الثلاثاء، 2 يونيو 2015

تعرف على دور الشعوب في إنهاء الصراع وحسم المعركة

تعرف على دور الشعوب في إنهاء الصراع وحسم المعركة

تعرف على دور الشعوب في إنهاء الصراع وحسم المعركة
     لم يعد النصر يقاس بأي طرف فاز بمجموعة معينة من المعارك، بل أصبح يقاس بأي طرف يملك من النفوذ والسيطرة علي الشعب أكثر من الطرف الأخر”
– نحن قوم ابتعثنا الله، لماذا ؟ أول شيء ” لنخرج العباد من عبادة العباد، إلي عبادة رب العباد ” يعني إخراج العباد من عباءة التبعية لقيم وسيطرة النُظم عليهم واستعبادهم، إلي ترسيخ قيم ومنهج ربنا بداخلهم” (هذا ليس له علاقة لا بمكاسب سياسية و لا عسكرية و لا نظريات ولا أي شيء آخر، هذا أمر منهجي بحت .
أول مراحل الخروج، هي الخروج بعقولهم من سطوة الركوع لأفكار وقيم الغرب لقيم منهج الحق المتوافقه مع فطرتهم في الأصل، هذا التحرر الفكري لن يتم إلا بفضح الواقع وانحطاطه والأفكار التي بُنى عليها، ثم طرح القيم البديلة لهذه القيم “نشر الوعي”، طبعاً لكي يصل كلامك للأشخاص من حولك ويستوعبوا كلماتك وتصل لمرادك من دعوتهم تحتاج لأن تخاطب الناس باللغة التي يفهموها ” أتحبون أن يُكذب الله ورسوله” ( على بن أبي طالب ) .
تحتاج أن تراعي طباع ونفسيات أفراد الأمة المختلفه ولو هناك أمر مختلط عليهم تبينه أولًا “حتي لا يقول الناس أن محمد يقتل أصحابه”، هم منافقين ويستحقوا القتل – لكن الرسول أجل قتلهم لكي لا يقول الناس ممن لا يعرفون هؤلاء المنافقين بأن الرسول يقتل أصحابه.
بالمرور سريعا على تقارير المراكز البحثية الغربية، ستدرك أهمية هذا العنصر في الصراع الحالي، ستجد أن كل التقارير والمقالات والأبحاث المهتمة بشأن الصراع القائم تحذر أمريكا وتنصحها، تحذرها من (إمكانية) هزيمة الجيوش المتطورة والمتقدمة علي يد (قلة قليلة ضعيفة) لو خاضت هذه القلة الصراع من منظور سياسي إعلامي لكسب معركة العقول والقلوب مع شعوبها، وإن مكمن الخطر الحقيقي في الحروب الثورية أو كما أطلقوا عليها “حروب العصابات” في ذراعها السياسي والاعلامي وليس العسكري فقط .
وتنصح هذه المراكز أمريكا أن لا تخوض المعركة علي الجانب العسكري فقط “فهي ليست عراك في شارع” وأنها لابد وأن تركز أكثر علي جانب قطع الصلة بين هذه القلة وجموع الشعب ” التي تحارب من أجله هذه القلة والمقصود بهم نخبة المقاومة ! “، في تقرير مهم لمركز ويست بوينت كان يدرس أخطاء الصراعات الحالية فذكر ان المشكلة الرئيسية التي تواجه الكيانات العسكرية “يقصد التيارات الجهادية” كانت عدم فهمها للشعب واستيعابهم وتحليل نفسياتهم وكيفية التعامل معها.
واقع الصراع بدون تجميل أو تذويق

عزل الشعب عن الصراع، استعدائه ووضعه في خانة العدو ! ، ثم مخاطبته بلغه لا يعقلها ومصطلحات لا يدركها، وتصدير مشاكل لا تمس احتياجاته ولا تستثيره، الخ، وبالتالي دائماً “خسارة المعركة” .
الاستسلام لخوض المعركة بمعزل عن الشعوب هو أذان بالهزائم المتكررة تاريخيا، وببساطة أصحاب معركة التغيير اليوم يلاقون من الرفض المجتمعي والشعبي ما كان يلاقيه الاحتلال أمس، غير أن الاحتلال استفاد من تجاربه الماضية وأصحابنا أدمنوا تكرار الأخطاء، ومازال في الوقت متسع لأصحاب الوعي والمنهج، الشواهد التاريخية كلها تذكر معادلات محددة ومحسومة وواقعية للصراع بين الأمة وأعدائها علي مر التاريخ ، يعني مثلا في الحملات الصليبية الأولي علي الأمة كانت ما بين المحتل و “الأمة” والنصر كان حليف الأمة .
(مرحلة الإستعمار القديم) المحتل × الأمة ← انتصرنا ..
(مرحلة الإستعمار الحديث): أصبح جانب يحمل المحتل و معه حكومات عميلة خائنة و علي الجانب الأخر ( نُخبة ) تحارب نيابة عن الأمة، هزمت النخبة وخرجت الأمة من المعركة.
(المرحلة الأمريكية) من التسعينات وحتى أوائل الألفية: استمر الحال علي ما هو عليه ، نخبة تقاوم وأمة نائمة وهزائم !
تخيل ؟ يجعل عدوك (الشعوب ) هي “مركز الثقل” في معركته بينما يظل دعاة التغيير قابعين في أفكارهم الإقصائية وخطابهم النخبوي، بغض النظر حتي عن المخالفة المنهجية أصلا لهذا الوضع، وعلي الجانب الآخر توصيات للولايات المتحدة الأمريكية بضرورة دمج النهج المدني والعسكري إذا أرادت تحقيق مكاسب استراتيجية في الحروب وألا تهتم فقط بتحقيق انتصارات تكتيكية.
أعداؤنا جعلوا مركز ثقلهم في المعركة الشعوب، وقد تعلم الإحتلال من أخطاء الماضي، فقد عرفوا أنهم لا سبيل لهم للسيطرة على بلادنا إلا عبر تغييب عقول الشعوب ومحاولة كسب عقولهم، إنه واقع مؤلم ومؤسف نعيشه اليوم، إن ما صعب المعركة بالفعل على كل حاملي لواء التغيير ليس قوة العدو المادية بقدر قوته الإعلامية، وإن احتكار النظام العالمي والأنظمة الداخلية لوسائل الإتصال الجماهيري جعل بالفعل المعركة صعبة خاصة إذا أضيف لذلك نخبوية وإقصائية خطاب من يريدون التغيير.
إن طبيعة المعركة اليوم قد أكدت بوضوح أن السعي لخوض المعركة ” نيابة عن الأمة “ هو دور فشل فيه كل من قام به، وأن السبيل الصحيح شرعاً وعقلا هو السعي لخوض ” المعركة مع الأمة “ ما دام السبيل لذلك ممكنا، فتحريك عموم الأمة وحضهم على خوض المعركة والسعي لرفع وعيهم وكشف خيوط المؤامرة التي تحاك لهم هو واجب حتمي لا ينبغي التقصير فيه ولا الإنشغال عنه بأي شاغل، وهذا لا يكون بترك المواجهة ومداهنة الباطل والقعود عن مجابهته بل هذا الشيء أصلا لا يكتمل إلا لمن هم في خضم المعركة على كل مستوياتها.
إفهام الناس لا إرضاؤهم
تنقيح الخطاب هو إفهام الناس لا إرضاء لهم، وهناك شعرة تفرق بين ” الحرص على إرضاء الناس” وبين الحرص على أن يعرف الناس “حقيقة منهجنا” يجب أن نكون أحرص الناس على أن نصل للناس بحقيقة ما عندنا وهذا هو ” التبيين “الذي جعله الله تعالى علة الخطاب الدعوي، يجب أن نبذل الساعات الطوال من أجل أن نحرر خطابنا ونجود كلامنا وننتقي مصطلحاتنا ليفهم الناس – بلا لبس – حقيقة المعاني التي نقصدها، يجب أن نحرص على أن لا يعادونا لمعنى لا نقصده ولا لشيء لم نفعله، ولا لعقيدة لا نؤمن بها، ولا لشعار لا نرفعه، ولا لمنهج نحن نتبرأ منه، ولكن مرحبا وألف مرحب إن عادونا لشيء نفعله أو نعتقده أو نلتزمه، نحن لا نطلب رضاهم بما معنا، لكننا نطلب فهمهم لما معنا إرضاء لربنا، وليرضوا بعدها هم أو يغضبوا !!
وهذا ما التزم به النبي – صلى الله عليه وسلم – حين رفض قتل المنافقين قائلًا: “لا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه” فالنبي صلى الله عليه وسلم خاف أن يتناقل عنه شيئا غير الذي فعله، فينسب إليه نهجا لا ينتهجه إنهم سيتحدثون أنه (قتل أصحابه) وهو لم يفعل ذلك، بل الحقيقة حينها أنه سيكون قد قتل المنافقين، والمنافقون ليسوا أصحابا له وهو ليس بصاحب لهم ولكنه شيء لن تبلغه عقول العامة فلم يفعله خاصة وهو عنده في الشرع فسحة لئلا يفعل، ولو أن الناس كان سيتحدثون أنه “قتل المنافقين ” ما خاف النبي صلى الله عليه وسلم من حديثهم إذ أنه خاف من أن يصلهم خلاف الحق لا أن يصلهم الحق.

أمة بوست

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق