"التحرش الجنسي" يغزو شوارع مصر في العيد.. وأمن الانقلاب يلاحق الثوار
18/07/2015
"التحرش الجنسي".. بات شعار شوارع ومنتزهات مصر في كافة الأعياد ، في ظل فشل الجهات الأمنية في التصدي للظاهرة وانشغالها بمحاصرة المصلين بساحات العيد وملاحقة وقتل المتظاهرين المناهضين للانقلاب بمختلف شوارع المحافظات.
فبالتزامن مع قتل قوات الأمن 6 من المتظاهرين في عدة مناطق من محافظة الجيزة ، شهدت شوارع القاهرة انتشارا ملحوظا لظاهرة التحرش الجنسي بالفتيات خاصة في مناطق حديقة الفسطاط والأزهر والحيوان وشوارع منطقة وسط القاهرة والكورنيش والأهرامات ، وسط محاولات للأهالي والمارة للدفاع عن الفتيات.
وظهر للمصريين أن الارقام التي خصصتها وزارة الداخلية في حكومة الانقلاب منذ أيام للاتصال بها فور وقوع حالات تحرش، لم تكن سوي "شو إعلامي"، حيث لم يتم الإعلان عن ضبط متحرش واحد في مختلف أنحاء الجمهورية ، علي الرغم من نشر عدة مواقع صورا لحالات التحرش.
وعلي الرغم من إعلان الوزارة عن وضع خطة أمنية مكبرة، تنفذ بنودها جميع مديريات الأمن على مستوى الجمهورية، وتركز على زيادة الخدمات الأمنية بأماكن التجمعات والحدائق والمتنزهات، وبمحيط دور السينما وفي الشوارع، وزيادة عناصر الشرطة النسائية في مترو الأنفاق، للتصدي للظاهرة بحسم وقوة ومنعها ، الا أن المصريين فوجئوا ومنذ الساعات الأولي ليوم العيد بغياب أمني عن تلك المناطق وانتشارا مكثفا في الميادين وساحات صلاة العيد في مشهد يؤكد عبثية الوضع الذي تعيشه مصر مابعد انقلاب 3 يوليو !!
ومع هذا التخاذل الأمني والمجتمع في التصدي للظاهرة يبدو أن مصر ستظل محتفظة بترتيبها العالمي"الثاني" ، حيث احتلت هذا المركز بنسبة 64%، وذلك وفقا لتقارير منظمات الدفاع عن حقوق المرأة العالمية، والتى أكدت أن مصر فى المركز الثانى من التحرش الجنسى بعد أفغانستان ، فضلا عن احتلالها المركز الثانى أيضا فى قائمة الاتجار بالنساء وفقا لتقرير مركز القاهرة للتنمية وحقوق الإنسان، وبيان الأمم المتحدة الذى أكد على تصدر مصر مرتبة متقدمة من الاتجار بالنساء بأشكال مختلفة.
لم تستطع العادات والتقاليد التحكم فى بعض الظواهر أو وقفها، فقد أصبح التحرش متفشيا فى كل المحافظات، ووصلت إلى الصعيد أيضا، وفقا لبعض الدراسات ورصد المنظمات.
ووفقا لرصد العديد من المنظمات فإن الظاهرة شهدت خلال عام 2014 اتساعا ملحوظا بمختلف محافظات الجمهورية في ظل انشغال الأمن بالانغماس في الصراع السياسي عن القيام بدوره الأساسي في توفير الأمن للمواطنين، حيث رصدت مبادرة "شقت تحرش" وقوع 1191 واقعة تحرش جنسى فى 20 محافظة فى الفترة بين 17 سبتمبر و25 ديسمبر 2014، أى خلال 100 يوم ، مشيرة الي أن النسبة الأكبر كانت فى الإسكندرية بعدد 425 واقعة، بنسبة 35٫68% من إجمال الحالات، بينما جاءت القاهرة فى المركز الثانى بعدد 364 واقعة بنسبة 30%، ثم كفر الشيخ فى المركز الثالث بـ104 وقائع.
وأشارت الدراسة إلى احتلال الجيزة المركز الرابع فى حالات التحرش بعدد 58 واقعة، وفى المركز الخامس المنيا بعدد 53 واقعة، والبحيرة فى المركز السادس بـ 45 واقعة بنسبة 3.78%، بينما جاءت الشرقية فى المركز السابع بعدد 32 واقعة، والبحر الأحمر 29 واقعة، وجنوب سيناء 27 واقعة، بينما أتت المنوفية فى المركز العاشر والأخير بعدد 11 واقعة بنسبة 0٫92%.
الغريب في الأمر أن الجهات الأمنية لا ترغب في القيام بدورها في التصدي للظاهرة ، وفي نفس الوقت تضيق علي الجهات المجتمعية التي تقوم برصد وقائع التحرش والتي وصلت فقط خلال عيد الأضحي الماضي الي 188 حالة تحرش تضمنت حالات تحرش جماعي تم توثيقها ونشرها.
التضييق الأمني علي تلك الجهات دفع العديد منها الي تجميد عملها هذا العام ، بينما استمر الباقى فى أماكن معينة، أو قصر دوره على تلقى البلاغات فقط ، حيث خصصت عدد من المنظمات النسوية مكاتب لتلقى الشكاوى وغرف عمليات من خلال عدد من أرقام التليفونات أو عبر البريد الإلكتروني، حيث خصص مكتب شكاوى المرأة، بالمجلس القومى للمرأة غرفة عمليات لتلقى الشكاوى والبلاغات.
وكان من بين المبادرات المناهضة للتحرش التي أعلنت امتناعها عن المشاركة خلال أيام عيد الفطر هذا العام خوفا من الظروف الأمنية، حيث أعلنت حملة "التحرش بالمتحرشين"، تعليق كافة أنشطتها بشكل رسمى، خوفا من استغلال قوات الأمن أى حراك للتنكيل بهم حتى إن كان تطوعى وهدفه اجتماعى وليس سياسي ، مشيرة الي تعرضها لمضايقات أمنية والتنكيل الذى وصل للقبض على بعض أعضاء الحملة والتعدى عليهم ثم الإفراج عنهم، خلال الأعوام الماضية، رغم هدف الحملة المتجرد من أى انتماء سياسى.
من جهتها قررت مبادرة "شفت تحرش"، استمرار نشاطها فى منطقة وسط البلد فقط، من خلال الوجود الميدانى وفقا لخريطة خاصة بالمبادرة، موضحة أن منطقة وسط البلد أصبحت منطقة موبوءة بجرائم التحرش الجنسى، والاعتداء على النساء والفتيات ، وأعلنت الخريطة الميدانية لوجودها وهى :” أمام سينما ميامى بطلعت حرب، وأمام سينما مترو بشارع طلعت حرب، وتقاطع شارع طلعت حرب مع 26 يوليو وحتى دار القضاء، ومحيط ميدان التحرير، وميدان عبد المنعم رياض، وأمام مبنى ماسبيرو، وحتى كوبرى قصر النيل”.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق