أحمد أبو الغيط... و قراراته الأولى لتجميل الجامعة العربية
بقلم : معن البياري
4 يوليو
2016
ما هي، بالضبط، قيمة جامعة الدول العربية التي يتوهمها الأمين العام المستجدّ، ويلحّ على أن تليق بها نظافة مبنى الجامعة وأناقة مكاتبها؟ لا يسعفنا أرشيف الجامعة، منذ توقيع مصطفى النحاس باشا، وزملائه من بعض العرب، على ميثاق نشوئها، في 1945، بما يدلّل على هذه القيمة المتخيّلة. ففي أول حروب العرب مع أعدائهم بعد قيام الجامعة، حمّل القائد الفلسطيني، عبد القادر الحسيني، أمين عام الجامعة في تلك الغضون المسؤولية، بعد أن ترك جنوده، في أوج انتصاراتهم، من دون عونٍ أو سلاح. كان العدو آنذاك اسمه إسرائيل، وكان أولئك الجنود يقاتلون، في 1948، من أجل إنقاذ فلسطين من الاحتلال الأول. أما أحدث حروب العرب الراهنة، فتتوزع في اليمن وسورية والعراق وليبيا والصومال، والأعداء وأشباحهم وأشباههم عديدون، ولا تندسّ إسرائيل بينهم، ولم نُصادف، في الأثناء، جهداً للجامعة المتحدّث عنها هنا من أجل وقف أيّ من هذه الحروب، الأهلية والحمد لله. وسيكون من الكوميديا أن يطلب واحدنا، حفظ الله عقول الجميع وحماها، دوراً لهذه الجامعة في أمرٍ كهذا.
كأن أحمد أبو الغيط يقيم منذ اليوم الأول لوظيفته، على همّةٍ لا تلين، وعلى عزيمة لا تفتر. كأن لسان حاله ينطق بأن ننتظر منه، ما إن يفرغ من تهيئة مبنى الجامعة بما يليقُ بها، أن يصل الليل بالنهار، وهو يسعى في ربوع العرب وحواضرهم، من أجل ترميم أوطانهم، وصيانتها من انفلات التصدّعات فيها، وتنظيفها من كل ما يعيق تقدمها إلى العزّ والسؤدد. كأنه يطلب، منا، نحن الرعايا العرب، أن نعينه في مهمته الجسورة هذه، وأن ندعو العلي القدير أن لا يضنّ عليه بأيٍّ من أسباب التوفيق، في سعيه .....
وأخيراً، سترتعد فرائصُ اسرائيل ، أياماً بعد أن يكتمل إصلاح مبنى جامعة الدول العربية وتنظيفه. سيتفرّغ لكسر أرجل عسكرها ومسؤوليها.. هي أيام فحسب، وسنرى أبو الغيط غضنفر هصوراً، وهذه قراراتُ يومه الأول أميناً عاماً تشهد على ما نثرثر ونمزح.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق