة وإنما موت بطئ، لذلك دعائي اليوم: اللهم أنصر أولى الفريقين بمصر وأحرصهم عليها، وعلى رفعتها وعلو شأنها وكرامة مواطنيها.

 (4)
  وصل رئيس إسلامي إلى الحكم في مصر بإرادة الشعب، وأحتكم في حكمه للشعب في إقراره للدستور فأقر بنسبة 64%، وأطلق في عهده الحريات، وكان يشتم صباح مساء، فتحمل صابرًا، حتى تحمل الحصار، وتحمل أن يقصف قصره الجمهوري بالمولوتوف، وأن يحاولوا إقتحام القصر بالبلدوزر، بينما لم يتحمل الشعب الآخر الديموقراطية، فجاء على ظهور الدبابات ليسحق التجربة الديموقراطية المصرية، ويقيم مكانها دكتاتورية قمعية بدعوى أن الرئيس المنتخب مستبد يعمل بمبدأ (يا نحكمكم يا نقتلكم) !!، اللهم إن كانوا صادقين وكان هذا نصرًا لمصر فوفقهم، وإن كان غير ذلك فاللهم أنصر أخلص الفريقين لمصر، اللهم أنصر أولى الفريقين بمصر، اللهم أنصر أحرص الفريقين على مصر.

(5)
    ضن الرئيس المنتخب بدماء مواطني مصر، حتى أن أكثر ما يؤخذ على عهده أحداث الإتحادية وفيها قتل 10 أكثرهم من فريقه، فلما جاء الآخرون أزهقوا أرواح آلاف المصريين وعم القتل في عهدهم واستشرى، وجرح عشرات الآلاف، اللهم إن كان في هذا نصرًا لمصر وحفظًا لها كما يزعمون فوفقهم، وإن كان غير ذلك فاللهم أنصر أخلص الفريقين لمصر، اللهم أنصر أولى الفريقين بمصر، اللهم أنصر أحرص الفريقين على مصر.

(6)
    في عهد الرئيس المنتخب كانوا يحاسبونه على النقير والقطمير، وعندما عين ابنه في وظيفة براتب بتسعمائة جنيه شهريًا – وليست تسعة آلاف ولا تسعين ألفًا – أقاموا عليه الدنيا وأقعدوها، والآن تستباح أموال مصر وتهدر بالمليارات، وتسند جميع المشاريع الكبرى بالأمر المباشر، ولا يوجد رقيب ولا حسيب، وترصد المليارات من ميزانية مصر تحت بند (بنود أخرى)، اللهم إن كان في هذا الخير لمصر والسرعة في إعمارها كما يزعمون فوفقهم، وإن كان غير ذلك فاللهم أنصر أخلص الفريقين لمصر، اللهم أنصر أولى الفريقين بمصر، اللهم أنصر أحرص الفريقين على مصر.

(7)
  كان الرئيس المنتخب حريصًا على كرامة المصريين مدققًا في هذا، حتى أن الشرطة التي تعودت على المظالم قبله قال قائلهم: نحن في إجازة منذ ثورة يناير !، وبعد سقوطه عادت الشرطة من إجازتها، وعادوا لما نهوا عنه وأكثر، حتى مات صريعًا في قسم واحد من أقسام الشرطة 11 متهم في أول خمسة أشهر من هذا العام، ومات أكثر من 230 مواطن مصري في الأقسام منذ 3 يوليو، وعاد التعذيب والإهانة وإنتهاك الكرامة في اقسام الشرطة لأسوأ من أسوأ العهود التي مرت على مصر، اللهم إن كان في هذا الخير لمصر والضمان لأمنها كما يزعمون فوفقهم، وإن كان غير ذلك فاللهم أنصر أخلص الفريقين لمصر، اللهم أنصر أولى الفريقين بمصر، اللهم أنصر أحرص الفريقين على مصر.

(8)
 اللهم إن مصر من خلقك، لا يصلحها إلا ما جاء في شريعتك من سبل الإصلاح، وقلت وقولك الحق " إِنَّ اللَّهَ لا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ "، فإن كنت تعلم سبحانك أنهم أولى بمصر منا، وأنهم بما يفعلون أخلص لمصر منا، وأنهم بما يبرمون ويدبرون أحرص على مصر منا، فاللهم أنصرهم ووفقهم وأرفع من شأن مصر على أيديهم ولو على حساب دمائنا وما نلقاه على أيديهم، وإن كان غير ذلك فاللهم أنصر أخلص الفريقين لمصر، اللهم أنصر أولى الفريقين بمصر، اللهم أنصر أحرص الفريقين على مصر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق