"ثورجية 30 يونيو" يعضون أصابع "الندم" في ذكرى "المقلب"
30/06/2016
بعد 3 سنوات من القهر وبيع الوطن والخيانة والانهيار متنوع الاتجاهات، قرر النشطاء "منى سلطان، وهالة البناي، ومحمد صبحي الطويل" أن يكتبوا شيئا عن توبتهم من مشاركتهم في النزول لميادين 30 يونيو في التحرير والاتحادية، رافضين في المجمل حكم العسكر، بغض النظر على اتفاقهم على الظلم الذي تعرض له الإخوان أو مناصرتهم لشرعية الرئيس المدني المنتخب د. محمد مرسي.
غير أن شخصيات- ومنها الإعلامي محمود مراد- أكدوا أن للتوبة شروطا، وكتب مقالا اليوم في موقع (هافبوست الأمريكي)، النسخة العربية، قال في إحدى فقراته: "عزيزي ابن التيار الإسلامي ممن عاش طيلة عامين في وهم "الجيش حمى الثورة وهو عمود الخيمة الأخير، عزيزي ثائر 30 يونيو، يا من أناخ أكتافه لأبطال الثورة المضادة، لا ليركبوه هو فقط، ولكن ليركبوا الوطن بأكمله... للتوبة شروط".
الباحثة عن الحقيقة
الناشطة منى سلطان، هي الآن تصادق على صفحتها على فيس بوك الكثير من رافضي الانقلاب، بغض النظر عن موقفها من مناصرة الشرعية، وصورة البروفايل الخاصة بصفحتها "مصر الكنانة"، وقد حولت حرف (ن) الثانية إلى (ف) فصارت "مصر الكنافة"!، في تعبير عن المنحنى الهابط الذي تمر به مصر في رأيها.
وكتبت منى قبل ساعات: "أنا واحدة من اللي انضحك عليهم ومضوا على استمارة تمرد، ونزلت ٣٠/٦ بنية التغيير والإصلاح". والسبب برأيها في الخديعة "لأن كل حاجة كنت بقابلها بشكل يومي بقت في وضع سيئ مثلا، مفيش أدوية ومستلزمات طبية في المستشفى، ولما أسأل يقولوا أصل الجمارك واقفة بأمر من "الريس" والمرتبات بتتأخر، وكل يوم كارثة مش أزمة مرورية، كنت بقعد أكتر من ساعتين في طريق بياخد ربع ساعة وحاجات تانية كتير، عرفت بعدها إن كلها أزمات مفتعلة لتضييق الخناق علينا".
وأضافت "سلطان" عن ذكريات نزولها: "نزلت وماقعدتش في الميدان خمس دقايق، دخلت من اتجاه قصر العيني وخرجت من طلعت حرب.. اتخضيت لما وصلت الميدان وشفتهم بيرفعوا بتوع الشرطة، والفلول وهم بيرقصوا، وقتها قلت لأصحابي اللي كانوا معايا ده انقلاب، ودي مش ثورة، الناس دي مش هي اللي كانت معانا يوم ٢٥و٢٨ يناير، الناس دي هم اللي كانوا بيقولوا ولعوا بيهم الميدان، وبيقولوا إننا خربنا البلد، الناس دي أبناء مبارك بتوع إحنا آسفين يا ريس".
وتابعت "رجعت بيتي وأنا مدمرة نفسيا براجع نفسي وأفكر في كل اللي حصل بزاوية تانية أوضح كتير لحد ما السيسي طلب تفويض، كنت بحذر كل اللي أعرفهم وأقولهم ده تفويض بالدم، هيدبح كل اللي هيقف قصاده بيه، وحصلت رابعة اللي مازلت رغم حسن نيتي حاسة بالذنب ناحية كل نقطة دم نزلت فيها، ربنا يغفر لي جهلي وتقصيري".
اليوم الأسود
أما هالة (Hala Al Bannay)، وهي ليبرالية تحتفظ ضمن مشاركتها عبر صفحتها بصورها مع محمد البرادعي، فقالت: "بمناسبة ٣٠ يونيو، عاوزة أقولكم إن لو الزمان رجع بي تاني.. أقسم بالله لكنت أتمنى أن يفرمني قطر الصعيد، ولا إني أنزل التحرير اليوم الأسود ده".
أما الناشطة فاطمة محمد، فدعت الله في هذه الليلة أن يسامحها، وقالت "النهاردة ذكرى 30 يونيو.. وأنا أول واحدة شاركت فيها وندمت ندم كبيييير أووي.. ندمت إني اختارت وشاركت وكانت مشاركة غلط.. توقعت إن البلد هتتظبط".
ولكنها أعربت عن صدمتها من الواقع، قائلة: "بس من ساعة 30 يونيو وكل يوم البلد بتخرب أكتر.. كل يوم بتبوظ وبتتبهدل واللي ينكر كده يبقى مبيفهمش.. ربنا يسامحني على مشاركتي دي في النكبة دي مش ثورة.. واللي عاجبه كلامي أهلا وسهلا وفوق راسي.. واللي مش عاجبه يتفضل بالسلامة برا بروفايلي".
المستقبل "المفيد"
غير أن بعض النشطاء، ومنهم محسن صبري، وتظهر صفحته صداقته مع رموز من "التيار المصري"، فكتب مطالبا بصفحة جديدة لا تجتر الماضي، موضحا أن "اللي نزل في 30 يونيو 2013 في منهم ندم وفيه منهم شايفها لسه ثورة، فلو سمحت يا ندمان حضرتك كتبت بوست ندمت فيه في 2014/2015 بلاش بوست 2016 الله يكرمك.. وأنت يا عم الثورجي حضرتك كتبت بوست عن شجاعتك وبطولاتك في 2014/2015 بلاش بوست 2016 الله يكرمك.. ارحمونا من ذكرياتكم وكلمونا عن مستقبلكم".
غير أن قطاعا عريضا أيضا من "الثورجية"، ومنهم علاء الأسواني الكاتب والروائي، فلم يكتب أي "بوست"، لا في 2014 أو أي سنة، إلا أنه كشف عدم ندمه على 30 يونيو، وقال لـ"الشروق" قبل عام: "لم أندم على مشاركتي في 30 يونيو.. وسأنتزع حقي كاملا"!.
غير أن راقصات وفنانات، ومنهن رانيا يوسف، كن أشجع من "الأسواني"، وندمن منذ اللحظة الأولى على المشاركة، وقالت "يوسف": "تعرضت وابنتى للتحرش بالتحرير فى 30 يونيو.. ندمت إنى نزلت ويا ريتنى ما نزلت لأننى عرضت بنتى لموقف صعب واتبهدلنا فيه". وأضافت رانيا فى حوارها على قناة "النهار": "يوم 30 يونيو عملي صدمة كبيرة جدا".
ندم مقروء
وكتبت الصحفية مي عزام مقالا، اليوم، بصحيفة "المصري اليوم" الانقلابية، بعنوان "ماذا تبقى من 30 يونيو؟"، قالت فيه "اليوم تحتفل الدولة بذكرى الثورة فى عطلة رسمية وتهانى بروتوكولية يغيب عنها الفرح الشعبى ومظاهر التوحد التى ميزت مسيرات الجموع نحو مقر القصر الرئاسى فى الاتحادية. اليوم يبدو طريق الجماهير نحو القصر مغلقا، بفعل القيود التى تمنع التظاهر (وأقول تمنع ولا أقول تنظم)، فالإجراءات الأمنية أقرب إلى التعامل مع فعل تحريم وتجريم وليس فعل تصريح وتنظيم".
وأضافت "مشهد الاحتفال هذا العام يأتى فى أجواء مخيبة للآمال التى ارتسمت على وجوه المتظاهرين وسكنت قلوبهم قبل ثلاثة أعوام، فلقد توافقت ذكرى 30 يونيو مع تصاعد الانقسام بشأن قضية جزيرتى تيران وصنافير، ومع تصعيد حملات تصفية الرأى المخالف بأساليب أمنية وإقصائية تفتقد الكياسة والإخراج المتقن".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق