"جبرتي الثورة المصرية" خلف القضبان
الاسكندرية ـ العربي الجديد
جبرتي الثورة.. هكذا يلقّبه الناشطون في الإسكندرية. إنه محمد حسني أحد أهم، إن لم يكن الوحيد، من وثّق الثورة في الإسكندرية، والموجود حالياً في السجن في قضية مجلس الشورى!
يعمل دائماً في صمت، لا يحب أن يتواجد في الصورة مثل طبيعة عمله، ويحظى بحب واحترام وتقدير جميع ناشطي الإسكندرية. لا توجد مظاهرة إلا وهو موجود فيها. وحينما تتعالى الأصوات والحناجر بالهتاف، تتعالى إبداعاته في توثيق وتصوير المتظاهرين؛ لتكون صورته الواحدة بألف كلمة كما يقولون.
وثق حسني جميع وقفات خالد سعيد "شهيد الداخلية"، في الإسكندرية، وجميع وقفات ضد التوريث وحملات دعم البرادعي عام 2010. على البحر مباشرة وفي إحدى وقفات محاكمة خالد سعيد في المنشية، أمام محكمة المنشية الكلية صعد حسني كعادته في مبنى المحكمة ليوثق ما يحدث من ضرب واعتقالات. اعتدى عليه ضباط أمن الدولة وتم سحله على سلم المحكمة، ليتم كسر ساقه ويعجز عن الحركة لشهور طويلة، وكسرت الكاميرا الخاصة به.
على الجانب السياسي، وقف بشدة في وجه مبارك ومن بعده المجلس العسكري، وفي فترة حكم الإخوان كان من أشد المعارضين لهم، ولكنه ورغم ذلك رفض رفضاً قاطعاً ومن البداية المجازر التي تعرضوا لها، ودافع عن حقهم، ورفض حكم العسكر من بدايته. وهو من أشد معارضي السيسي وطالب بمحاكمته لارتكابه المجازر في حق الإخوان والنشطاء.
من أول أيام 25 يناير، وقف حسني وسط المتظاهرين يرصد ويوثق اعتداء الداخلية وقتل المتظاهرين، ويرصد بطولات الثوار الذين لم يكونوا ليظهروا للعالم لو لم تلتقطهم عدسته.
إنه بطل من نوع خاص، يرصد كل من حوله ولا أحد يراه، يقف بقوة الصقور وسط الرصاص وقنابل الغاز.
التقط ما يقرب من 7 آلاف صورة ونحو 40 ساعة فيديو في عامي 2010 و2011. لم تمرّ تظاهرة واحدة للناشطين في الإسكندرية، إلا وحسني يوثق ويرصد كل انتهاكات الداخلية. جاب الإسكندرية من شرقها إلى غربها ليلتقط صوراً تغني عن الكلام. خرج مع عدد قليل من المتظاهرين في نقاط التمركز صبيحة 25 يناير في شرق الإسكندرية؛ ليوثق ما يحدث بعدسته حتى تنحي مبارك 11 فبراير/ شباط في غرب الإسكندرية، خلال الـ 18 يوماً التقط حسني آلاف الصور ليكون جبرتي الثورة في الإسكندرية.
وظل يرصد جرائم وانتهاكات المجلس العسكري من بداية اقتحام مقر أمن الدولة في الفراعنة، تحت حماية الجيش وقتها وسط طلقات الرصاص والغاز التي أطلقها ضباط مباحث أمن الدولة من داخل المقر على المتظاهرين، ليصيبوا اثنين من الثوار بالرصاص الحي، وهو يقف أكثر من 12 ساعة بعدسته ليرصد ويوثق، مروراً بأحداث محمد محمود في الإسكندرية، عندما سقط الشهيد بهاء السنوسي أمام مديرية الأمن برصاص الداخلية.
ظل حسني يوثق الأحداث تباعاً برغم براعته في التقاط الصور، لم يتقاضَ أجراً أو يتاجر بما يمتلكه، رصد حسني جميع الاشتباكات التي حدثت في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي، ليقف أيضاً وسط الرصاص الحي والخرطوش وقنابل الأعصاب التي كان الأمن يستخدمها وقتها. إنها تحية إلى "جبرتي الثورة" موثّق التاريخ الحديث.
الاسكندرية ـ العربي الجديد
جبرتي الثورة.. هكذا يلقّبه الناشطون في الإسكندرية. إنه محمد حسني أحد أهم، إن لم يكن الوحيد، من وثّق الثورة في الإسكندرية، والموجود حالياً في السجن في قضية مجلس الشورى!
يعمل دائماً في صمت، لا يحب أن يتواجد في الصورة مثل طبيعة عمله، ويحظى بحب واحترام وتقدير جميع ناشطي الإسكندرية. لا توجد مظاهرة إلا وهو موجود فيها. وحينما تتعالى الأصوات والحناجر بالهتاف، تتعالى إبداعاته في توثيق وتصوير المتظاهرين؛ لتكون صورته الواحدة بألف كلمة كما يقولون.
وثق حسني جميع وقفات خالد سعيد "شهيد الداخلية"، في الإسكندرية، وجميع وقفات ضد التوريث وحملات دعم البرادعي عام 2010. على البحر مباشرة وفي إحدى وقفات محاكمة خالد سعيد في المنشية، أمام محكمة المنشية الكلية صعد حسني كعادته في مبنى المحكمة ليوثق ما يحدث من ضرب واعتقالات. اعتدى عليه ضباط أمن الدولة وتم سحله على سلم المحكمة، ليتم كسر ساقه ويعجز عن الحركة لشهور طويلة، وكسرت الكاميرا الخاصة به.
على الجانب السياسي، وقف بشدة في وجه مبارك ومن بعده المجلس العسكري، وفي فترة حكم الإخوان كان من أشد المعارضين لهم، ولكنه ورغم ذلك رفض رفضاً قاطعاً ومن البداية المجازر التي تعرضوا لها، ودافع عن حقهم، ورفض حكم العسكر من بدايته. وهو من أشد معارضي السيسي وطالب بمحاكمته لارتكابه المجازر في حق الإخوان والنشطاء.
من أول أيام 25 يناير، وقف حسني وسط المتظاهرين يرصد ويوثق اعتداء الداخلية وقتل المتظاهرين، ويرصد بطولات الثوار الذين لم يكونوا ليظهروا للعالم لو لم تلتقطهم عدسته.
إنه بطل من نوع خاص، يرصد كل من حوله ولا أحد يراه، يقف بقوة الصقور وسط الرصاص وقنابل الغاز.
التقط ما يقرب من 7 آلاف صورة ونحو 40 ساعة فيديو في عامي 2010 و2011. لم تمرّ تظاهرة واحدة للناشطين في الإسكندرية، إلا وحسني يوثق ويرصد كل انتهاكات الداخلية. جاب الإسكندرية من شرقها إلى غربها ليلتقط صوراً تغني عن الكلام. خرج مع عدد قليل من المتظاهرين في نقاط التمركز صبيحة 25 يناير في شرق الإسكندرية؛ ليوثق ما يحدث بعدسته حتى تنحي مبارك 11 فبراير/ شباط في غرب الإسكندرية، خلال الـ 18 يوماً التقط حسني آلاف الصور ليكون جبرتي الثورة في الإسكندرية.
وظل يرصد جرائم وانتهاكات المجلس العسكري من بداية اقتحام مقر أمن الدولة في الفراعنة، تحت حماية الجيش وقتها وسط طلقات الرصاص والغاز التي أطلقها ضباط مباحث أمن الدولة من داخل المقر على المتظاهرين، ليصيبوا اثنين من الثوار بالرصاص الحي، وهو يقف أكثر من 12 ساعة بعدسته ليرصد ويوثق، مروراً بأحداث محمد محمود في الإسكندرية، عندما سقط الشهيد بهاء السنوسي أمام مديرية الأمن برصاص الداخلية.
ظل حسني يوثق الأحداث تباعاً برغم براعته في التقاط الصور، لم يتقاضَ أجراً أو يتاجر بما يمتلكه، رصد حسني جميع الاشتباكات التي حدثت في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي، ليقف أيضاً وسط الرصاص الحي والخرطوش وقنابل الأعصاب التي كان الأمن يستخدمها وقتها. إنها تحية إلى "جبرتي الثورة" موثّق التاريخ الحديث.