الأحد، 26 أكتوبر 2014

نصر الله لا يأتي بالعدد والكم ، بل بقدر الايمان والإخلاص

 نصر الله لا يأتي بالعدد والكم ، بل بقدر الايمان والإخلاص

في أحد الأيام اجتمعت كل اوربا في جيش عرمرم بلغ حجمه ٦٠٠ الف مقاتل ومعهم الف منجنيق منهم منجنيق يجره الف ثور لهدم الكعبه وكان الجيش يضم البابا ومعه ٣٥ الف بطريق وما لا يحصي عدده من الاقوات والسلاح واعلنوا الحرب المقدسه ضد المسلمين وتوجهو لديار المسلمين من اجل افنائهم وابادتهم .......كانت الخلافه العباسيه في اسؤ ايامها من فقر وضعف و مهانه وتحكم الشيعه بديار الاسلام كلها تحت دويلات شتي وكانت الخلافه لا تضم سوي ٢٠٠٠ جندي يخرجون في موكب الخليفه الذي لا اسم له ولا صفه سوي الدعاء له في صلاه الجمعه .
فهل انتهي الامر ؟؟ بالطبع لا .. كانت هناك اماره صغيره اسمها دوله السلاجقه ..كانو اتراك ويقفون كحرس حدود علي مشارف الخلافه يصدون غارات البيزنطيين تاره وينهزمون تاره وكان قائد تلك الاماره شاب صغير اسمه الب ارسلان وبالعربيه الاسد الشجاع ..
كان هذا البطل عائدا من خراسان من حرب بجيش قوامه ١٧ الف رجل ما بين مصاب وفاقد لسلاحه وسمع بمجئ الجيش الصليبي فاسرع بالعوده وحاول ان يقنع ارمانوس بالتنازل عن اراضي لامبراطوريته تاره وبجزيه يدفعها له تاره ويغريه تاره بغنائم ولكن ارمانوس يرفض ويخبره ان مجئ تلك الجيوش وتكلفتها لا يتسع لها اموال المسلمين كلهم وان اباده المسلمين وهدم وحرق مقدساتهم في الحجاز هي الثمن الوحيد ..

اسقط في يد البطل ..وارسل للخليفه يسأله العون فلم يجبه معللا له سؤ الحال وقله الجند وحاول الب ان يستثير حماسه المسلمين ويرسل الرسل للأقطار كلها فلم يجبه سوي القليل .... ذهب الب الي شيخه العظيم يسأله المشوره في هذا المصاب الفاجع والفادح فحثه علي الجهاد والكفاح لدين الله بما اوتي له من قوه .. وهنا يخرج الب لجيشه الصغير ويخبرهم ..من اراد الجهاد فليبقي ومن اراد الانصراف فليقدم عذره لله وينصرف .. ويذهب فيغتسل ويلبس كفنه ويدهن الحنوط ويخرج لجيشه ويطلب منهم ان كان لأحد مظلمة فليتقدم ليقتص منه فيجهش الجيش بالبكاء والنحيب ويذهبون فيغتسلون ويلبسون اكفناهم استعداد للقاء الله .. وهنا يقف الشيخ العظيم وسط الجيش يقول لهم. هذا يوم من ايام الله لا مكان فيه للفخر او الغرور وليس لدين الله وحرمه دم المسلمين ومقدساتهم في كل الدنيا سوي سواعدكم وايمانكم .. ويلتفت الشيخ الي الاسد الشجاع ويقول له .. اجعل المعركه يوم الجمعه حتي يجتمع المسلمون لنا بالدعاء في الصلاه .. 
وبالفعل في مكان اسمه مناذ كرد او ملاذكرد جنوب شرق تركيا يقسم الب قواته ويعزل ويرص الرماه بين جبلين ويتقدم بقواته ليستقبل طلائع الرومان البيزنطيين وقد تأخر الاوربيين كأحتياطي .. 
انقض الرومان بقوات بلغت ستين الف مقاتل فتقهقر الب وانسحب الي الممر .. وخرج منه وانتشر خلفه وقسم قواته الي فرقه تصد المتقدمين وفرقه تتقدم و تلتف من جانب الجبل وتغلق الممر من الامام وبهذا يغلق الممر تماما ويحاصرهم في كمين من احكم الكمائن في تاريخ الحروب ... دخلت القوات البيزنطيه وانتظر حتي امتلا بهم الممر واشار للرماه فانهالت عليهم السهام كالمطر وهنا يقول العميد الركن محمود شيت خطاب معلقا علي تلك الحاله .. ان الرماه كانو فوق العاده فقد ابادو القوات البيزنطيه في ظرف ساعتين لدرجه ان فرقتين حاولو الصعود علي جانبي الممر لاجلائهم ولكن السهام ثبتتهم و اخترقت اجسادهم بالممر فغطته بجثتهم .. ومن حاول الخروج من فتحتي الممر كان السلاجقه في انتظارهم يذبحونهم احياء .. .
علم الاوربيين بالمجزرة فتقدمت قوات ارمينيه وجورجيه فاستقبلتهم فرقه المقدمه فأبادتهم.. اشتد الخلاف بين قاده الجيش الاوربي وتبادلوا الاتهامات وحدث الخلل ورجعوا لبلادهم وانسحبوا وتركوا بقيه البيزنطيين فانقض عليهم الب بسرعه رهيبه فقضي عليهم ووقع امبراطور بيزنطه في الاسر ... وكان يوما من ايام الاسلام .. 

هل كان احد يتخيل ما حدث ؟
هل بالعقل يتصور احد ان يصمد ٢١ الف مقاتل امام النصف مليون مقاتل بروح نصرانيه متشبعه بالدم والحقد .
ان نصر الله لا يأتي بالعدد والكم بقدر الايمان والإخلاص ..

الايمان العميق بالفكرة
 

قال محمد بن المنكدررحمه الله:
"إن الله ليحفظ بالرجل الصالح ولده وولد و لده وقريته التي هو فيها والدويرات التي حولها فما يزالون في حفظ الله وستره .."
 

كان الفقيه التابعي (بكر المزني) رحمه الله يمشي وأمامه رجل يعمل حطابا ويكرر أثناء مشيه ويقول :
الحمد لله .. أستغفر الله .. الحمد لله .. أستغفر الله.
فقال له الفقيه : ألا تجيد غيرها ؟
فقال الحطاب : بلى ، فإني أحفظ القرآن ، وأعلم الكثير ولكن المرء لا يزال يتقلب بين ذنب أو نعمة ، وأنا أستغفر الله من الذنب وأحمده على النعمة.
فقال الفقيه : جهل بكر وعلم الحطاب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق